أكد ل «عكاظ» مدير عام المنتدى الاقتصادي العالمي في «دافوس» البروفوسور كلاوس شواب أن حضور المملكة هذا الحدث السنوي الاقتصادي العالمي يعتبر استثمارا كبيرا لجدول أعمال المنتدى، ويهيىء لقنوات تعاون اقتصادية وتجارية متطورة، فضلا عن فتح آفاق لمدى تأثير الملف السياسي على الأوضاع الاقتصادية في دول الشرق الأوسط خاصة والعالم بصفة عامة. ولفت شواب إلى أن برنامج منتدى دافوس الذي ينطلق اليوم في منتجع دافوس السويسري، سيتواصل مع سياسيات العولمة الاقتصادية في وقت يتقارب فيه العالم، وتظهر فيه قوى اقتصادية نامية، مثل: الصين وتتعثر فيه الولاياتالمتحدة بسبب ميزانيتها الاتحادية. وقال: إنه تابع باهتمام صدور موازنة المملكة لهذا العام، ما يبشر خيرا بأن هذا البلد يبقى قوة اقتصادية كبيرة، ولا سيما حين نتطرق إلى سياسات النفط والطاقة إلى جانب الزراعة العضوية التي بدأت تأخذ شكلا جديدا في المملكة، وتفتح بذلك سوقا عالمية للتعاون في هذا المجال الهام، الذي يمكن له أن يتطور ليصبح سلة خبز لمنطقة الخليج. وفيما يخص النفط السعودي، قال شواب: إن ملف الطاقة والنفط من المواضيع الهامة المطروحة أمام منتدى دافوس، وكيفية التعاون في هذا الصدد، مشيرا إلى أن سياسة المملكة النفطية لم تتوار في دعم السوق الدولية، رغم الأزمات السياسية التي تمر بها المنطقة، فضلا عن الحفاظ على مستوى معقول لأسعار النفط في السوق الدولية، موضحا أن دور المملكة داخل منظمة أوبك هو دور فاعل وكبير. وأعرب شواب عن ترحيبه بالوفد السعودي الكبير المشارك في المنتدى، مشيرا إلى أن صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس أمناء مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية ضيف سنوي على دافوس، بجانب وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي. وحول برنامج دافوس لهذا العام، قال شواب: إن بنود الألفية للأمم المتحدة ستتم مناقشتها، وطرح ما تم تنفيذه، وما ينبغي عمله لتحقيق مطالب الألفية، وهو الأمر الذي سيكون ضمن فعالية تلقيها محافظ صندوق النقد الدولي كريستين لاجارد، كما سنتناول الأوضاع الإنسانية في الأزمة السورية، وقضية الشرق الأوسط والملف النووي وأسلحة الدمار الشامل، كملفات سياسية في المنتدى الاقتصادي .كما ستكون هناك ورش عمل تناقش قضايا اقتصادية مرتبطة بأوضاع سياسية، ومن هذه الورش: ورشة لتقاسم السلطة ودور الإسلام السياسي، وتأثير ذلك على الاقتصاديات الدولية؛ وذلك على خلفية ما يحدث في بعض الدول العربية . ورأى شواب أن ورشة الهجرة غير الشرعية ترتبط بشكل كبير، ليس فقط بالفقر والمجاعة التي تمر بها بعض بلدان أفريقيا وآسيا، بل هي مرتبطة أيضا بظهور الإسلام السياسي وتأثيره على الساحة، لافتا إلى أهمية حوار أتباع الأديان، ومشيدا بمبادرة الملك عبد الله بن عبد العزيز بشأن حوار أتباع الأديان والثقافات. وشدد شواب على أن من أهم بنود دافوس، وضع سياسات لتطوير عملية اقتصاد دولية مستدامة، منوها بمسؤولية مجموعة ال 20 الاقتصادية وما ستقدمه أستراليا من تصور لما يمكن تطويره في ال 20، كما سنشدد بحسب قوله على ملف الصحة. وقال: إنه مثل كل عام، سيكون برنامج دافوس حافلا وحافزا لكل المشاركين لتقديم المزيد للإنسانية والبشرية. وعلمت «عكاظ» أن منتدى دافوس سيستضيف ظهر غد رئيس الوزراء المصري حازم الببلاوي الذي سيتحدث عن المسار الاقتصادي لمصر بعد انتهاء الاستفتاء الشعبي على الدستور. وسيتحدث في القاعة الرئيسية للمنتدى.