تفاوتت مواقف الصحف الاميركية والاوروبية الرئيسية من صدور حكم باعدام صدام حسين وحضت"نيويورك تايمز"الاميركية امس على تأجيل تنفيذ الحكم معتبرة ان العراق"لم يحصل على العدالة الكاملة". وقالت الصحيفة، المعارضة لعقوبة الاعدام، ان العراق ليس بحاجة فقط الى تحميل صدام حسين كامل المسؤولية عن"فظاعاته"لكن ايضاً لتضميد الجروح وتثقيف الامة"التي مزقها من دون رحمة". وجاء في افتتاحية الصحيفة"ان العراق لم يحصل لا على العدالة الكاملة ولا الانصاف الكامل الذي يستحقه". وتابعت ان"الرئيس بوش بالغ في اعتبار المحكمة ركيزة مهمة جداً في جهود الشعب العراقي لاستبدال حكم طاغية بحكم القانون". وعبرت الصحيفة عن الاسف لأن السياسيين الشيعة والاكراد"كانوا مصممين على استخدام محاكمة صدام لمصلحة غاياتهم السياسية كما فعل رئيس الوزراء نوري المالكي في الايام الماضية". ودعت الافتتاحية الى تأجيل تنفيذ الحكم بالاعدام"لفترة طويلة بما فيه الكفاية لإفساح المجال امام اكمال المحاكمة الثانية التي يتهم فيها صدام حسين بالأمر بارتكاب مجازر بحق الاكراد". لكن صحيفة"وول ستريت جورنال"قالت ان الحكم يُعتبر"ارثاً للتضحيات الاميركية في العراق". وذكرت في افتتاحيتها"لكن من اجل جعل ذلك دائماً، على الولاياتالمتحدة ان تهزم حركة التمرد التي تقاتل باسم صدام". واضافت"بغض النظر عما سيحصل في انتخابات الثلثاء في الولاياتالمتحدة فإنه على القائد الاميركي الاعلى الذي انهى طغيان صدام ان يجد استراتيجية وجنرالات لإنهاء العمل". وكتبت صحيفة"واشنطن بوست"ان المحاكمة و"على رغم عدم كمالها ستُساعد في دفع الديموقراطية في العراق قدماً". واعتبرت انه"على المدى القصير، يمكن ان يؤدي الحكم على صدام حسين واحتمال اعدامه الى تفاقم النزاع الاهلي في العراق". لكنها اضافت ان"محاكماته قد تعتبر حجر زاوية في المحاولة البطئية والمؤلمة لبناء عراق اكثر تحضرا من بين الآثار المدمرة لنظامه". وظهرت انقسامات في الصحف الاوروبية حول مصير صدام لكنها اعربت عن ترحيبها لأن الديكتاتور العراقي السابق"حوكم امام محكمة للجرائم التي ارتكبها". واعتبرت الصحف الالمانية ان الحكم بالاعدام"عدالة المنتصرين"التي ستعود بالفائدة خصوصا على الرئيس الاميركي جورج بوش بدلاً من الشعب العراقي. وقالت صحيفة"كولنر شتاد انزيغر"ان"محاكمة صدام كانت منصفة"مضيفة ان"صدام لن يعيش في منفى ذهبي مثل طغاة سابقين آخرين... ولن يُعدم رميا بالرصاص كما اعدم الديكتاتور الروماني تشاوتشسكو". ورأت صحيفة"برلينر زيتونغ"يسار وسط ان هذه المحاكمة كان"يفترض ان تكون فرصة تاريخية"لفهم نظام صدام الديكتاتوري. واضافت انه"بدلاً من ذلك تلاعبت قوات الاحتلال بالقضاء"العراقي. وكتبت الصحيفة ان"ترحيب مسؤولين غربيين رسمياً بحكم الاعدام دليل على هزيمتهم السياسية والاخلاقية". وذكرت صحيفة"شتوتغارتر زيتونغ"ان"الاوساط الثقافية الاسلامية سترى في هذا الحكم دليلاً على عدالة الفريق المنتصر". وقالت صحيفة"هاندلسبلات"الاقتصادية ان"التحقيق يجب ان يستمر... بعد الشيعة على