يقع منتجع المها، الذي تملكه وتديره"طيران الإمارات"، على بعد 45 دقيقة بالسيارة عن قلب مدينة دبي، بمحاذاة الطريق الذي يربط بين دبي ومدينة العين. وقد افتتح هذا المكان الخلاب في عام 1999، واستطاع أن يجذب عدداً كبيراً من الزائرين من مختلف أنحاء المعمورة، ليحتل موقعاً رائداً على الخريطة السياحية، فضلاً عن دوره الفعال في المحافظة على التوازن البيئي، في إطار النمو العمراني المتسارع الذي تشهده إمارة دبي. ويعد هذا المنتجع أول مبادرة في دولة الإمارات العربية المتحدة لإعادة إدخال عناصر الحياة الطبيعية، من نباتات وحيوانات معرضة للانقراض إلى الطبيعة الصحراوية، في بيئة مفتوحة، ضمن مشروع"تكاثر وحماية الحيوانات"الذي يهدف إلى تغطية عشرة أنواع من الحيوانات البيئية، مثل الغزلان العربية والثعالب المحلية. ويشكل هذا المنتجع شهادة حية على اهتمام إمارة دبي، والجهود التي تبذلها لمنع التلوث البيئي. إذ خصص للطبيعة 98 في المئة من مساحة المحمية التي يقع المنتجع ضمن إطارها، وتصل إلى 225 كيلومتراً مربعاً، وخصص 2 في المئة لمباني المنتجع والأجنحة ومرافق الخدمات المختلفة. ويرسي هذا المنتجع نمطاً جديداً وأسلوباً مبتكراً للسياحة، وكذلك حرصا على تجسيد أنماط المعيشة العربية في أجواء قلما يوجد لها مثيل في العالم، إذ يمنح فرصة فريدة لنزلائه، للتمتع بتجربة العيش ضمن أجواء خلابة وخدمات راقية، وللتعرف على مفاهيم جديدة في عالم الاستجمام والراحة. أول ما يواجه الزائر عند توجهه إلى منتجع المها، مبناه الرئيسي الذي يضم الردهة والمجلس العربي المستوحى من حياة أهل البدو، ثم يعرج على المطاعم ووحدات الإقامة التي تصل إلى أربعين جناحاً، يضم كل منها أرقى وسائل الراحة، بالإضافة إلى حمام سباحة خاص يمكن التحكم بدرجة حرارته، وشرفة خارجية تطل على مشاهد خلابة. وأكثر ما يميز هذه الأجنحة أجواء الخصوصية التامة التي تخيم عليها، فضلاً عن الطابع المعماري العربي القديم الذي تمتاز به، ويذكر زائرها بروعة التراث الأصيل الممزوج بأفضل وسائل الحياة العصرية، ناهيك عن مستوى الخدمات التي يقدمها المنتجع لزائريه. وتتوافر للضيوف خيارات متعددة لتناول طعامهم، إما في مطاعم تقدم أشهى الأطباق العربية والعالمية المتنوعة، ويشرف عليها أمهر الطهاة، أو يمكن التمتع بتناول وجبة شهية فوق الكثبان الرملية على مائدة يتم إعدادها خصيصاً لذلك. ويضم المنتجع مركزاً للمؤتمرات يهدف إلى جذب شريحة جديدة من رجال الأعمال والمتخصيين، حيث يتوافر في المركز أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا من وسائل الاتصالات، وتقنيات العرض الرقمية. ويتيح هذا المركز لمسؤولي الشركات والمؤسسات من نزلاء المنتجع عقد ندوات وورش عمل، بالمشاركة مع مجموعات أخرى في أي مكان في العالم، عبر أجهزة عرض الوسائط المتعددة وشبكة الإنترنت. وتعتبر"سبا الجميلة"تحفة المنتجع، وتم تشييدها تلبية لرغبة مجموعة أوسع من الرواد. وهي عبارة عن منتجع"سبا"صحي، ومركز للرشاقة عالمي المستوى، يقدم خدمات قياسية في رقيها. وهناك مركز للرشاقة يحتوي على تشكيلة متكاملة من أجهزة الرشاقة البدنية، تتمثل في غرف البخار، والجاكوزي، والنادي الرياضي، الذي يضم أحدث الأجهزة في عالم الرشاقة وبركة غطس، ويشتمل على غرفتين فرديتين للتدليك تطلان على حدائق خاصة، وتقدمان جلسات تدليك للجسم، بالإضافة إلى غرفتي تدليك مزدوجتين، توفران جلسات تدليك للأزواج في خصوصية بالغة. وهاتان الغرفتان ملحقتان بغرفتين للعلاج المائي، تضم كل منهما حماما خاصا، ومسبحا للاسترخاء. ولا تتوقف الخدمات التي يقدمها منتجع المها لزائريه عند هذا الحد، بل تتعداها إلى مجموعة أخرى من الأنشطة الصحراوية، المستوحاة من تقاليد الحياة العربية عموما،ً وحياة البدو بخاصة، مثل ركوب الخيل، ورحلات السفاري، وقيادة سيارات الدفع الرباعي فوق الكثبان الرملية، والتزلج على الرمال. وتهدف هذه الأنشطة جميعاً إلى تعريف الزائر بأجمل الأنشطة التي كانت تحتل حياة العرب، قبل أن تدخل أنماط الحياة العصرية.