تبخرت الأسبوع الماضي في أسواق الأسهم العربية بلايين الدولارات تعود إلى أفراد ومؤسسات، ما سيؤثر سلباً في محاور اقتصادية أخرى، خصوصاً معدل إنفاق المستهلكين وثقة المستثمرين، بحسب التقرير الأسبوعي عن أسواق المال العربية للمستشار الاقتصادي في مؤسسة"شعاع كابيتال"احمد مفيد السامرائي. وجدّد السامرائي تأكيده أن التدخل المصطنع، سواء كان من الحكومات أو المستثمرين الكبار والمؤسسات،"لن يفيد"، داعياً إلى"ترك الأسواق تأخذ دورتها الطبيعية"، ومؤكداً أن هبوط الأسهم ليس أمراً معيباً أو يمس السيادة الوطنية... بحيث يجب على كل الشرائح أن تهب لدعم الأسواق". وأشار السامرائي إلى أن ارتفاع خمسة أو 10 في المئة في أسواق العالم كلها"يعتبر تأرجحاً هامشياً كبيراً يقلق المستثمرين، بينما نجد نسبته التذبذب تصل إلى 40 في المئة في الأسواق العربية وفي أسهم قيادية، وهو أمر غير مقبول ويحول الاستثمار المحفظي إلى استثمار محفوف بالأخطار". وأفاد تقرير"شعاع كابيتال"أن السوق المصرية أنهت تداولات الأسبوع الماضي على تراجع متوقع بعد أن باعت غالبية المستثمرين الخليجيين أسهمها للعودة إلى قواعدها الأصلية بهدف الوفاء بالتزاماتها أو بحثاً عن فرص استثمارية جيدة، مع وصول الأسهم الخليجية إلى مستويات سعرية مغرية. وبلغت خسارة المؤشر 1372.97 نقطة 2.35 في المئة إذ سجل 57003.29 نقطة. واستقر سهم المجموعة المالية"هيرميس القابضة"عند سعره السابق 39.35 جنيه بينما ارتفع سهم"المصرية للاتصالات"إلى 15.77 جنيه 5.48 في المئة بعد تصدره قيمة التداولات بواقع 45.02 مليون جنيه. وطغت المعنويات السلبية على السوق مع سهم"البنك التجاري الدولي"الذي سجل بداية الأسبوع ارتفاعاً في صافي ربحه في الأشهر التسعة الأولى من السنة، بنسبة 37 في المئة إلى 614.7 مليون جنيه. وتراجع السهم 4.8 في المئة إلى 52.26 جنيه. وتراجع سهم رائد آخر هو سهم"العربية لحلج الأقطان"الرائج بين المستثمرين الأفراد، ففقد أربعة في المئة ليسجل 11.91 جنيه. وانخفض"مؤشر هيرميس القياسي"1.9 في المئة ليغلق على 57063.85 نقطة. من جهة أخرى، أنهت السوق القطرية أسبوعها على خفض جديد بواقع 245.18 نقطة 3.44 في المئة لتستقر عند 6875.73 نقطة. وشهدت السوق تداول 35.17 مليون سهم بقيمة 1.15 بليون ريال نفذت من خلال 28923 صفقة، وبذلك تكون السوق ارتفعت 28.69 في المئة مقارنة بقيمة الأسهم المتداولة خلال الأسبوع السابق. وجاء الخفض على رغم الارتفاع الذي أحدثته دراسة ل"البنك الأهلي"عن أداء شركات السوق خلال الأشهر التسعة الماضية، والتي أظهرت ارتفاع أرباح القطاع الصناعي وأكدت أن القطاع المصرفي كان الأقل تأثراً بتراجع البورصة. وكان السبب الرئيس للارتفاع إعلان"البنك الوطني"إطلاق"صندوق الوطني 4". غير أن اليوم التالي حمل خفضاً جديداً للسوق. وارتفعت أسعار أسهم شركتين مقابل خفض أسعار أسهم 34 شركة. واحتل سهم"مصرف الريان"المرتبة الأولى لجهة قيمة الأسهم المتداولة 28.29 في المئة تلاه سهم"مصرف قطر الإسلامي"13.02 في المئة وسهم"شركة صناعات قطر"9.40 في المئة.