بات واضحاً ان الناتو حلف شمال الاطلسي لا يشاطر قادة جورجيا تفاؤلهم في اقتراب موعد انضمام الجورجيين الى الحلف الغربي. وثمة من اعتقد بتبيليسي ان من شأن توسيع هوة الخلاف مع روسيا تقليص المسافة بين جورجيا والناتو، وفتح الابواب المغلقة امام جورجيا. ولكن تصريحات قادة الناتو الاخيرة عن ضرورة احترام معايير انضمام اعضاء جدد الى الحلف، صبت مياهاً باردة على الحكومة الجورجية. ولا شك في أن موقف الحلف والاتحاد الاوروبي من وجوب التزام موسكو اتفاق استانبول، وسحب القواعد العسكرية الروسية من جورجيا، ثابت. فالاتحاد الاوروبي ألح في ألا تكون المواجهة الاخيرة ذريعة الى العودة عن الاتفاقات السابقة. ويحرص الاتحاد الاوروبي على بقاء التوازن الحالي بين طرفي الصراع بأوروبا. ويدور الكلام، بأوروبا، على مشكلات الدول السوفياتية السابقة، وعلى حق الشعوب في تقرير مصيرها والاستقلال، وعلى أحلام الاقاليم والجمهوريات الساعية الى الاستقلال، وخصوصاً ابخازيا وأوسيتيا الجنوبية بجورجيا، وبريدنوستروفيه بمولدافيا. والحق أن هذه المشكلات، وحق تقرير المصير، هي محور مناقشة بين روسيا وأوروبا وروسيا والحلف الغربي. والموقف الروسي من هذه المسائل معروف. ويرى كثر أن كوسوفو هي سابقة لا يجوز اعتبارها استثناء. ويقول الديبلوماسيون الروس:" لا يسعنا منح سكان كوسوفو حقوقاً وحرمان سكان اقاليم اخرى من هذه الحقوق". فاستقلال كوسوفو يطرح سؤالاً صعباً هو: ما وجه الاختلاف بين كوسوفو وأبخازيا أو بريدنوستروفيه؟ ولعل إقرار خافيير سولانا، ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي، بأن الاطراف كلها"وقعت في مصيدة الآليات المزدوجة"، هو الأوضح. وحاول سولانا تخفيف حدة المشكلة. وذهب الى ان أي حل والمقصود هنا استقلال كوسوفو يفضي الى نتائج ايجابية في بعض الأحوال، والى نتائج سلبية في أحوال أخرى. والقلق ظاهر في ما قاله سولانا في إصرار موسكو على تطبيق مثال كوسوفو على البلاد الصغيرة الملحقة بدول مستقلة. وهذه مسألة خلافية بين موسكو وأوروبا، ولن يكبحها تراجع الخلاف بين موسكو وتبيليسي. عن آنا فيدينسكايا، "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية، 8 / 10 / 2006