نبهت التجربة النووية الكورية الشمالية في التاسع من تشرين الاول أكتوبر مجلس الأمن الدولي الى وجوب حماية النظام النووي الحالي. ولاقى مساعي مجلس الامن الى صون هذا النظام إعلان بيونغيانغ، في الأول من تشرين الثاني نوفمبر رغبتها في العودة إلى المفاوضات السداسية، وإنهاء اتفاق على منع انتشار السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية. ومن المتوقع أن تتمسك الولاياتالمتحدة برفضها الاعتراف بكوريا الشمالية دولة نووية. وهذا ما أعلنته الولاياتالمتحدة بعد انجاز الصين اختراقها الديبلوماسي، وإعلانها قرب استئناف المفاوضات السداسية. وفي الوقت الذي عقدت فيه الصين محادثات غير رسمية مع الولاياتالمتحدة وجمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية، رفضت كوريا الجنوبيةواليابان وروسيا القبول بكوريا الشمالية دولة نووية. واعتبرت بيونغيانغ أن عقوبات مجلس الامن هي في مثابة إعلان الحرب عليها. ويعود سعي كوريا الشمالية الى امتلاك السلاح النووي إلى أيام الحرب الكورية، وهذه خوضت في ظل الدمار الهائل الذي ألحقته الولاياتالمتحدةباليابان بعد إلقائها قنبلتين نوويتين عليها في الحرب العالمية الثانية. وفي أثناء الحرب الباردة، عززت مرابطة قوة اميركية عسكرية كبيرة في سيول، والتحالف الأميركي - الياباني والعلاقات العسكرية بين واشنطنوسيول، مخاوف كوريا الشمالية، وخصوصاً بعد انهيار الاتحاد السوفياتي. ولكن ما هي أبعاد التجربة النووية الكورية الجيوسياسية؟ فهذه التجربة تذكر الولاياتالمتحدة بأن عليها ربما تعليق سياسة احتواء الصين. فهي تحتاج إلى مساعدة الصين في سبيل حل المسألة النووية الكورية الشمالية. والحق أن كوريا الجنوبية تحتاج الى ضمانات جديدة من واشنطن حول مظلتها النووية على أراضيها. ونفت اليابان رسمياً توجهها نحو اقتناء سلاح نووي نظير سلاح كوريا الشمالية. ولكن الشارع الياباني ينزع الى تأييد مثل هذه الخطوة. وعليه، تعتبر التجربة النووية الكورية الشمالية خطوة أولى نحو نظام عالمي نووي متعدد، بحسب ستيفن بيتر روزين، من جامعة هارفارد، على أن تتولى الولاياتالمتحدة منع كوريا الشمالية من تصدير تقنيتها النووية الى الخارج. عن بي ايس سوريانارايانا كاتب ومحلل سياسي هندي مستقل، "هيندو" الهندية، 3/11/2006