حذر رئيس المنتدى العالمي كلاوس شواب من تداعيات البطالة التي تجتاح المنطقة العربية، واصفاً اياها بالقنبلة الموقوتة التي قد تنفجر ان لم تعالج، مشدداً على ان اهم أدوات إبطال مفعولها هو التعليم، مشدداً على إضافة الى التركيز على الطاقات البشرية وخلق أجيال جريئة وقادرة على المخاطرة. وقدر شواب في حديث مع"الحياة"على هامش مؤتمر صحافي احتضنه"نادي دبي للصحافة"أمس، ان المنطقة العربية تحتاج الى اكثر من 100 مليون وظيفة خلال السنوات العشر المقبلة. وان هذا"لا يأتي الا من طريق تهيئة البيئة المناسبة لاطلاق عقول منفتحة وتأمين السيولة التي من شأنها تشجيع القطاع الخاص على تأسيس مشاريع". وقال ان توفير وظائف في المنطقة"يعتمد في المقام الأول على مستوى التنافسية. ويجب ان يعمل القادة العرب على دعم دولهم كي تكون اكثر تنافسية من غيرها"مشيراً الى"أجواء المنطقة التي باتت تعتبر الحديث عن برامج إصلاحية موضوعاً سياسياً وپ"حساساً"، بينما هو غير ذلك، لكن تجب مقاربته في اطار نية المنطقة إبطال مفعول قنبلة البطالة الموقوتة أم لا". لكن لم ينكر رئيس المنتدى العالمي في دافوس"ان دول منطقة الخليج تسير في المسار الصحيح، على اعتبار انها باتت تستثمر فوائض العوائد النفطية في دعم التعليم وإنشاء الجامعات، وأنها تتجه حالياً الى تنويع مصادر دخلها بعيداً من النفط". وهذا في رأيه يدفع باتجاه محافظة المنطقة خلال السنوات المقبلة على مستويات النمو الحالية التي تتراوح بين 5 وپ6 في المئة. واشار شواب، الذي يجوب المنطقة في محاولة للترويج لمنتدى"دافوس الشرق الأوسط"الذي سيعقد في منتجع شرم الشيخ المصري في ايار مايو المقبل، ان التطورات الاقتصادية التي تشهدها منطقة الخليج حالياً ستفرض نفسها على"قمة شرم الشيخ". وأكد ان منتدى الشرق الأوسط سيبحث سيناريوين. الاول حول إيجابيات السياسة الاقتصادية والتنموية التي تشهدها بعض دول المنطقة، ومخاطر المتغيرات السياسية، مثل انتقال السلطة في فلسطين الى"حماس"، والملف الايراني، إضافة الى التصعيد السياسي في لبنان، التي من شأنها مجتمعة ان تصوغ مستقبل المنطقة خلال السنوات المقبلة. وقلل من أهمية ما أعلنه الرئيس بوش قبل أيام وعن الاتجاه الى تقليل اعتماد أميركا على نفط الشرق الأوسط، على اعتبار ان نفط اوبك يذهب الى اليابان وبقية دول آسيا، وان اعتماد اميركا على النفط العربي قليل بالفعل. لكنه اشار الى ان المخاطر قد تأتي من نقص المخزون النفطي. واعتبر ان تهديد ايران باستخدام سلاح النفط اذا زادت عليها الضغوطات الدولية، هو ايضاً خطير. وأضاف"يجب ان نكون حذرين من استخدام كلمات مثل"سلاح النفط"وپ"حرب نفطية"، وعلينا ان نركز على المصالحة". واعتبر شواب تداعيات نشر صور مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم في الصحف الدنماركية، وما نتج منه من مقاطعة العالم العربي والاسلامي للبضائع الدنماركية، امراً خطيراً قد يقود الى"صراع حضارات". وقال:"يجب ان يكون هناك تفهم متبادل لما قد تؤول اليه الأمور". منتدى دافوس 2006 وأشار في المؤتمر الصحافي الذي استضافه نادي دبي للصحافة امس، الى ان منتدى 2006 الذي اختتم اعماله قبل ايام في قرية دافوس السويسرية، ركز على قضايا اقتصادية مهمة من بينها أسعار النفط والنمو الهائل للاقتصادين الصيني والهندي وتأثير ذلك في الاقتصاد العالمي. وقال ان تخصيص جزء كبير من محاور منتدى شرم الشيخ المقبل لدول الخليج، هو من منطلق التطورات الاقتصادية والسياسية التى تشهدها حالياً والتي تجعلها جزءاً مؤثراً في العالم. وأضاف ان قمة الشرق الاوسط ستتطرق الى التحولات المهمة التي تشهدها المنطقة مثل ما حدث من وصول حركة"حماس"الى السلطة في فلسطين ونتائج الانتخابات الاسرائيلية الى جانب التحولات التي تشهدها الاقتصادات العربية.پ وأشار الى الكثير من المساعدات والمعونات المالية والفنية والمعنوية التي قدمها المنتدى لكثير من هذه الدول، ومنها تخصيص رجل الأعمال العالمي بيل غيتس مبلغاً كبيراً من المال لمكافحة امراض السل في افريقيا والتفاعل مع كارثة المد البحري تسونامي، وتخصيص الاموال لتعليم الاطفال في الدول الاشد فقراً. ويشار الى ان منتدى"دافوس"يعتبر من اهم المنتديات الاقتصادية العالمية، حيث يضم في عضويته نحو 1000 شركة من اكبر الشركات العالمية، ويحرص على حضور دوراته كل عام الرؤساء والقادة من مختلف أنحاء العالم. وكان شواب الذي يزور الإمارات ضمن جولة خليجية، أعلن قبل ايام عن امكان افتتاح مكتب إقليمي كفرع للمنتدى العالمي في دافوس لمنطقة الشرق الأوسط، على غرار افتتاح مكتب في الولاياتالمتحدة والصين وذلك خلال سنتين أو ثلاث سنوات.