أعلنت اسرائيل انها ستمنح الرئيس محمود عباس ابو مازن اياما عدة"لينفذ التزامه"وقف اطلاق القذائف الصاروخية على جنوب اسرائيل، لكنها وجهت في الآن ذاته تحذيرا الى المنظمات الفلسطينية التي تخرق اتفاق وقف النار"بأنها لن تمر على ذلك مر الكرام". وأعلن رئيس الحكومة ايهود اولمرت انه اوعز الى الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة بالانسحاب منه والى ابداء اكبر قدر من ضبط النفس لمنح اتفاق وقف النار فرصة أيام لدخول حيز التنفيذ الفعلي والكامل والشامل"طبقا لما وعدني به ابو مازن". وأضاف انه يدرك ان وقف النار لا يوفر الحلول لكل القضايا العالقة بين اسرائيل وبين الفلسطينيين، معربا عن أمله في ان يؤدي الى الافراج الفوري عن الجندي الأسير في قطاع غزة غلعاد شاليت"وإن لم تكن هذه المسألة جزءا من اتفاق الفصائل الفلسطينية على وقف النار". وتابع اولمرت انه يؤمن بأن هذه التفاهمات من شأنها ان تسهم جدا في اطلاق شاليت. كما أعرب عن أمله في ان يشمل وقف النار الضفة الغربية ايضا، مضيفا ان رئيس السلطة ابلغه ان المنظمات الفلسطينية شرعت اليوم امس في محادثات بينها لتطبيق وقف النار في الضفة ايضا،"وآمل بأن تبدي هذه الفصائل المسؤولية المطلوبة والرغبة الحقيقية لتحقيق ذلك لأن من شأن كل هذه الأمور ان تقود الى اطلاق مفاوضات جدية وصريحة ومباشرة بيننا وبين السلطة الفلسطينية وبيني وبين ابو مازن بهدف التقدم نحو تسوية شاملة مع الفلسطينيين". واشار اولمرت الى ان الاتصالات المكثفة التي تمت في الأسابيع الأخيرة بين مكتبه ومكتب الرئيس الفلسطيني حققت تفاهمات لا بد ان تقود الى مفاوضات،"وآمل ان يتم ذلك قريبا". وتابع ان رئيس السلطة ابلغه مساء اول من امس ان اتفاق وقف النار الذي اعلنته الفصائل الفلسطينية وقبلت اسرائيل به"يشمل وقف اعمال العنف كافة وحفر أنفاق وتهريب اسلحة وارسال انتحاريين واطلاق صواريخ، فسعدت بما سمعت واثنيت على رئيس السلطة، واتفقنا أن يبذل الطرفان كل الجهود من أجل أن يخرج وقف إطلاق النار إلى حيز التنفيذ". من جهته، أعلن وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيرتس ان"يد اسرائيل ممدودة للسلام، لكن على كل من يرفضها أن يدرك ان اسرائيل لن تقف متفرجة، وسيكون كل من يحاول أذيتنا هدفا مشروعا بغض النظر عن هويته". واعتبر اتفاق وقف النار نتيجة الضغط العسكري المتواصل على الفلسطينيين في القطاع، وقال ان اسرائيل معنية بالتهدئة وستمنحها الفرصة رغم ان هناك فصائل متطرفة لا تزال تطلق الصواريخ. ورأت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني في اتفاق وقف النار تجسيدا لسياستها الداعية الى استئناف الاتصالات المباشرة مع الفلسطينيين لقطع الطريق على أي تدخل دولي لن يكون مريحا لاسرائيل. وقالت لاذاعة الجيش الاسرائيلي انه رغم سقوط القذائف على سديروت صباح امس الا انه يحظر على اسرائيل تفويت الفرصة لتهدئة حقيقية، معتبرة وقف اطلاق النار"بداية فرصة"تستوجب من اسرائيل التعاون لتطبيقه على رغم الخروق المتوقعة من جهات فلسطينية. وهددت بأنه اذا لم يتوقف سقوط الصواريخ"فسنعمل نحن على تحقيق ذلك". واشاد النائب الأول لرئيس الحكومة شمعون بيريز بالرئيس الفلسطيني على دوره في تحقيق اتفاق وقف النار، متوقعا بعض الصعوبات في تطبيق الاتفاق،"فهناك خمسة أو ستة تنظيمات ومن الصعب لجمها جميعا". وأضاف ان حركة"حماس أدركت ان لا أمل لها في إدارة شؤونها بطريق النار وتجنب السلام". وتابع ان السلطة كما"حماس"، أدركت بعد سنة على الانتخابات التشريعية أنها بحاجة إلى وقف إطلاق نار من أجل تشكيل حكومة جديدة والحصول على الشرعية الدولية. وشمل الترحيب بالاتفاق سائر الوزراء، اذ قال وزير الشؤون الاستراتيجية المتطرف أفيغدور ليبرمان ان وقف الاتفاق"إثبات على أنه فقط بفعل الحزم الذي ابدته اسرائيل واستعدادها لتوسيع عملياتها ضد التنظيمات الفلسطينية والتهديد بتصفية قادة الفصائل، تحقق النتائج التي نرجوها". وتابع انه ينبغي اتباع الأسلوب ذاته من أجل وقف"تهريب الوسائل القتالية من سيناء إلى قطاع غزة". وهدد وزير الأمن الداخلي آفي ديختر الفلسطينيين بأنه في حال عدم احترامهم اتفاق وقف النار فإن الحكومة ستقر في جلستها الخاصة اليوم خطة عسكرية وضعها الجيش بناء لطلب الحكومة الأمنية المصغرة"لتأمين وقف سقوط الصواريخ او تحجيم هذه الظاهرة بشكل كبير". وفيما رحب اليسار الاسرائيلي بالاتفاق ودعا اقطابه الحكومة الى التعاون مع الفلسطينيين لتطبيقه واغتنام الفرصة لدفع العملية السياسية الى امام، اعتبر اليمين الاتفاق"مجرد خدعة"وان الحكومة الاسرائيلية تضلل الجمهور بالحديث عن وقف للنار سيستغله الفلسطينيون للتسلح.