تستعد القوى الأمنية اللبنانية لاتخاذ تدابير أمنية احترازية مشددة خلال الأيام المقبلة إثر تعرض أحد مباني وسط بيروت التجاري لثلاث قذائف"انيرغا"ليل السبت - الأحد الماضي، اعتبرها رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة"رسالة توتير لضرب الثقة بالاقتصاد على أبواب الأعياد". واتهم الفاعلين بأنهم"أرادوا ان يقولوا للبنانيين والعرب لا تأتوا الى لبنان". وفي وقت أعلن مجلس الوزراء اللبناني الذي عُقد برئاسة السنيورة، عن اجتماعات تنسيقية تبدأ اليوم في وزارة الدفاع اللبنانية بين الأجهزة الأمنية حول التدابير الأمنية المفترضة، أكد السنيورة بعد الجلسة ان مجلس الوزراء قرر الدعوة الى المؤتمر العربي الدولي لمساعدة لبنان في 15 كانون الثاني يناير المقبل في باريس، تحت عنوان"باريس- 3"، بعد التشاور مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك. ونقل عن الأخير استعداده لتهيئة الأجواء من اجل مشاركة فاعلة في المؤتمر. وفي باريس جاء في بيان أصدرته امس الرئاسة الفرنسية:"استجابة لطلب من الحكومة اللبنانية، أبدت فرنسا استعدادها لاستضافة المؤتمر الدولي"لمساعدة لبنان، في كانون الثاني. وأشار البيان، الذي أعقب إعلان السنيورة موعد المؤتمر ومكانه، الى انه"سيتيح استمرار التعبئة الدولية التي بدأت خلال مؤتمر استوكهولم من اجل إعادة إعمار اقتصاد لبنان". وقال مصدر مطلع ل"الحياة"ان المؤتمر سيعقد على مستوى وزراء الخارجية والاقتصاد للدول المانحة ويرأسه الرئيس شيراك، مشيراً الى ان موعد 15 كانون الثاني لم يتأكد بعد، وأن المؤتمر سيعقد في النصف الثاني من الشهر ذاته. وإذ تشهد بيروت اليوم تظاهرة اقتصادية عربية بعقد المجلس الاقتصادي العربي في شكل استثنائي فيها، يدعم إعمار لبنان، خصوصاً القطاعات الإنتاجية التي تضررت بالحرب الإسرائيلية عليه، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيريتس امس ان الطيران الإسرائيلي سيواصل تحليقه في الأجواء اللبنانية"ما دام تهريب السلاح قائماً من سورية في اتجاه لبنان، في خرق لقرار مجلس الأمن الرقم 1701". راجع ص 6 و7 ونقلت وكالة"رويترز"عن بيريتس قوله في كلمة امام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست ان القرار 1701 الذي وضع حداً لهجوم إسرائيلي على لبنان دام اكثر من شهر، لن يعتبر مطبقاً إلا بعد إطلاق الجنديين الإسرائيليين اللذين أسرهما"حزب الله"في 12 تموز يوليو الماضي. وكان الجنرال يوسي بايداتز رئيس قسم البحوث في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية قال الأحد الماضي خلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة الإسرائيلية ان"تهريب الأسلحة من سورية الى لبنان يتواصل بمشاركة رسمية من سورية". وأضاف:"نملك أدلة ملموسة". ناطق في الكنيست الاسرائيلي استمع مع بيريتس الى تقرير من ضباط المخابرات الحربية عن تفاصيل هذا التهريب المزعوم نُقل عن وزير الدفاع قوله:"نرى في الأمر قدراً كبيراً من الخطورة". في موازاة ذلك ا ف ب دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت في كلمة امام الكنيست امس الرئيس السنيورة الى اجتماع لإجراء محادثات سلام. ورد السنيورة على دعوة أولمرت موضحاً ان"السلام الحقيقي يكون بموافقة إسرائيل على مبادرة السلام العربية التي أعلنها يومها ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، وتبنتها القمة العربية التي عُقدت في بيروت". وأضاف ان السنيورة"أعلن اكثر من مرة ان لبنان سيكون آخر دولة عربية توقّع السلام مع إسرائيل. وفي هذا المجال بات واضحاً ان المطلوب من إسرائيل كمقدمة لإثبات النية في السلام، الانسحاب من الأراضي اللبنانيةالمحتلة بما فيها مزارع شبعا وتطبيق القرار الدولي الرقم 1701 تطبيقاً كاملاً". في غضون ذلك، نقل رئيس الحكومة اللبنانية السابق الدكتور سليم الحص عن الرئيس السوري بشار الأسد"حرصه وسورية على إعادة العلاقات اللبنانية - السورية الى مسارها الطبيعي، واستعدادها للقيام بأي جهد مطلوب منها في هذا المجال". وقال