ربما لا يكون دفاع الرئيس لويس ايناسيو لولا دا سيلفا عن أبناء الشعب كافياً ليجعله يحقق انتصاراً في الانتخابات التي ادلى خلالها البرازيليون بأصواتهم امس. وكان يوماً عصيباً للعامل السابق ولمؤيديه. وبما أن المعارضة انتقدته بشدة بسبب ما قالت انها سياسات حزبه غير النظيفة، فان احتمال الفوز من الجولة الاولى الذي كان قبل أسابيع يقيناً، بدأ يتراجع. وأظهر استطلاعان للرأي صدرت نتائجهما ليل اول من امس، عشية الجولة الاولى من الانتخابات، للمرة الاولى في الحملة أن لولا قد لا يحصل على النسبة التي تزيد على خمسين في المئة من الأصوات اللازمة لجعله يتولى فترة رئاسة ثانية. وعدم الفوز بغالبية مطلقة قد يعني أن الناخبين ربما يتعين عليهم الإدلاء بأصواتهم مرة أخرى في انتخابات الإعادة، يوم 29 تشرين الاول أكتوبر المقبل، مما يطيل من مشهد سياسي متوتر بالفعل في رابع أكبر دولة متمتعة بنظام ديموقراطي في العالم. وقال أحد مساعدي لولا في الوقت الذي كان يخاطب فيه الرئيس حشداً امام مصنع للسيارات في منطقة صناعية في ساو باولو"لم يعد هذا مؤكداً". ومن المقرر أن يدلي حوالى 125 مليون برازيلي بأصواتهم من الأكواخ في غابات الامازون الى ناطحات السحاب في ساو باولو ومن الازقة التي يسودها العنف في ريو دي جانيرو الى المناطق الزراعية الخصبة في الجنوب. وأظهرت استطلاعات الرأي أن لولا الذي يبلغ من العمر 60 سنة والذي ارتقى بنفسه من مهنة تلميع الاحذية الى قيادة أكبر بلد في أميركا اللاتينية يتقدم بفارق بسيط على أقرب منافسيه وهو جيرالدو ألكمين من حزب البرازيل الديموقراطي الاشتراكي. ويستند الدعم الذي يلقاه لولا الى زيادة الأجور وتحسن الاقتصاد وبرنامج للرعاية الاجتماعية شمل ملايين الفقراء في بلده الذي يسكنه 185 مليون نسمة. ولكن سلسلة من فضائح الفساد المتعلقة بحزبه الحاكم وهو حزب العمال نحى جانباً الأمل في فجر جديد في السياسة البرازيلية بعدما تولى السلطة عام 2003. وساعد الكشف قبل اسبوعين عن ان المسؤولين عن حملته الانتخابية حاولوا شراء معلومات لشن حملة تشويه على ألكمين وآخرين في منح المعارضة السلاح اللازم لمهاجمته. وقال مجلس شؤون نصف الكرة الغربي في تحليل يسبق الانتخابات ان لولا كان في وقت مضى شخصية مملوءة بالحيوية والجاذبية. وأضاف المجلس:"لم يعد بإمكانه أن يعتمد على صورته التي لا يدنسها الفساد أو أسلوبه الودود المريح، في أن يقوم بالمهمة تلقائياً بالنيابة عنه". كذلك تجري هذه الانتخابات غداة اسوأ حادث في تاريخ الملاحة الجوية للبرازيل. وكان لولا اعلن السبت، الحداد ثلاثة ايام على ضحايا حادث تحطم طائرة"بوينغ -737"تابعة للشركة البرازيلية"غول"في غابات الأمازون مما أدي الى مقتل ركابها ال155.