الاكراد ان يروا بأن صدام يُحاكم لجريمة واحدة على الاقل ارتكبت بحقهم ... وبالتالي لا داعي الى العجلة في تنفيذ عقوبة الاعدام بصدام". واعتبرت صحيفة"ليبزيغر فولكسزيتونغ"ان"الحكم يشكل للرئيس جورج بوش نجاحاً سياسياً كان بحاجة اليه ... لكنه لن يستطيع ان ينسى بأن العراق الذي حرر من ديكتاتوره سيكون من الصعب ادارته". وتساءلت الصحف البريطانية عن مصير صدام، وفي حين رحبت بعضها بحكم الاعدام طالبت اخرى بتخفيف هذا الحكم. وقالت"ذي دايلي ميرور"يسار وسط ان"العالم يجب الا يُعرب عن سروره لصدور حكم الاعدام على رجل حتى وان كان هذا الرجل صدام حسين". واضافت"كان ديكتاتوراً قاسياً لكن هناك مخاطر بأن يؤدي شنقه الى اراقة مزيد من الدماء". واتخذت صحيفة"ذي غارديان"الموقف نفسه معتبرة انه"اذا كان يجب ان ينبثق عراق جديد من انقاض العراق القديم فإن الامتناع عن تنفيذ عقوبة الاعدام ستكون بداية جيدة لذلك". ورفضت صحيفة"ذي صن"الشعبية هذه الحجج مشيرة الى ان"هذا اللص الذي اصبح رئيساً يستحق بان يُعدم شنقا". واشادت صحيفة"ذي دايلي تلغراف"اليمينية بالحكم مؤكدة ان"اعدام صدام ليس شرطاً كافياً لإرساء الديموقراطية في العراق لكنه خطوة ضرورية لتحقيق ذلك". وكتبت صحيفة"ذي اندبندنت"انه"لن يكون للمحاكمة او لنتيجتها اي آثار على حركة التمرد". وفي ايطاليا كتبت صحيفة"ال كورييريه ديلا سيرا"على موقعها الالكتروني ان"حكم الاعدام على صدام حسين يثير انقسامات في ضمائر العالم الغربي". وقالت"لا ريبوبليكا"انه"يبدو ان حكم الاعدام الذي صدر يطوي نهائياً صفحة المسيرة الشخصية والسياسية لصدام حسين الذي حكم العراق من دون منازع طوال 24 سنة". اما صحيفة"ال باييس"الاسبانية فقالت"ليس هناك ما يدعو الى السرور لصدور عقوبة الاعدام ... وفي حال قبول طلب الاستئناف علينا انتظار صدور حكم جديد ... وفي حال اعدم الديكتاتور السابق من المرجح ان يجعل منه انصاره السنة شهيداً ما يجعل عودة الهدوء الى البلاد امراً صعباً". وفي فرنسا انتقدت معظم الصحف الصادرة المحاكمة والمنافع التي قد يجنيها جورج بوش من صدور حكم الاعدام على صدام حسين مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية في الولاياتالمتحدة. وقالت صحيفة"ليبيراسيون"اليسارية ان"سير محاكمة صدام ومضمونها القانوني اجراء استثنائي مثير للسخرية". واضافت ان"حكم الاعدام على صدام حسين صدر باسم"الشعب العراقي"الذي بات يطرح مصيره مشكلة اكثر من اي وقت مضى". وكتبت صحيفة"لو فيغارو"اليمينية انه"من المؤسف ان يعطي هذا الحكم انطباعاً بتشريع التدخل العسكري الذي نفذ بذرائع خاطئة في حين يجب ان يكون قبل كل شيء خطوة مؤسسة لدولة القانون بعد حكم ديكتاتوري دام 24 سنة". وقالت صحيفة"لا كروا"الكاثوليكية انه"في حين سيعطي الاميركيون من خلال الانتخابات البرلمانية مؤشراً للرئيس بوش حول الطريقة التي ينظرون فيها الى نهجه السياسي لن يكفي النبأ الصادر من بغداد في اعادة الثقة". وذكرت"لومانيتي"الشيوعية ان"محاكمة صدام لا تسوي الأمور. والحل العسكري في مأزق".