عبرت فرنسا وإسبانيا عن قلقهما من خطط إعادة هيكلة شركة"إيرباص"المتعثرة لصناعة الطائرات، وسط تكهنات بالاستغناء عن آلاف العمال بعد تأجيل تسليم طلبيات طراز طائرة"إيه 380"العملاقة. وأعلنت إسبانيا المساهمة بحصة أقلية في"الشركة الأوروبية للصناعات الجوية والدفاعية والفضاء"إي إيه دي إس، الشركة الأم لپ"إيرباص"، أنها تريد زيادة حصتها لحماية الوظائف. وأفاد مصدر قريب من الرئيس الفرنسي جاك شيراك عشية قمة فرنسية - ألمانية، ان باريس تريد من ألمانيا المساعدة في معالجة الأزمة. وأثار تقرير صحافي شكوكاً في شأن مستقبل خمسة مواقع لپ"إيرباص"في ألمانيا، لكن الحكومة الألمانية أعلنت أنها ستعمل على ضمان تقاسم أي تخفيضات في الوظائف بصورة عادلة. وقال وزير الاقتصاد الإسباني بدرو سولبس في تصريحات نشرتها صحيفتا"إيه بي سي"وپ"إل موندو"، إنه يريد حماية عمليات الإنتاج التي تقوم بها"إي إيه دي إس"وپ"إيرباص"في إسبانيا. وتملك إسبانيا 5.4 في المئة في"إي إيه دي إس"من خلال شركة"إس إي بي إي"الحكومية القابضة. وتقاسمت فرنساوألمانيا النفوذ في"إي إيه دي إس"منذ تأسيسها قبل سبع سنوات. واعتبرت إسبانيا حتى وقت قريب لاعباً ثانوياً، إذ لا تملك أصواتاً في مجلس إدارة الشركة ولا تأثيراً كبيراً مباشراً لها على استراتيجية الشركة. لكن فرنسا أبدت مزيداً من الاهتمام بالحصة الإسبانية منذ اقتنصت روسيا بصورة مفاجئة حصة خمسة في المئة في المجموعة عن طريق بنك تابع للدولة وأشارت إلى أنها قد تشتري المزيد. وقال مسؤول فرنسي ان باريس تجري محادثات مع مدريد في هذا الشأن. وأعلن المسؤول القريب من شيراك ان الرئيس الفرنسي يراقب عن كثب تطورات إعادة هيكلة"إيرباص". لكنه امتنع عن التعليق على تقارير أفادت أن الحكومة الألمانية قد تشتري جزءاً من حصة"دايملر كرايسلر"في"إي إيه دي إس". الى ذلك رفضت ألمانيا طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضمان حصة اكبر لروسيا في"الشركة الأوروبية للصناعات الجوية والدفاعية والفضاء"إي إيه دي إس في ختام زيارة لألمانيا. وكان بوتين يأمل في تعزيز المصالح التجارية لروسيا خلال زيارة استمرت يومين، توجه خلالها إلى مدينة دريسدن في شرق ألمانيا ليلتقي بالمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، في وقت يشهد شكوكاً أوروبية عميقة في نيات روسيا. وصرح رئيس وزراء بافاريا إدموند شتويبر انه تحدث مع بوتين بشأن الشركة، معلناً عن حدود للاستثمارات الأجنبية في القطاعات الحساسة. وقال شتويبر في مؤتمر صحافي مشترك:"طلبت منه ان يتفهم انه في بعض الصناعات الاستراتيجية هناك قيود على توزيع الحصص تقوم على المعاملة بالمثل.. علينا ان نحترم مصالح بعضنا بعضاً". وتتخوف ألمانيا من ان تحاول موسكو استخدام عائدات احتياطات النفط والغاز الكبيرة لديها في انتزاع نفوذ عالمي اكبر.