أعلن رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة عن تعويضات قررتها الحكومة لكل صاحب منزل أو شقة سكنية مدمرة تدميراً كلياً في منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت، وذلك بمبلغ قدره 80 مليون ليرة لبنانية على أن تدفع على دفعتين. واوضح السنيورة في مؤتمر صحافي عقده امس، ان الدفعة الأولى بنسبة 50 في المئة تدفع مباشرة اثر إبراز المستندات الثبوتية التي سيتم الإعلان عنها في وقت قريب والتي سيكون أساسها إثبات ملكية الشقة أو الوحدة السكنية من دون أعباء أو ارتباطات، أما الدفعة الثانية فتكون بعد ستة أشهر من تاريخ الدفعة الأولى. وأكد السنيورة ان"منذ اليوم الأول لبدء العدوان الإسرائيلي الغاشم على لبنان أعلنت الحكومة بشكل واضح أنها ستتحمل مسؤولياتها إزاء المواطنين. ومع وقف الأعمال العدائية كان واضحاً أن حجم الكارثة التي حلت بلبنان والمواطنين اللبنانيين كبير وكبير جدا وبالتالي فان مواجهته تتطلب ابتداع حلول وصيغ مركبة لمواجهة النتائج الكارثية". ورأى ان"على رغم كل المساعدات التي أعلن عنها فان ما توافر حتى الآن من مساعدات ليس باستطاعته أن يغطي إلا قسماً من أكلاف الأضرار المباشرة التي لحقت بلبنان، والحكومة عازمة على متابعة اتصالاتها الحثيثة من اجل الحصول على دعم إضافي لتمكينها من مواجهة تلك الأعباء الهائلة". ورداً على سؤال، أشار السنيورة الى ان حادث الرمل العالي قمع المخالفات وسقوط قتيلين في اطلاق نار"موضع تحقيق من قبل القضاء العسكري، وتحقيق مسلكي، وهذا الأمر، أياً كان المسؤول عنه ولم ينفذ القانون أو تلكأ أو تباطأ عن عمل ما أو أهمل أو لم يلتزم بالمسلكية الخلقية اللازمة فسيحاسب. نحن لا يمكن أن نقبل على الإطلاق بأمور تتم خلافاً لما ينبغي أن تتم عليه وأنا متابع هذا الشأن". واعتبر ان قيام ادارة الأمن الداخلي بمناقلات في الضاحية الجنوبية"من حقها إلى أن تكتمل الصورة بشكل كامل ويظهر من المسؤول، لكن لن تكون هناك خيمة على رأس أحد". وشدد على حرص الحكومة على"أمن المخيمات وعلى التزامنا بالقرارات التي صدرت عن الحوار الوطني"، واشار الى ان موضوع منطقة التعمير صيدا"يتم التداول به ونحن حريصون على أن يسود القانون والنظام في تلك المنطقة وهذا الأمر يتم بالتشاور وأنا متابع للموضوع بكل دقة". وشدد السنيورة على ان اللبنانيين"يطالبون بأن يسود القانون كل لبنان وليس أن تكون هناك مناطق خارجة عن القانون". ونفى أي كلام عن ادارة فرنسية للمجال الجوي اللبناني. وقال:"الانتقادات حق وشيء من العمل الديموقراطي، لكن التوتر الشديد الذي يطبع تصرف بعضهم، لن يأتي برغيف خبز واحد على الإطلاق ولن يحل مشكلة ولن يؤدي إلى تحسين الأجواء، لا المناخات السياسية ولا الاجتماعية والاقتصادية للمواطنين". وأكد ان ليست له"عداوة مع أحد وليس لي تشنج مع أحد ولن أمارس إلا قناعاتي وأنا رئيس وزراء لكل لبنان ولكل اللبنانيين، وأمارس مهامي على هذا الأساس. وأعود وأكرر أن كل هذه التشنجات لن تكون إلا عاصفة في فنجان". ويتوجه السنيورة صباح اليوم إلى المملكة العربية السعودية مع أفراد عائلته لأداء مناسك العمرة، كما سيحل ضيفاً خلال الإفطار على مأدبة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. هبات الملك عبد الله الى دار الفتوى الى ذلك، تسلم مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني في دار الفتوى أمس، من سفير المملكة العربية السعودية في لبنان عبدالعزيز خوجة، وفي حضور رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، هبة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لدار الفتوى بشيك قيمته عشرة ملايين دولار أميركي، كما تسلم الهبة المقدمة إلى"مؤسسات الدكتور محمد خالد الاجتماعية"التابعة لدار الفتوى بمبلغ نصف مليون دولار، والهبة المقدمة إلى صندوق الزكاة في لبنان بمبلغ ثلاثمئة ألف دولار. وأرسلت السعودية أمس دفعة جديدة من المساعدات الاغاثية الغذائية والطبية التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين للشعب اللبناني. وغادرت الرياض 15 شاحنة تحمل مساعدات طبية ومواد إغاثية في طريقها إلى لبنان ومنها ما هو مخصص للمستشفى الميداني السعودي في بيروت. وتأتي هذه المساعدات بناء على توجيهات وزير الداخلية المشرف العام على الحملة السعودية لإغاثة الشعب اللبناني الأمير نايف بن عبدالعزيز.