نفذت باكستان أمس تجربة إطلاق صاروخ يصل مداه الى 1300 كيلومتر وقادر على حمل رؤوس نووية، وذلك غداة اتفاق الأمينين العامين لوزارتي خارجية البلدين الباكستاني رياض محمد خان والهندي شيفشانكار مينون في نيودلهي على توقيع اتفاق للحد من أخطار"الحوادث المرتبطة بالأسلحة الذرية". وأوضح الجيش الباكستاني ان الصاروخ من طراز"حتف 5"أطلق ب"نجاح"من موقع سري، فيما قال رئيس الوزراء شوكت عزيز الذي حضر التجربة إن باكستان تملك الحق في أن تفتخر بقدراتها الدفاعية والرادع النووي الذي يعول عليه لديها". وأضاف أن السلام يأتي من"القوة والاستعداد للقتال". وكانت باكستان أجرت في نيسان أبريل 2006 وآذار مارس 2005 تجارب إطلاق صاروخ ارض - ارض من طراز"حتف 6"او الذي بلغ مداه 2000 كلم، ما جعله الأبعد مدى بين صواريخ الترسانة الباكستانية. ودأبت باكستان على إبلاغ الهند وبقية جيرانها بعزمها إجراء تجارب صاروخية، لكن الجيش الباكستاني نفذ تجربة أمس بصورة مستقلة. ولم تعلق الهند رسمياً على التجربة الباكستانية، ولم يصدر أي انتقاد لها. لكن مسؤولاً سابقاً في الخارجية الهندية قال إن هذه التجارب حق لباكستان وإنها لن تؤثر في العلاقات الهندية - الباكستانية. وكانت الهندوباكستان اتفقتا على هامش محادثات السلام أول من أمس على تشكيل لجنة مشتركة لمكافحة الإرهاب، في ظل اتهام نيودلهي إسلام آباد بدعم جماعات متطرفة لشن هجمات في إقليم كشمير المتنازع بينها. وسلمت السلطات الهندية لائحة ضمت أسماء 40 مطلوباً أمنياً يرتبطون بالجماعات المحظورة في كلا البلدين. وقال رياض محمد خان، الأمين العام لوزارة الخارجية الباكستانية، إن المطلوبين غير متورطين بتفجيرات بومباي في تموز يوليو الماضي والتي أسفرت عن مقتل 180 شخصاً. وكشفت وسائل إعلام هندية أن الآلية الهندية - الباكستانية لمكافحة الإرهاب ستشمل تعزيز عمل أجهزة الاستخبارات والأمن المشتركة وضمان تحركها السريع في التعامل مع المعلومات المتبادلة. تزامن ذلك مع وصول وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى باكستان في زيارة قصيرة التقى فيها الرئيس برويز مشرف ووزير الخارجية خورشيد محمود قصوري حيث تناولت المحادثات قضايا عدة أهمها توسيع نطاق العلاقات الثنائية. وسعت باكستان وروسيا الى تضييق الفجوة السياسية التي حدثت بينهما منذ حقبة الحرب الباردة حيث ارتبط الاتحاد السوفياتي بعلاقات وثيقة مع الهند التي تعد"العدو اللدود"لباكستان. وعلى رغم أن موسكو تحتفظ بشراكة استراتيجية مع الهند، لكنها تركز في شكل متزايد على علاقاتها مع باكستان، خصوصاً بسبب الجذور الإسلامية للبلاد التي بدأت تستعيد قوتها في جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق في آسيا الوسطى.