دخلت اندونيسيا على خط الازمة الفلسطينية الداخلية في محاولة لرأب الصدع بين الفرقاء الفلسطينيين الذين سالت الدماء بينهم ولم يتمكنوا حتى الآن من التوافق على تشكيل حكومة وحدة وطنية تعمل على فك الحصار السياسي والمالي المفروض على الشعب الفلسطيني منذ نحو ثمانية أشهر في اعقاب تشكيل حركة"حماس"الحكومة الحالية. وقال مصدر حكومي فلسطيني ل"الحياة"ان اندونيسيا ترغب في لعب دور قد يسهم في التوصل الى اتفاق بين مؤسستي الرئاسة وحركة"فتح"من جهة، والحكومة وحركة"حماس"من جهة أخرى. واضاف ان الرئيس الاندونيسي اوفد مبعوثه الخاص وزير الخارجية السابق علي العطاس الى عمان اول من امس حيث التقى الرئيس محمود عباس وسلمه رسالة من الرئيس الاندونيسي يعرض فيها وساطة لرأب الصدع الفلسطيني الداخلي. واشار الى ان العطاس توجه امس الى القاهرة حاملاً رسالة مماثلة سلمها الى وزير الخارجية احمد ابو الغيط. ولفت الى ان العطاس الغى زيارته لغزة امس خشية اغلاق معبر رفح الحدودي الذي فتح ابوابه امس امام المسافرين من الفلسطينيين من كلا الاتجاهين. واوضح انه كان من المقرر ان يلتقي العطاس رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية مساء امس، الا انه تمت الاستعاضة عن اللقاء بتسليم رسالة مماثلة للرسالتين السابقتين الى ممثل عن الحكومة في الخارج. وتأتي الوساطة الاندونيسية بعد فشل قطر في التوصل الى اتفاق فلسطيني داخلي، او حتى جمع عباس وهنية في لقاء واحد برعاية قطرية. كما تأتي في وقت التقى مدير المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان رئيس المكتب السياسي ل"حماس"خالد مشعل في دمشق اول من امس في اطار الوساطة المصرية المستمرة. في غضون ذلك، جددت"حماس"رفضها اجراء استفتاء شعبي او تنظيم انتخابات تشريعية مبكرة. وقال القيادي في الحركة خليل أبو ليلة ان"كل شيء يصدر عن منظمة التحرير الفلسطينية قبل اعادة اصلاحها وفقاً لما نصت عليه وثيقة الوفاق الوطني المستندة اصلا الى اعلان القاهرة مرفوض وغير مقبول على الاطلاق". واعتبر في تصريح ان"تاريخ صلاحية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير انتهى منذ زمن طويل، ولم تعد تمثل الشعب الفلسطيني بشكل صحيح، وحتى تعود ممثلة بكل الشعب الفلسطيني يصبح قرارها ملزماً". وكان عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه كشف في تصريح امس ان اللجنة التنفيذية تدرس حالياً خياريْن، أحدهما اجراء انتخابات مبكرة، او استفتاء على تنظيم انتخابات مبكرة. الى ذلك، اتهمت"فتح"حركة"حماس"بالتهرب من التزاماتها الداخلية واستحقاقات الواقع الاقليمي والدولي. واعتبرت في بيان امس ان"الاتهامات"التي وجهها قياديون وناطقون من"حماس"لحركة"فتح"بتلقي اموال من الولاياتالمتحدة بغية اصلاح الحركة وتهيئتها لمنازلة"حماس""لا تمثل سوى محطة جديدة في مسلسل التشكيك والتضليل الذي ثبت فشله وبطلانه". واتهمت الحركة"حماس"بأنها تشن"هذه الهجمة الاعلامية المجنونية"بغية"التهرب من التزاماتها الداخلية واستحقاقات الواقع الاقليمي والدولي"، مشددة على ان هذه الحملة"لا يمكن ان تسهم الا في زيادة حال الاحتقان الداخلي عبر هذه التصريحات الاستفزازية الموتورة". واشارت الى ان"الولاياتالمتحدة تقدم عبر العديد من المؤسسات والبرامج التمويل لجهات فلسطينية، وهو امر معلن ويستفيد منه الكثير من القطاعات والمؤسسات المجتمعية، ومن ضمنها مؤسسات رئيسة تتبع حماس مثل الجامعة الاسلامية التي حظيت بمشاريع عدة تصل كلفتها الاجمالية الى ملايين الدولارات".