مرّت سبعة أسابيع على بدء برنامج"ستار أكاديمي"في نسخته الثالثة. بقي في الأكاديمية اثنا عشر طالباً. من سيخرج هذا الأسبوع؟ ريم غزالي الجزائر، محمد فهد السعودية أم وجدي لكحل تونس؟ الأساتذة اختاروا الثلاثة"نومينيز". برروا تقويمهم الأسبوعي. اعتبروا أداء محمد فهد غير مقنع، إذ نسي كلمات أغنية"معقول أنساك". قالوا إن أداء وجدي كان"من دون احساس أو تعبير، إذ بدا برأيهم كأنه يسمّع"سولفاج". في حين تبقى مشكلة ريم، بحسب الأساتذة، أنها ليست متمكنة من الغناء الشرقي والعربي وأن"إحساسها"أداء"غربي". شعر المتسابق السعودي محمد فهد مسبقاً أن النتيجة لن تكون لمصلحته هذا الأسبوع، إذ بعد خروجه من التقويم قال:"نسيت كلمات الأغنية". بدا كأنه متقبل للفكرة، عكس مواطنه محمد الدوسري الذي توتر وصرخ معترضاً ومعتبراً اختياره"نومينه""ظلماً"وپ"غشاً". أما وجدي فلم يتحمل تسميته، إذ حزن وبكى كثيراً. شاهده المشجعون وهو يبكي كما لو كانوا يشاهدون مسلسلاً عربياً ميلودرامياً. لكن البكاء الذي شاهدوه ليس تمثيلاً، بل حقيقة وپ"واقع". لعبة تلفزيون"الواقع"تطورت ولم تعد مثلما كانت. أحداث كثيرة تجري في البرنامج. ميلودراما وكوميديا. في الأسبوع الماضي زار"الأشباح"الأكاديمية! هذا ما بدا لخليفة الذي حكى للطلاب عن وجود أشباح! فادي ومحمد إبراهيم هما الأشباح، لكن خليفة الخائف لا يعلم. قرر الطالبان تحضير مقلب كعادتهما. كان المقلب من نصيب خليفة، إذ أثناء نومه شعر بقطرات من الماء تسقط عليه ليلاً، في حين أن الطلاب الآخرين كانوا نياماً! اقتنع خليفة بوجود الأشباح! تهديد ووعيد لعبة الواقع ستطور أكثر الليلة. ليست حفلة"البرايم"اليوم حفلة عادية. لن يقف تلفزيون الواقع حكراً على المشاركين فيه - الطلاب. سيدخل مشاهدون اليوم اللعبة. سيكون"حدثاً جللاً"اليوم، بالنسبة إلى متابعي هذا البرنامج. هناك"تهديد ووعيد"من مشجعين يُعدون الأقوى على مستوى التصويت! بعض مشاهدي البرنامج من السعوديين كانوا توعدوا محمد فهد لو خرج"نومينه". توعدوه بأنهم لن يصوتوا له. توعدوه بأنهم سيصوتون ضده. لمَ كل هذا؟! بعدما صوت محمد فهد للمشترك الأردني وليد، ولم يصوت لمواطنه محمد الدوسري، شنت صحف محلية وكتاب في مواقع الإنترنت حملة ضده. قالوا إنه"خلا"بمحمد الدوسري. قالوا إنه لا يتحلى بالوطنية! لمَ؟ لأنه لم يصوت لمواطنه. لم يبرر أحد موقفه. ولم يقتنع أحد بما قاله فهد في شأن ان الدوسري أساء اليه. بعد تصويت فهد ضد مواطنه بدأت الاشاعات تظهر في الإنترنت وبين مشاهدي البرنامج من السعوديين. قالوا إن والده يرفض مشاركته ومنزعج من أفعاله. زار، هذا الأسبوع، الأكاديمية شقيق محمد فهد وأصدقاؤه حاملين الهدايا من الأهل لفهد وللطلاب. فحصل كل واحد منهم على ساعة يد كمبادرة تشجيع من عائلة محمد! أما هو فقد حصل على كوب عزيز على قلب والده يملكه منذ أكثر من عشر سنوات كتعبير عن فخره بابنه ودعمه له. هل ارتدع المنددون بمحمد فهد من السعوديين بعد هذا كله؟ لا... كتبوا من جديد عن أخلاق محمد فهد، قالوا في منتديات الإنترنت إن الدوسري على خلق أكثر منه، وخير من يمثلنا في البرنامج. ذكروا بهشام عبدالرحمن ومحمد خلاوي. وزعوا مقطعي فيديو مسجلين من قناة"ستار أكاديمي". ماذا تحوي هذه المقاطع؟ في المقطع الأول، ضربت منال طحان محمد فهد بالورق الذي كان بيدها. في المقطع الثاني بصقت شيماء في وجهه! كل هذه المقاطع كُتب عليها - وقت عرضها - عبارات منددة بمحمد فهد. ومعظم من أرسلها ذيّلها ب"صوتوا ضده"! لم يبرر أحد. لم يقتنع احد بأن محمد فهد شاب، وأن الشباب يفعلون أكثر من ذلك. رفض المنددون التفكير حتى بأن ما حصل في المقاطع يمكن أن يحصل بين الشبان وأصدقائهم. كل ما يريدونه هو إقصاء محمد فهد. نسوا أنه مواطنهم في وقت غضبوا فيه منه لأنه صوت ضد مواطنه. نسوا أن هشام عبدالرحمن كان يخطئ في بعض المرات. قالوا في حملتهم في الإنترنت انهم سيصوتون ضده! سيصوتون لأي"نومينه"يقف معه في دائرة الخطر! أثبت مشجعو البرنامج من السعوديين في العام الماضي وفي هذا العام أنهم الاقوى على مستوى التصويت. فاز هشام عبدالرحمن في نسخة ستار أكاديمي الثانية العام الماضي، وتخطى متسابقين أفضل منه على مستوى الأداء والغناء. فاز إبراهيم الحكمي بلقب"سوبر ستار العرب - 2006"، قبل أيام، بالتصويت أيضاً. خطف اللقب من أمام أصحاب أصوات جميلة أيضاً. كل ذلك على رغم أن البرنامجين - "ستار أكاديمي" و "سوبر ستار" - شهدا حملات في السعودية، ضدهما منذ انطلاقهما. السعوديون الأقوى على مستوى التصويت، على رغم أن الحملات التي شنت ضد برامج التصويت في السعودية هي الأقوى أيضاً، مقارنة بالحملات في الدول الأخرى! الليلة أيضاً، سيثبت السعوديون أنهم الأقوى على مستوى التصويت، سواء بقي محمد فهد أو خرج. فلو حصل على نسبة ضئيلة جداً، فذلك يدل على أنهم صوتوا ضده كما قالوا في حملاتهم، فليس من المعقول أن يحصل سعودي على نسبة ضئيلة أمام مشتركين من دول غير خليجية في برنامج يعتمد على التصويت. لكن، ماذا لو بقي؟ هل يعتبر معارضو محمد فهد أن الأكاديمية تلاعبت، أم أن هناك سعوديين آخرين وقفوا في صفه؟ كل هذا يثبت مدى شعبية البرنامج، وانتشاره كالنار في الهشيم بين المعارضين له قبل المؤيدين. حفلة"البرايم"الثامنة اليوم ليست عادية. ليس لأنها تستضيف الفنانة ليلى غفران والفنان خالد سليم من مصر إضافة إلى مفاجآت العادة واللوحات الراقصة. بل لأن النتيجة ستثبت أشياء كثيرة.