أقل من أسبوع وينطلق التحدي الكبير. ففي مواجهة بين العاصمة روما ومهد المهرجانات السينمائية الأول البندقية، تنطلق الدورة الأولى لمهرجان روما السينمائي الدولي، أو بالأحرى"عيد السينما"كما أُطلق عليه."العيد"، الذي تدشّنه نيكول كيدمان، سيبدأ في الثالث عشر من هذا الشهر ويستمر حتى الحادي والعشرين منه. وتسعى روما أن تتحول في الأيام الپ11 إلى عاصمة للسينما العالمية معيدة إلى الأذهان مجدها السينمائي الذي تأسس على إنجازات"تشينتشيتّا"مدينة السينما ونجومها الكبار ما قبل وما بعد الحرب العالمية الثانية. منظمو المهرجان، وعمدة العاصمة الإيطالية فالتر فيلتروني، أرادوا لهذا المهرجان أن ينطلق لصيقاً بالجمهور الذي سيتحول إلى بطل أساسي سواء من خلال فرص المشاهدة التي ستتاح له، أو من خلال كونه"الحكم"على ما سيقدّمه المهرجان من أعمال في مسابقته الرسمية. وسيتحوّل شارع"فيا فينيتنو"، ذلك الشارع الصغير الذي لا يزيد طوله عن نصف كيلومتر والذي دخل تاريخ الثقافة العالمية ومخيّلة السينمائيين والجمهور من خلال العمل الرائع"ثمانية ونصف"الذي أنجزه المخرج الراحل فيدريكو فيلليني، في مطلع الستينات، إلى صالون روما الكبير للسينما يلتقي فيه الجمهور مع النجوم كما سيتحوّل إلى"بازار"السينما الذي يلتقي فيه منتجو السينما مع موزّعيه. أي باعة الأفلام مع مشترييها. بساط من حجارة روما وعلى رغم أن هذا المهرجان الكبير لن يمتلك بساطاً أحمر تقليدياً يمرّ عليه النجوم، فإن عدداً كبيراً من النجوم سيحضر المهرجان وسيكونون عامل الجاذبية الأكبر في المهرجان، فإلى جانب الحسناء نيكول كيدمان التي سيفتتح فيلمها"فيور"من إخراج ستيفن شاينبيرغ المهرجان، ستشهد مواقع العروض حضور نجوم مثل شون كونوري المكرّم بعرض 13 من أفلامه، وروبرت دي نيرو الذي سيعمّد بحضوره التوأمة بين"مهرجان روما"وپ"مهرجان تربيكّا"الذي يقيمه منذ أعوام عدة في نيويورك. من بين الأفلام التي ستُعرض في إطار التعاون مع مهرجان"تريبيكّا"فيلم"عمارة يعقوبيان"للمخرج المصري الشاب مروان حامد. إلى جانب هؤلاء سيحضر ليوناردو دي كابريو وهاريسون فورد."ليو"سيحضر ببطولة فيلم"المقسّم"من إخراج مارتين سكورسيزي ويشاركه في بطولة الفيلم نجوم مثل جاك نيكلسون وشارلي بين ومات ديمون. عروض المهرجان ستُقام في 35 صالة إضافة إلى الصالة الكبرى في"مجمّع الموسيقى". وسترافق العروض السينمائية شاشات منصوبة في عدد من الساحات التاريخية في روما مثل ساحة اسبانيا وساحة الشعب، أي"بياتسا ديل بوبولو". مهرجان روما يسعى أن يكون"حفلاً"حقيقياً، لذا فإن مسارح المهرجان ستشهد عروضاً موسيقية بقيادة ريكّاردو موتي وإينيو مورّيكوني. حسناوات المهرجان عديدات ويكفي أن نشير إلى عدد منهن. فإلى جانب نيكول كيدمان ستحضر النجمة الإيطالية مونيكا بيلّوتشي والنجمة فاليريا غولينو وبطلة أفلام نانّي موريتّي ياسمين ترينكا والنجمة الصاعدة لورا كابوتوندي. مونيكا بيلّوتشي تحضر المهرجان بفيلمين أولهما"نون"- أي نابليون - من إنجاز مخرج الكوميديا الإيطالية الجديدة باولو فيرزي، والثاني"دهليز الحجارة"للفرنسي غيوم نيكلو وتؤدي بيلّوتشي في هذا الفيلم دوراً متميّزاً يضاف إلى غاليري الأدوار التي أدتها في الأفلام السابقة والتي لم يكن فيها جمالها الأخّاذ دائماً هو الفاعل الأول. منافسة وإلى جانب جديد السينما هناك تكريمات خاصة لكبار السينما الإيطالية من بينها تحية للنجم الراحل مارتشيللو ماسترويانّي، والاحتفال بمئوية 3 من فرسان السينما الإيطالية لوكينو فيسكونتي، ماريو سولداتي وروبيرتو روسّلّيني. حفل الختام سيقام في استوديو رقم 5 في تشيناتشيتّا الذي يحمل اسم فيديريكو فيلليني الذي أنجز فيه غالبية أفلامه. وكتحية إضافية إلى معلم السينما الإيطالية الكبير روبيرتو روسّلّيني أناطت إدارة المهرجان مهمة تقديم حفل الختام إلى إيزابيلا روسّلّيني، إبنة روسّلّيني من النجمة إنغريد بيرغمان. "مهرجان روما"، الذي شهد تقديماً إعلامياً كبيراً منذ مطلع شهر يوليو الماضي، قُدّم من قبل الصحافة باعتباره المنافس الأكبر لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي. وشهدت أيام عقد مهرجان فينيسيا في مطلع ايلول سبتمبر الماضي سجالاً إعلامياً بين المهرجانين انتهى إلى حصيلة إعلامية لمهرجان روما الذي حاز على مساحة إعلامية مجّانية حتى قبل عقده. وحقيقة الأمر هو أن الماكنة التمويلية التي تقف وراء مهرجان روما الجديد تجعل منه منافساً شرساً لجميع المهرجانات الكبرى في العالم، فالموازنة الضخمة التي يستند إليها وتاريخ روما يجعلان منه محطة مهمة ستسعى إليها دور الإنتاج والتوزيع العالمية. وتبلغ الموازنة الحالية للمهرجان حوالى 15 مليون يورو مما يتيح للمهرجان أن ينافس أياً من المهرجانات الكبيرة ولا غرابة أنه تمكّن من إنجاز برنامج ضخم من خمسة وتسعين فيلماً روائياً بعد أقل من خمسة شهور من مهرجان"كان"السينمائي الدولي وبعد أقل من أربعين يوماً من انتهاء مهرجان فينيسيا الدولي. ما يُميّز اختيارات هذه الدورة من المهرجان هو الحضور اللافت للمخرجات، إذ بلغ عددهن عشرين مخرجة فيما يحضر 24 من المخرجين الذين يحققون أعمالهم الأولى. المسابقة الرسمية للمهرجان ستضّم ستة عشر فيلماً ولجان التحكيم الثلاث هي لجان من الجمهور وينسّق أعمالها المخرج الإيطالي إيتّوري سكولا. وستمنح هذه اللجان جوائز لأفضل فيلم وأفضل ممثلة وأفضل ممثل.