دوار الشمس نبات مشهور بأزهاره الصفراء التي تلحق بأشعة الشمس من الشرق الى الغرب اينما دارت، ومتى يحل الظلام تستقيم السيقان الحاملة للأزهار نحو الأعلى في وضع عامودي، لذا سميت هذه النبتة بدوار الشمس (او عباد الشمس). والموطن الأصلي لدوار الشمس من بلاد أميركا الشمالية، حيث كان الهنود الحمر، يعتبرونه نباتاً مقدساً، ويحضرون من بذوره دقيقا يصنعون منه الخبز كمصدر للغذاء، كما استخرجوا الزيت من بذوره لإستخدامه في اطباق الأكل . وقديما كانت توصف بذور عباد الشمس كعلاج للملاريا. وزرعت بذور دوار الشمس أول ما زرعت في الحديقة النباتية في مدريد، وبعد ذلك انتشرت زراعته على نطاق واسع حتى أصبح من أشهر النباتات التي يستخرج منها الزيت. ويزداد استهلاك زيت دوار الشمس سنة بعد أخرى ، ربما بسبب ثمنه المنخفض قياساً بالزيوت النباتية الأخرى كزيت الزيتون وزيت الصويا، ولكن هذا الزيت يتمتع بمواصفات غذائية وصحية ممتازة تجعله مرغوباً، ومن هذه الصفات: غني بالأحماض الدهنية عديدة عدم الإشباع التي تسمى أوميغا-6، وهي أحماض لا يستطيع الجسم صنعها لذا يجب تأمينها عن طريق الأكل، وتساهم الأحماض أوميغا-6 في خفض مستوى الكوليسترول السيئ في الدم، وبالتالي تقي من الإصابة بتصلب الشرايين الذي يؤهب للاصابة بالأمراض القلبية والدماغية الوعائية وارتفاع ضغط الدم. منجم حقيقي للفيتامين ي الذي يشكل ركناً بارزاً من أركان جدران الخلايا. وهو يعد من أفضل المصادر على الإطلاق لهذا الفيتامين ، فكل 100 غرام منه تعطي 58 ملغ منه، وهي كمية رائعة تفيد في تأخير عجلة أمراض الشيخوخة ، وفي وقاية خلايا الجسم من براثن الشوارد الحرة التي تحب زرع الشر هنا وهناك في أركان الجسم، اضافة الى أهمية الفيتامين ي للحامل والجنين معاً، اذ بينت الدراسات أنه يقي من التشوهات الخلقية. ولعل أهم وظيفة يتمتع بها الفيتامين ي هي منع أكسدة الأحماض الدهنية التي تسبح في البلاسما وبالتالي الوقاية من تلف الشرايين والجلطات القلبية. يزود زيت دوار الشمس الجسم بفيتامينات مهمة أخرى غير الفيتامين ي، هي : الفيتامين أ، والفيتامين د، والأول يعد من بين أهم مضادات الأكسدة، وهو ضروري للجلد وللنظر والنمو. أما الفيتامين الثاني د فهو اساسي لإمتصاص الكلس وفرشه في العظام والأسنان. يستعمل زيت دوار الشمس لأغراض طبية من اجل الحصول على زيت البنج ، كا يدخل في تركيبة العديد من المراهم الطيارة التي تستعمل خارجياً. أما فيما يتعلق بأجزاء النبات الأخرى فهي ايضاً نافعة للجسم ، فالبذور تستعمل كثيرا للتسالي وتعمل على ازاحة الكوليسترول السيئ الذي يتراكم داخل الأوعية الدموية بفضل غناه بالاحماض الدهنية أوميغا-6 واحتوائه على عناصر فوسفورية. وتمتاز البذور بوجود مركب الفلور الذي يقي من تسوس الأسنان. وتحتوي البذور على معدن ثمين جداً هو السيلينيوم الذي يعد من أهم مضادات الأكسدة التي تحول دون استيطان السرطان، وهو ضروري للجسم من أجل تقوية جهاز المناعة، ولدفع صحة القلب الى الأمام، واذا عرفنا ان معدن السيلينيوم يدخل في تركيب العديد من الخمائر لأدركنا أهمية تناول بذور دوار الشمس. اما أزهار دوار الشمس اللسينية فيحضّر من مغليها شراب نافع في بعض حالات الروماتيزم والملاريا وآلام القلب وبعض حالات حبس البول. كما تستخدم الخلاصة السيالة المحضرة من كميات متساوية من أوراق دوار الشمس وازهاره في تحسين الشهية وفي علاج البرداء (الملاريا).