الحص في دمشق ان محادثاته مع الرئيس الأسد ونائبه فاروق الشرع تناولت سبل الخروج من"المأزق السياسي"في لبنان، مشيراً الى انه طلب من الأسد تقديم"الدعم للبنان في سيادته وعروبته واستقلاله". وتزامن لقاء الحص مع الرئيس الأسد في دمشق امس، مع ردود صدرت على خطاب زعيم"التيار الوطني الحر"العماد ميشال عون اول من امس، الذي هاجم فيه الحكومة داعياً الى تغييرها لمصلحة حكومة اتحاد وطني، معتبراً ان لبنان يعيش الفراغ بوجود هذه الحكومة، ومدافعاً عن ورقة التفاهم بينه وبين"حزب الله". ورداً على أسئلة للصحافيين اثر جلسة مجلس الوزراء قال السنيورة:"نعتقد بأن هناك فئة أكبر من اللبنانيين ترى ان الحكومة تعبّر في شكل كبير عنهم". وقال ان الطروحات التي سمعها من عون"مستوحاة حرفياً مما تقوم به الحكومة ومن بيانها الوزاري. ورأى ان من حق الجنرال ان يطالب بتغيير الحكومة أو تطعيمها، لكنه اعتبر ان"الكلام عن اننا نعيش في المجهول أو الفراغ غير دقيق"... ويجب ألا نضيع في متاهات الماضي. وقال السنيورة ان"هناك أموراً يجب تحقيقها قبل ان نصل الى حكومة وفاق وطني". وأوضح أنه والحكومة سيقومان بالجهد اللازم"للنظر في ملفات الفساد وكل شخص لديه شكوى فليقدمها". هجوم جنبلاط على عون و"حزب الله" لكن الرد الأقسى جاء من رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط الذي زار البطريرك الماروني نصر الله صفير امس، وتناول ايضاً ورقة التفاهم بين عون و"حزب الله". وأشار الى تأجيل المهرجان الذي كان عون ينوي إقامته الأحد بسبب الطقس، بالقول:"يبدو أن أمطار الخريف اتت بالرحمة على شهداء 13 تشرين الأول اكتوبر ذكرى إزاحة عون من قصر بعبدا الذين تناستهم ورقة التفاهم فلم يصدق الوعد الإلهي هذه المرة ولم يتم تثبيت النصر الإلهي". وتابع ان"التفاهمات الثنائية التي لا ترتكز على اتفاق الطائف كإطار سياسي ودستوري جامع يؤكد على الشراكة الوطنية، تعني عدم الالتزام بالصيغة القائمة في لبنان حالياً والتي تطلب الوصول إليها الكثير من التضحيات". ودعا الى"تعزيز صفوف الخط السيادي الاستقلالي الذي تمثله قوى 14 آذار في وجه محاولات الإطباق على اتفاق الطائف"، وذكّر بأنه حظي برعاية ودعم البطريرك صفير الذي"أدرك منذ البداية محاولات تعطيل الشراكة الوطنية التي كرسناها في مصالحة الجبل". وأشار الى"تنوع قوى 14 آذار وهامش حريتها في وجه القوى الأخرى ذات الطابع الأحادي والقبضات الفولاذية". وتحدث عن"مرحلة حساسة فاصلة واستحقاقات، منها عقد مؤتمر بيروت-1 باريس -3 والمحكمة الدولية التي ستعطي الكلمة الفصل وهذا ما يبرر المحاولات التخريبية المتنقلة... لكن عقارب الساعة لن تعود الى الوراء". الدعم السعودي وكان السنيورة تحدث في جلسة مجلس الوزراء عن اجتماعه مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أول من امس مؤكداً انه سمع منه"دعمه الكامل لاستقرار لبنان واستعداده للمساعدة في جميع القضايا اللبنانية ومنها استعادة مزارع شبعا والأسرى اللبنانيين والدعم الاقتصادي". وقال السنيورة انه تلقى وعداً من رئيس وزراء ماليزيا الذي التقاه اثناء زيارته السعودية بدعم لبنان وبإرسال قوات في إطار"يونيفيل"، فيما نقل عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان بلاده ستشارك في مؤتمر باريس - 3. ووقّع لبنان امس اتفاق قرض مع الصندوق السعودي للتنمية بقيمة 7 ملايين دولار للمساهمة في تنفيذ طريق في شمال لبنان. الحريري: لقاء نصر الله قريب وفي حوار له مع مدعوين الى إفطار في دارته، في الاتحادات الرياضية، نقل عن زعيم"تيار المستقبل"النائب سعد الحريري قوله رداً على سؤال حول"العيدية"التي وعد بها رئيس البرلمان نبيه بري اللبنانيين، وعما اذا كانت تشمل لقاء بينه وبين الأمين العام ل"حزب الله"السيد حسن نصر الله:"العلاقة مع السيد حسن نصر الله كانت دائماً مميزة وأعتبرها من أحسن العلاقات الشخصية، وما حصل أخيراً كان اختلافاً سياسياً في مرحلة ما، ولكن أكنّ له كل تقدير واحترام، وبإذن الله سيكون لقاء قريباً بيني وبين السيد حسن".