أكد الرئيس بشار الأسد أن الوحدة الوطنية في سورية"رسالة لكل الأعداء بأن سورية صخرة وطنية عصية على الاختراق"، لافتاً الى أن الشعب السوري"شعب يمتلك التحدي وسيتابع بالتحدي الى أن يحقق أهدافه". وكان الأسد أول من أمس زار السويداء جنوب البلاد، حيث اطلع على عدد من المشاريع التي يتم تنفيذها، من بينها مشروع طريق سريع يربط دمشق بالسويداء. ونقلت"وكالة الأنباء السورية"سانا عن الأسد قوله في كلمة ألقاها أمام حشد جماهيري في السويداء، إن"الوحدة الوطنية التي نفخر بها على امتداد التراب الوطني ترسل الرسائل المختلفة بكل الاتجاهات للأعداء والعملاء والمأجورين بأن سورية هي صخرة وطنية عصية على الاختراق، والسويداء هي الصخرة الأقوى في هذه القلعة". وشبّه الأسد الجماهير التي احتشدت لاستقباله بأنها"لوحة جميلة تؤكد بما لا يقبل الشك بأن الدولة والحكومة القوية هي التي تضع مبادئ الشعب وتطلعاته نصب عينيها وتجعل مصالح الشعب جوهراً لسياساتها. وهذا ما ثبت بالواقع على كل الصعد، خصوصاً في السنوات الأخيرة وهذا العام تحديداً". وقال الأسد:"كلما اشتدت الضغوط وطأة، سنتحداهم بالمزيد من التطوير في كل المحافظات". وأضاف:"الاستعمار لم ينته. في السابق كان يسمى الاستعمار، والآن يسمى تحرير الشعوب. في الماضي كنا نسميها ثورات، واليوم نسميها مقاومة"، لافتاً الى أن"الأسماء تختلف، لكن الجوهر واحد، وكما أن الاستعمار يستمر، فإن الثورات والمقاومة ستستمران، وكما أن أجيال المستعمرين تتواصل، فإن أجيال المقاومين تتواصل، وكما التقى جيل الآباء والأجداد ممثلاً بالقائد حافظ الأسد والقائد سلطان باشا الأطرش، فنحن أبناء وأحفاد الثورة والمقاومة نلتقي اليوم لنحمل الشعلة ونكمل المسيرة إلى أمام، ونرسل للجميع رسالة بأن الشعوب العربية لم تعد قطيعاً يباع ويشترى ويؤخذ إلى الذبح، نحن شعوب أغلى ما نمتلكه هو التحدي وسنتابعه الى أن نحقق أهدافنا سوية". وخاطب الأسد الحشود قائلاً:"بكم اتفاءل بالمستقبل ومعكم ومع كل الشعب السوري نخوض اشد المعارك قساوة وضراوة من دون تردد أو خوف، ولقد حاولوا زرع الخوف وفشلوا وسيفشلون دائماً، وهذا عهد وقسم بيننا جميعاً في هذا الوطن مهما تكن التحديات". واعتبر أن حجم الحشود التي اجتمعت لاستقباله تعطي الجواب لكل مراكز البحث والمحللين الذين لم يجدوا الجواب لمواقف سورية. من جهة أخرى، أكد نائب رئيس الوزراء التركي عبداللطيف شنر خلال لقائه الرئيس السوري"أهمية سورية في استقرار المنطقة". وقالت مصادر رسمية ان الجانبين بحثا الأوضاع في المنطقة خصوصاً العراق وفلسطين ولبنان، وأشارت الى ان"وجهات النظر كانت متطابقة بين البلدين، وجرى التشديد على التعاون الاقليمي من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط". وعبّر الاسد وضيفه التركي"عن ارتياحهما لمواقف بلديهما من القضايا المطروحة في المنطقة"، وشددا على"دعم علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين، خصوصاً على الصعيد الاقتصادي". وكان شنر بدأ أمس زيارة الى سورية تستمر أربعة أيام يرافقه فيها وفد رسمي ومن رجال الأعمال، يوقع خلالها مع نائب رئيس الوزراء السوري عبدالله الدردري على اتفاقية التجارة الحرة المشتركة المؤسسة لمنطقة التجارة الحرة التي سيبدأ العمل فيها مع بداية العام المقبل. وأجرى شنر محادثات مع رئيس الوزراء محمد ناجي عطري ونائبه للشؤون الاقتصادية عبدالله الدردري، وتم الاتفاق"على أهمية زيادة حجم التبادل التجاري وتطوير المنافذ الحدودية وتفعيل دور الشركات ورجال الأعمال والمستثمرين على صعيد اقامة وتنفيذ المشاريع التنموية والاستثمارية في كلا البلدين". وقال الدردري بعد المحادثات ان"ما يتوفر في سورية وتركيا من امكانات مادية وطاقات بشرية، وما يمتلكانه من موقع جغرافي مهم متميز يعتبر عوامل مهمة تدفع باتجاه تحقيق نقلة نوعية في مضمار التبادل التجاري". وأوضح شنر ان الميزان التجاري بين البلدين بلغ حتى الآن بليون دولار اميركي الدولار يعادل خمسين ليرة مشدداً على"ضرورة تطوير وتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين لتتجاوز هذا الرقم بكثير". إلى ذلك، بحث الرئيس الأسد مع وزير المخابرات في حكومة جنوب افريقيا روني كاسيلرز أمس العلاقات الثنائية وتوسيع التعاون في المجالات كافة. وتعد زيارة كاسيلرز الأولى لمسؤول جنوب افريقي لسورية منذ عامين. وكان نائب وزير الخارجية فيصل المقداد بحث مع كاسيلرز الأوضاع في المنطقة وعلاقات التعاون ومسائل ذات اهتمام مشترك. وأكد كاسيلرز"أهمية دور سورية في تحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط ودورها المفتاحي في ايجاد حلول للقضايا الشائكة التي تواجهها المنطقة وتشكل تحدياً للسلم والأمن الدوليين". وقالت مصادر رسمية ان كاسيلرز عبر خلال لقائه المقداد"عن تقدير بلاده للدعم الذي قدمته سورية لشعب جنوب افريقيا في نضاله ضد نظام الفصل العنصري"، لافتاً الى"دعم بلاده للمطالب العربية العادلة والمشروعة المتمثلة في إنهاء الاحتلال الاسرائيلي للجولان السوري المحتل وفي قيام الدولة الفلسطينية المستقلة". بدوره، بحث وزير الداخلية اللواء بسام عبدالمجيد مع كاسيلرز تعزيز علاقات التعاون في المجالات التي تخص الوزارتين. وأفادت المصادر ان الجانبين ناقشا عدداً من المواضيع المتعلقة ب"تفعيل التعاون في مجالات مكافحة الارهاب والهجرة غير الشرعية والتدريب والتأهيل وتبادل المعلومات والخبرات الفنية والتقنية". وأكد عبدالمجيد خلال عرضه لتجربة سورية في مجال مكافحة الارهاب"استعداد وزارته لتقديم الخبرات والمعلومات اللازمة في هذا المجال".