أمر طبيعي ان تعلن القنوات الفضائية الخاصة عن نفسها وتروج لبرامجها على قنواتها، وأحياناً على صفحات الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية. ولكن قناة"ميلودي أفلام"بدت مغالية في رأي كثر حين شنت حملة إعلانات"ضارية"على شاشتها ما اجتذب ردود فعل مختلفة ومتباينة، كان معظمها سلبياً. فأسلوب هذه القناة جاء على شكل إعلانات مصورة يفترض أن تكون كوميدية تحت عنوان"ميلودي تتحدى الملل". الشخصية الأساسية في الإعلانات شاب سمين ذو وجه طفولي السمات يضع نظارتين طبيتين ويرتدي ملابس تشبه زي"سوبرمان"للإيحاء بأنه ذو قوى خارقة. إذاً أتت الإعلانات معتمدة على هذا الشاب الذي يمثل"قناة ميلودي". فنراه تارة يمر في متنزه يلعب فيه رجل مسن لعبة الغولف ببطء شديد، ولا يكون من"سوبرمان"هذا إلا ان يفتح حقيبته المملوءة بأجهزة ومعدات تستخدم في الاعتداءات الجسدية، من بينها مطرقة خشب ضخمة، ينهال بها على رأس الرجل، في حين تركض زوجته العجوز خوفاً وذعراً. إعلان آخر تظهر فيه مذيعة ومصوّر في لقطة وكأنهما يسجلان برنامجاً من نوعية البرامج المملة المتخمة بالكلام غير ذي القيمة، فيمر رجل"ميلودي"في الخلفية وينهال ضرباً على المذيعة ويتمكن من الإمساك بالمصور الذي كان يحاول الهرب جاذباً اياه من قدميه مستخدماً سلك الميكروفون والرجل يتأوه من السحل على الأرض. هذه الإعلانات أثارت آراء متناقضة بعضها عبر عن نفسه بالضحك بطريقة هستيرية، وبعضها رفع راية الاعتراض، معتبراً هذه الإعلانات"غير سوية"وتشجع ضمناً على العنف أو على الأقل تعتبره أمراً مستساغاً ومثيراً للضحك، ضمن اطار ما يسمونه في الغرب"اللاصواب السياسي". ولما كان المفهوم في حد ذاته غير رائج في منطقتنا العربية، اقتصرت الآراء المعارضة لهذه الإعلانات على بضعة أصوات متناثرة هنا وهناك. من جهة أخرى، يثير الإعلان الذي تبثه القناة تحت العنوان نفسه"ميلودي تتحدى الملل"، وموضوعه الفتور الزوجي حفيظة كثر، إذ تظهر فيه زوجة شابة ترتدي ملابس كاشفة محاولة استثارة زوجها المنكبّ على مشاهدة القناة، من دون ان تفلح محاولاتها المستميتة والمتشبهة ب"واوتي"هيفاء ودومينيك حوراني، للفت انتباهه وهي تتأوه قائلة"واوا واوا يا سبعي عندي واوا"، فيما هو لا يعيرها أي اهتمام، دلالة على تفوق القناة ببرامجها على إغراء الزوجة. حين يعرض هذا الإعلان يجد آباء وأمهات كثر أنفسهم يمدون أيديهم إلى أجهزة"الريموت كونترول"للابتعاد عن الإعلان الذي لا يقل"إباحية"عن بعض أغاني الفيديو كليب. الرسالة الإعلامية التي تقدمها هذه الإعلانات قد لا تخلو من عنصر كوميدي، لكنها تخلو تماماً من أي"صواب سياسي"أو لنقل بالعربي أنها تخلو تماماً من الكياسة الاجتماعية والأخلاقية.