شرم الشيخ (مصر) - أ ف ب - تعهدت الهند وباكستان القوتان النوويتان اللتان تدهورت العلاقات بينهما في شكل كبير منذ اعتداءات بومباي في العام 2008، بالتعاون ضد الإرهاب. وأفاد بيان مشترك وزّع بعد لقاء بين رئيسي الحكومتين الهندية والباكستانية مانموهان سينغ ويوسف رضا جيلاني، أمس، انهما «أكدا تصميمهما على مكافحة الإرهاب والتعاون بهذا الهدف». ولاحقاً، قال سينغ في لقاء مع مجموعة من الصحافيين الهنود أطلعهم خلاله على نتائج لقائه نظيره الباكستاني جيلاني على هامش قمة دول عدم الانحياز في شرم الشيخ، إن هذا الحوار لا يمكن أن يبدأ «إلا إذا» تمت احالة مرتكبي اعتداءات بومباي أمام العدالة. وقال سينغ لوكالة الأنباء الهندية الرسمية ومحطات تلفزة إن «عملية الحوار لا يمكن أن تتقدم ولا حتى أن تُستأنف ما دامت الأراضي الباكستانية ما زالت تُستعمل لشن هجمات ارهابية على الهند». ونسبت الهند اعتداءات بومباي الى مجموعة إسلامية مسلحة باكستانية بالتواطوء مع أجهزة الاستخبارات العسكرية الباكستانية. وكان من نتيجة هذه الاعتداءات تجميد عملية السلام بين القوتين النوويتين والتي استؤنفت في كانون الثاني (يناير) 2004. وهذا اللقاء هو الثاني بهذا المستوى يعقد بين البلدين منذ اعتداءات بومباي. وكان الاجتماع الأول عقد في حزيران (يونيو) في روسيا بين سينغ والرئيس الباكستاني آصف علي زرداري. وقال البيان المشترك الهندي - الباكستاني الذي صدر في شرم الشيخ أمس إن «سينغ أكد ضرورة إحالة منفذي اعتداءات بومباي على القضاء، ورئيس الوزراء جيلاني أكد أن باكستان ستفعل ما في وسعها لتحقيق ذلك». وتحدث رئيسا الحكومتين في اجتماعهما على هامش قمة حركة عدم الانحياز في شرم الشيخ عن الإرهاب بصفته «التهديد الرئيسي للبلدين» وتوافقا على أن مكافحة الارهاب يجب ألا تكون مرتبطة بمحادثات السلام. وأشار البيان إلى أن «التحرك ضد الإرهاب ينبغي ألا يرتبط بعملية الحوار ذات الأوجه المتعددة، ويجب عدم الربط بين هاتين القضيتين». وكانت باكستان أعلنت أخيراً أنها ستحاكم هذا الأسبوع «على الأرجح» المتهمين الخمسة في اعتداءات بومباي. وأعرب رئيس الوزراء الباكستاني الأربعاء عن بعض التفاؤل، مؤكداً أن البلدين يسيران على الطريق الصحيح. وقال: «كان هناك بعض التطور أخيراً في علاقاتنا مع الهند»، مضيفاً «نعتقد انه يمكن إحلال سلام دائم في جنوب آسيا». وقام وكيلا وزيري الخارجية الهندي والباكستاني شيفشانكار مينون وسلمان بشير بالتحضير للقاء منذ الثلثاء. وطغى الاجتماع بين الهند وباكستان على اللقاء بين رؤساء أكثر من خمسين بلداً من أعضاء حركة الانحياز اختتموا قمتهم الخميس في شرم الشيخ. والهند ومصر دولتان مؤسستان لحركة عدم الانحياز التي انشئت في باندونغ في 1955 ابان الحرب الباردة، كتجمع يضم دول الجنوب ويتبنى الحياد الايجابي بين الكتلتين الشرقية والغربية. وستعقد القمة المقبلة للحركة في 2012 في طهران.