تصارع الحزبان الجمهوري والديموقراطي على الموجات الهوائية في الأيام الأربعة الأخيرة لحملة الانتخابات النصفية في الكونغرس الأميركي، وغزوا الشاشات الصغيرة أمس، ب600 اعلان تلفزيوني في محاولة أخيرة لاجتذاب الأصوات التي لم تحسم أمرها بعد. وعكس الجو العام تفاؤل الحزب الديموقراطي المعارض الذي وسع حملته في ولايات محسوبة للجمهوريين سابقاً، فيما تحاشى الرئيس جورج بوش حضور تجمعات انتخابية في بعض الولايات لمناصرة جمهوريين، نظراً الى انخفاض شعبيته هناك. واجتاحت الشاشات الأميركية موجة غزيرة من الإعلانات أكثرها ذات طابع هجومي، وتدخل فيه صور للرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد وأدولف هتلر للدلالة على التهديدات التي تواجه الولاياتالمتحدة وضرورة الحفاظ على الغالبية الجمهورية في الكونغرس، المهددة اكثر من اي وقت مضى بعد 12 سنة من سيطرة الجمهوريين على السلطة الاشتراعية. وصرف الحزبان ما يزيد على بليوني دولار في"حرب الاعلانات"وهو رقم قياسي ويفوق ما انفق في الدورة السابقة 2004 بحوالى 400 مليون دولار. وأنفق الحزب الجمهوري 42 مليون دولار على مهاجمة الديموقراطيين في اعلاناته، فيما لم يتجاوز انفاق الديموقراطيين ال18 مليون دولار، نظراً الى الواقع السياسي وهبوط شعبية الجمهوريين وإدارة بوش وفضائح الفساد التي ألمت بالحزب. ويحتاج الديموقراطيون الى 15 مقعداً للاستيلاء على مجلس النواب و6 مقاعد في مجلس الشيوخ. وارتفعت حظوظهم أخيراً في الفوز بالمجلس النيابي، ويعولون على الأيام الأخيرة للتأثير في معارك انتخابية والفوز في مجلس الشيوخ. وتعني أي خسارة للجمهوريين زيادة في الضغوط على البيت الأبيض ومزيد من العراقيل لأجندة الرئيس بوش. قدرة هائلة لهيلاري وأظهرت جداول التبرعات القدرة المادية الهائلة لدى السناتور هيلاري كلينتون والتي، على رغم تقدمها بأكثر من 35 نقطة على منافسها الجمهوري في نيويورك، ما زالت تتلقى تبرعات بمعدل مليوني دولار في الشهر الواحد. ويساعد هذا المخزون المادي حوالى 30 مليون دولار الاميركية الأولى سابقاً في الانتخابات الرئاسية المقبلة 2008 في حال قررت خوضها، اذ وضعتها استطلاعات الرأي في صدارة مرشحي الحزب الديموقراطي، يليها السناتور باراك أوباما والمرشح السابق جون كيري. ويستفيد الديموقراطيون الى حد كبير من هبوط شعبية بوش وتراجع التأييد للحرب في العراق. وجعل الديموقراطيون مسألة العراق القضية المحورية في حملاتهم وخصوصاً في ولايات فيرجينيا وتينيسي وأوهايو حيث المرشحون عنهم وزراء دفاع سابقون أو جنرالات متقاعدون. وتحاشى بوش أي حضور في هذه الولايات، خوفاً من رد فعل عكسي على الجمهوريين، ونظراً الى هبوط شعبيته في أوساط الحزبين هناك. في المقابل، يحاول الحزب الجمهوري التركيز على القضايا المحلية بينها الضرائب والبيئة والتأمين الصحي لاجتذاب الأصوات المعتدلة، أو على قضايا اجتماعية مثل الإجهاض أو زواج المثليين، لتحريك قاعدته الانجيلية المحافظة. وسيعتمد الفوز في الانتخابات في شكل كبير على التصويت المبكر ومدى نجاح الحزبين في توجيه قاعدتهم الى صناديق الاقتراع بأعداد كبيرة صباح الثلثاء المقبل.