للخبز في مصر اسم انتقل من أفواه الناس ليتصدّر عناوين الأفلام والمسرحيات والمسلسلات. وكثيرة هي استخدامات هذا المصطلح فمن منا لم يسمع ب"العيش والملح"و"لقمة العيش"و"أكل العيش"؟ تكريماً لهذا المصطلح صدرت أخيراً عن الهيئة العامة لقصور الثقافة المصرية أول موسوعة مصرية تتناول"عيش"مصر المقسّم الى أكثر من ثلاثين نوعاً من خبزٍ أساسيّ، أو غير أساسيّ. وتختلف التسميات وفق البيئة ودرجة الحرارة ووسائل الحفظ وطقوس الطعام ومناسبات تناوله والمستوى الاجتماعي لسكان المدن والقرى. والموسوعة باكورة عمل بانورامي قيد الإعداد منذ مطلع التسعينات بعنوان"أطلس المأثورات الشعبية المصرية"، يتناول عادات مصر وتقاليدها وفنونها وتطوّرها التاريخي كونها الدولة الوحيدة التي لم تتغيّر حدودها منذ العام 3100 قبل الميلاد، وهو تاريخ توحيد البلاد على يد الملك مينا، وبحلول العام 2600 قبل الميلاد أقيم أول نظام إداريّ قومي مركزي في العاصمة منف جنوب مصر. ويقع أطلس الخبز في 267 صفحة من الحجم الكبير وشارك في إعداده أكثر من 120 باحثاً. ويكشف الأطلس أنّ الخبز ينقسم في مصر الى نوعين: الاول يُصنع من الذرة أو القمح أو مزيج منهما ويعتمده معظم المصريين، وهناك 15 نوعاً من هذا الخبز، تختلف في الحجم والسماكة والاسم من محافظة الى أخرى. أما النوع الثاني فهو غير أساسي، أي ما يلجأ إليه الناس في حال نفاد الخبز الأساس. ينقسم هذا الصنف الى 12 نوعاً ولا تستخدم الخميرة في بعض أنواعه. كذلك تتباين أنواع الخبز المستخدمة بتباين الطبقات الاجتماعية فتختلف التسميات من خبز بلدي الى شامي وشمسي وفينو وكايزر وتوست...