في وقت بدأ المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى الصومال فرانسوا فال جولة اقليمية في القرن الافريقي"لخفض التوتر"الناجم عن الأزمة الصومالية، احتشد ألوف من أنصار"المحاكم الإسلامية"في مدينة كيسمايو الساحلية التي استولى عليها الإسلاميون أخيراً، في تظاهرة لتأييد الحركة التي أضحت تسيطر على جنوب البلاد. ودعا المتظاهرون الذين كانت غالبيتهم من النساء وتلاميذ المدارس إلى إعلان"الجهاد"ضد من يقفون في وجه تقدم الميليشيات الإسلامية في الصومال. وقال المسؤول الإسلامي محمد والي شيخ أحمد للمتظاهرين أمس:"انتهى عصر الغموض والنفاق. وبعون الله، سنعلن الجهاد ضد أعدائنا". وتأتي تظاهرة الإسلاميين، على ما يبدو، رداً على تظاهرات احتجاجية نظمها مئات الأسبوع الماضي فور استيلاء"المحاكم"على المدينة التي تضم أحد أهم الموانئ الاستراتيجية في البلاد. وقال شهود آنذاك ان الميليشيات الإسلامية فتحت النار على المحتجين، فقتلت صبياً وجرحت عشرات الأشخاص واعتقلت آخرين، لكن مسؤولاً في"المحاكم"نفى ذلك وأعلن إغلاق إذاعة محلية بثت أخباراً"كاذبة"عن التظاهرات المعادية للإسلاميين. وشارك ما لا يقل عن خمسة آلاف شخص في تظاهرة أمس، معظمهم من النساء اللائي رفعن المصاحف، وطلاب المدارس الإسلامية في كيسمايو. وهتفوا ضد تدخل إثيوبيا في الصومال ودعمها الحكومة الانتقالية. وقال سليمان عمر، وهو معلم في مدرسة إسلامية:"جئنا هنا لدعم المحاكم الإسلامية ورفض إثيوبيا ... الإثيوبيون ضد السلام والاستقرار اللذين بسطتهما المحاكم الإسلامية التي يحقق عملها اهتماماتنا وتطلعاتنا". إلى ذلك، التقى المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى الصومال رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي ومفوض السلم والأمن في الاتحاد الافريقي سعيد جنيت في أديس أبابا، في مستهل جولة إقليمية بدأها أول من أمس لاحتواء"التوتر الكبير الذي يسود الصومال والمنطقة". وقال فال للصحافيين في العاصمة الإثيوبية:"من أهداف جولتي خفض التوتر في المنطقة لأن للأزمة الصومالية انعكاسات إقليمية". وأشار إلى أنه تطرق خلال محادثاته"إلى مشاكل الأمن في الصومال وانعكاساتها على المنطقة ومشاكل الحوار وقضية نشر قوة دولية في الصومال". وتشمل جولة المسؤول الدولي اريتريا وجيبوتي واليمن والسودان ومصر وأوغندا، تمهيداً لاجتماع مجلس الأمن حول الصومال مطلع تشرين الثاني نوفمبر المقبل.