أعلن الناطق باسم الرئاسة الفنلندية للاتحاد الأوروبي أمس، أن بلاده ستنظم محادثات بين القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك ووزير الخارجية التركي في هلسنكي في الخامس والسادس من الشهر الجاري، في محاولة لكسر الجمود في شأن مسألة توحيد جزيرة قبرص والتي تهدد بنسف مفاوضات العضوية الأوروبية لتركيا. وأوضح هؤلاء أن وزير الخارجية الفنلندي أركي تيوميويا سيعرض مبادرة تتعلق بتقديم تنازلات مشتركة تؤدي إلى فتح تركيا بعض موانئها أمام الملاحة القادمة من قبرص، في مقابل السماح للقبارصة الأتراك بتصدير البضائع مباشرة إلى الاتحاد الأوروبي من ميناء فاماغوستا شمال. ويأتي ذلك قبل نشر المفوضية الأوروبية تقريراً في الثامن من الشهر الجاري يتناول مدى التقدم الذي أحرزته تركيا بعد سنة من بدء مفاوضات عضويتها الأوروبية، علماً أن مصادر مطلعة كانت ألمحت إلى أن التقرير سيشير إلى عدم إيفاء أنقره بالتزامات البروتوكول الذي وقعته السنة الماضية ووافقت فيه على توسيع الاتحاد الجمركي وبينها وبين الدول التي انضمت إلى الاتحاد الأوروبي عام 2004 وبينها قبرص. لكن وزير الخارجية التركي عبدالله غل شكك، بعد اتصال هاتفي أجراه مع تيوميويا، في جدوى المبادرة، وقال:"الأفضل أن يواصل الفنلنديون زيارة كل جانب على حدة، بدلاً من الدعوة إلى عقد اجتماع تعتبر فرص نجاحه قليلة". وزاد:"لا نعارض أي مبادرة يمكن أن تؤدي إلى حل، لكن ربما تكون الديبلوماسية المكوكية أكثر فائدة". وكان أولي رين، مفوض شؤون التوسيع في الاتحاد الأوروبي والذي يتوقع أن يشارك في المحادثات، حض تركيا والقبارصة الأتراك على قبول المبادرة الفنلندية باعتبارها أفضل وسيلة لتجنب إمكان وقوع"حادث قطار"في مساعي تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. على صعيد آخر، يزور وزير الخارجية التركي غل روما في السابع والثامن من الشهر الجاري لمناقشة ترشح بلاده إلى الاتحاد الأوروبي والعلاقات الاقتصادية التي تشهد ازدهاراً مطرداً. وبلغت المبادلات التجارية بين البلدين 13،1 بليون دولار العام الماضي، ما شكل رقماً قياسياً. ويفترض أن تتجاوز 15 بليون دولار هذه السنة. ويحضر غل مع نظيره ماسيمو داليما الدورة الثالثة لمنتدى الحوار التركي - الإيطالي، ثم يشارك في ندوات حول مستقبل العلاقات التركية - الأوروبية. وتواصل الحكومة اليسارية برئاسة رومانو برودي سياسة دعم انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، والتي بدأها سلفه سيلفيو بيرلوسكوني.