تفاوت التزام القطاعات الاقتصادية في لبنان بالإقفال العام الذي دعت اليه الهيئات الاقتصادية أمس واليوم، احتجاجاً على الانقسام السياسي في البلد وللضغط على الطبقة السياسية للجلوس مجدداً الى طاولة الحوار والتوقف عن التهديدات التي يطلقها الأطراف السياسيون بالنزول الى الشارع، فضلاً عن استنكار جريمة اغتيال وزير الصناعة اللبناني بيار الجميل. وتقيّدت المصارف في كل المناطق اللبنانية بالاقفال التام، كما التزم القطاع الصناعي في شكل شبه كامل. فيما لم تلتزم أسواق تجارية في عدد من المناطق في بيروت والقريبة منها باستثناء بعض المؤسسات الكبيرة منها، كما لم يقفل معظم المطاعم في المناطق اللبنانية. وبرّر رئيس جمعية تجار بيروت نديم عاصي عدم التزام معظم الأسواق التجارية بالإقفال بأن"اجتماع الهيئات الاقتصادية انتهى في ساعة متأخرة من الليل، وعلى رغم ذلك اتصلنا برؤساء الجمعيات التجارية في لبنان، لكن لم يكن في إمكانهم الاتصال بمعظم المحال التجارية ما أدى الى فتح بعضها". وناشد التجار ورؤساء الأسواق الالتزام اليوم قرار الهيئات حفاظاً على وحدة القطاع التجاري. وفيما أكدت أوساط في قطاع المطاعم والمقاهي تأييد التحرك والإقفال العام، احتجاجاً على الوضع السياسي واستنكاراً لجريمة الاغتيال، عزت عدم التزامها الى أن التوقيت لم يكن مناسباً لمصادفة التحرك نهاية الشهر وعطلة نهاية الأسبوع، خصوصاً أن هذه المؤسسات تضررت كثيراً على مدى العامين الماضيين، ولم تعد تتحمل الخسائر خصوصاً أن نسبة 70 في المئة منها مدينة وتحتاج الى العمل لتسديد ما يتوجب عليها من أقساط ورواتب للموظفين لديها، وإلا ستصل يوماً الى الإقفال والى أزمة بطالة. كما أقفلت بورصة بيروت لليوم الثالث وكذلك المؤسسات المالية. وفي الشمال التزمت مدينة طرابلس الاقفال التام في معظم مرافقها وبدت حركة السير خفيفة فيها. فيما لم تلتزم النبطية قرار الإقفال، وشهدت المحال التجارية حركة شبه طبيعية، فيما أقفلت المصارف. وأعلن رئيس الهيئات الاقتصادية في النبطية عبدالله بيطار أن"المدينة لم تلتزم الدعوة الى الاضراب، لأن الهيئات لم تلتزم معنا ولم تدعنا الى الاضراب بحسب الاصول القانونية"، مؤكداً أن"استشهاد الوزير بيار الجميل هو خسارة للنبطية ولجميع اللبنانيين". ولفت بيطار الى ان"لا جدوى من الاضراب"، سائلاً"هل ستغطي الهيئات الاقتصادية مصاريف التجار والصناعيين والمزارعين وتكاليفهم أيام الاقفال". أما في جونيه فأقفلت المصارف والجامعات وبعض المؤسسات التجارية والصناعية والسياحية، وشهدت المنطقة حركة سير خفيفة. وفي البقاع الأوسط التزم القطاع المصرفي الاقفال التام. وتفاوتت نسبة التزام المحال التجارية والأسواق، وكانت حركة المتسوقين شبه غائبة. فيما التزمت المؤسسات التجارية والصناعية والمصرفية والسياحية والزراعية في جبيل قرار الاقفال، وتوقفت الدروس في الجامعة اللبنانية - الأميركية والمدارس الرسمية والخاصة حداداً على الوزير الشهيد بيار الجميل. وشل الاضراب العام منطقة الشوف، حيث اغلقت المؤسسات التجارية والصناعية والسياحية والمصرفية أبوابها، وشهدت المنطقة حركة سير خفيفة جداً.