أكد مستشار الأمن القومي العراقي موفق الربيعي أمس ان"أحد حراس"رئيس جبهة"التوافق"السنية عدنان الدليمي"اعترف بتورطه مع أحد أفراد تنظيم"القاعدة"بتفخيخ عدد من السيارات في بغداد". وعرض شريطاً مصوراً لزعيم"القاعدة"أبو ايوب المصري، متوعداً بقتله أو القبض عليه قريباً، بعدما بدأت عشائر الانبار تتعاون مع السلطة، كما عرض صوراً لجثة القائد في التنظيم عمر الفاروق الذي قتلته القوات البريطانية في البصرة الاسبوع الماضي. وجاءت تصريحات الربيعي في مؤتمر صحافي في بغداد أمس لتزيد التوتر بين الشيعة والسنة، عشية القراءة الثانية لمشروع الفيديرالية في البرلمان اليوم. ما يهدد بانفلات عقد التكتل النيابي المناهض للمشروع، خصوصاً ان النائب عن التيار الصدري بهاء الأعرجي شن هجوماً كاسحاً على جبهة"التوافق"متهماً زعماءها بدعم"الارهاب"متحدثاً عن"أزمة بين رئيس الوزراء نوري المالكي ونائبه السني". وقال الربيعي في مؤتمر صحافي أمس انه ألقي القبض"فجر الجمعة على أحد كوادر تنظيم"القاعدة"في العراق". وأضاف ان"هذا الارهابي اعترف بأن أحد حراس الدكتور عدنان الدليمي متورط معه وانه يحضر عدداً من السيارات المفخخة لمهاجمة المنطقة الخضراء، وبعد ان ألقي القبض على الحارس توفرت لدينا معلومات عن وجود سيارات مفخخة سائبة في بغداد ما حدا بنا الى حظر التجول لحماية أرواح المواطنين". ولم يقدم الربيعي تفاصيل أخرى مكتفياً بالقول"من يريد التفاصيل الفنية لهذه العملية عليه ان يسأل قوات التحالف، خصوصاً القوات الأميركية". وقال ان القوات التي نفذت عملية الدهم"كانت اميركية ولم تكن هناك قوات عراقية". وبثت السلطات العراقية أمس شريط فيديو يظهر فيه زعيم"القاعدة"الجديد أبو أيوب المصري، خلال تدريبه بعض العناصر على تفخيخ السيارات. وقال الربيعي ان صورة المصري في الشريط وهو يضع نظارتين تبدو شبيهة الى حد كبير بالصورة التي وزعتها القوات الأميركية. وتظهر في الشريط صور متفجرت مموهة وصوت شخص يتحدث باللهجة المصرية قبل ان يظهر وجه المصري الملقب أيضاً بأبي حمزة المهاجر. وتوعد الربيعي"الارهابي خلال فترة قصيرة جداً ... إما تكون جثة هامدة أو مقيد الأيدي لتمثل أمام القضاء". وفي اشارة الى تعاون العشائر مع السلطة في مطاردة عناصر"القاعدة"في الأنبار قال الربيعي ان"المصري البائس بدأ يستنجد بعد إذلاله وتضييق الحبل حول عنقه، فهو دعا الى قتل شيوخ الأنبار وهو المسؤول عن مقتل الشيخ اسامة الجدعان". وأكد ان"العشائر سواء الدليم أو شمر أو ربيعة كلهم عائلة واحدة وهذا ما يقض مضجع البائس المصري". وفي مؤشر الى تصعيد التوتر بين الشيعة والسنة وعشية القراءة الثانية لمشروع الفيديرالية في البرلمان، انتقد النائب عن كتلة الصدر بهاء الأعرجي، الدليمي. وطالب بتعديل وزاري، متهماً كتلة"التوافق"بزعامة الدليمي بأنها كانت تستغل علاقتها مع الصدريين"لدعم التكفيريين"، وانتقد الأعرجي في مؤتمر صحافي عقده في المنطقة الخضراء في بغداد العملية السياسية والقوات الأجنبية ومشروع المصالحة الوطنية الذي تبنته الحكومة ويهدف الى دعوة جميع الأطراف السياسية الى تحمل مسؤولياتها لكبح جماح العنف ووقف تردي الوضع الأمني. وقال ان"قوات الاحتلال جاءت بأساليب كثيرة ابتداء بالديموقراطية التي من خلالها سمحت للارهابيين والتكفيريين بقتل أبناء الشعب العراقي، مروراً بحكومة الوحدة الوطنية وآخرها مشروع المصالحة". ووصف مشروع الوحدة الوطنية ب"الأكذوبة التي استجبنا لها بقناعتنا". وأضاف ان الأزمات التي"تضرب البلد كانت بسبب هذه التشكيلة الحكومية وبالتالي عين بعض أعضاء الحكومة من هنا وهناك في هذه الحكومة حتى وصلنا الى ما وصلنا اليه". وفي انتقاد صريح الى بعض القيادات السنية قال الأعرجي:"هناك أزمة ثقة كبيرة بين رئيس الوزراء ونائبه". وكما تعرفون ان أحد نوابه حاول قبل فترة ادخال سيارة مفخخة الى داخل مجلس الوزراء". ولم يوضح أكثر، كما انه لم يسم النائب. الى ذلك، قال مسؤول شيعي من حزب"الدعوة"الذي ينتمي اليه المالكي ان رئيس الوزراء كان يود"اجراء تغييرات وزارية إلا انه واجه ضغوطاً من كتل برلمانية أخرى للاحتفاظ بوزراء بعينهم". من جهتها، استنكرت جبهة"التوافق"تصريحات الأعرجي، وقال أحد أعضائها هاشم الطائي في مؤتمر صحافي مع اعضاء آخرين في الجبهة"لا ينبغي على الاتجاهات السياسية المشاركة في البرلمان والحكومة ان تقطع حبال المودة بجمعها بين موقف شخصي لحارس، هذا اذا ثبتت التهمة بحقه وبين قيادة الجبهة والساحة العريضة التي تؤيدها في الداخل والخارج". واضاف:"ان ترجيح سوء الظن، ثم البناء عليه تصرف مردود على اصحابه. وليس في نيتنا قطع التواصل بيننا وبين اخواننا في الكتل السياسية بأجمعها". وتابع ان جبهة"التوافق""سائرة في طريقها وباستراتيجية واضحة المعالم والخطوات ولن تؤثر في مسيرتها الاصوات النشاز المتصيدة في الماء العكر". ووصف تصريحات الاعرجي بأنها"مواقف مبنية على حسابات غير دقيقة ولا اتحفظ ان قلت ان فيها سوء ظن وينبغي عليه ان يراجع نفسه قبل ان يتهم غيره".