دانت المملكة العربية السعودية امس الاعتداء الاسرائيلي على الاراضي اللبنانية الاسبوع الماضي. واكدت، خلال جلسة لمجلس الوزراء برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ان هذا الاعتداء «يمثل خرقاً للقرار الدولي الرقم 1701 ويستهدف الجهود المبذولة لتثبيت أمن لبنان وسلامته واستقراره»، ودعت المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بدوره لمنع تكرار العدوان الإسرائيلي على لبنان وانتهاك سيادته. ونفت واشنطن امتلاكها أي معلومات عن القرار الظني للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، مشيرة الى أن التقارير الواردة من هذا النوع هي «خاطئة». وأكد مسؤول في الخارجية الأميركية دعم الولاياتالمتحدة «الكامل لعمل المحكمة» وأن واشنطن «على ثقة بأنها ستستمر في قيامها بعمل مثمر ومنهجي ومهني وكهيئة مستقلة، مشيرا الى بروتوكول هذه المحكمة الذي يضمن استقلاليتها، والى أن المدعي العام ونائبه ومساعديه «مستقلون في أدائهم وعملهم ولن يقبلوا أو يبحثوا عن أي تعليمات من حكومة أو جهة أخرى». وفي دمشق، اشاد علي اكبر ولايتي كبير مستشاري الشؤون الدولية للمرشد الاعلى في ايران علي خامنئي بنتائج الزيارة المشتركة التي قام بها الملك عبدالله والرئيس السوري بشار الاسد «في ترسيخ استقرار لبنان ووحدته الوطنية». واعتبر ولايتي، في تصريحات اختتم بها زيارته لسورية المعلومات عن احتمال توجيه المحكمة الدولية اتهاماً الى عناصر من «حزب الله» بالتورط في اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري بأنها «اتهامات صهيونية وتهم سياسية وليست قانونية». وافادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ايضاً ان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد نوه، خلال لقائه وزير الخارجية اللبناني علي الشامي اول من امس، بالقمة الثلاثية. وقال انها كانت «بناءة وايجابية للغاية واحبط مخططات العدو الصهيوني، وينبغي توجيه الشکر للحضور اليقظ للرئيس الاسد والملك عبد الله في هذا الاجتماع». وردا على سؤال في مؤتمر صحافي عقده في مقر السفارة الايرانية في دمشق، قال ولايتي ان الامين العام ل»حزب الله» السيد حسن نصرالله عبر خلال لقائهما في بيروت قبل أيام عن «المواقف نفسها التي قالها في تصريحاته»، ذلك انه يعتبر «الاتهامات التي اطلقها الصهاينة قبل صدور القرار الظني (عن المحكمة الخاصة) ستوجه الى حزب الله. نحن وسماحة السيد حسن نعتبر هذه (الاتهامات) سياسية اكثر منها قانونية. وتحليلنا بشأن هدف هؤلاء (الاسرائيليين) من هذه الاتهامات، هو انهم يريدون بث الفرقة في صفوف الشعب اللبناني»، مؤكدا ان «الحكومة اللبنانية والشعب اللبناني والمقاومة اظهروا انهم سيقفون في وجه هذه التهديدات والاتهامات وانهم يقظون ازاء النيات الاسرائيلية». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن ولايتي قوله ايضا ان «نصر الله يعتبر طرح هذه الاتهامات بعد اربع سنوات من اتهام سورية تمهيداً سياسياً لإثارة الاضطرابات في لبنان». ودعا «الى الوقوف في وجه هذه الاتهامات والتهديدات»، محذراً من ان عدم حصول ذلك يفسح في المجال امام الاسرائيليين «للتدخل». وفي واشنطن (ا ف ب)، دعا امس النائب الجمهوري اريك كانتور المعروف بدفاعه عن المواقف الاسرائيلية الكونغرس الاميركي الى معاقبة الجيش اللبناني بعد اشتباكه مع القوات الاسرائيلية، وتجميد مساعدة بقيمة مئة مليون دولار مخصصة له طالما لم يثبت عدم تعاونه مع «حزب الله». وقال كانتور «ان زمن تجاهل استفزازات القوات المسلحة اللبنانية لاسرائيل وحماية حزب الله في جنوب لبنان قد ولى». واضاف: «يجب ان لا يسير لبنان على خطين مختلفين. اذا اراد الاصطفاف مع حزب الله ضد القوى الديموقراطية والاستقرار والاعتدال فان ذلك ستكون له عواقب». واشار الى ان الولاياتالمتحدة قدمت منذ 2006 مساعدة عسكرية تقدر بحوالى 720 مليون دولار «بغية بناء جيش يكون قادرا على لجم قوة حزب الله المتزايدة... في السنوات القليلة الماضية كانت انظار الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي متجهة الى ناحية اخرى، فيما اصبحت الخطوط بين حزب الله والجيش اللبناني والحكومة ضبابية».