جدد الرئيس السوري بشار الأسد استعداد بلاده للسلام مع اسرائيل، مؤكدا أن"سورية وإسرائيل يمكنهما العيش بسلام جنبا إلى جنب"قبل ان يشير الى ان الولاياتالمتحدة الاميركية لا تمتلك الارادة لتحقيق السلام في الشرق الاوسط. وعبر الأسد في لقاء مع هيئة الإذاعة البريطانية اجراه كبير المحررين جون سمبسون عن عدم ثقته بأن الحكومة الإسرائيلية الحالية قوية بما يكفي لتسعى من أجل تحقيق السلام"مشددا على ضرورة الالتزام بالإرادة الدولية وتطبيق قرارات الأممالمتحدة ومجلس الأمن 242 و 338، مشككا في قوة وإرادة الحكومة الإسرائيلية الحالية في التحرك باتجاه السلام، مضيفا:"إذا لم يكن لدى الأميركيين الإرادة، فلن يستطيع الإسرائيليون التحرك من دون الولاياتالمتحدة"، لافتا إلى أنه"لا يوجد مؤشر يدل الى أن الولاياتالمتحدة مستعدة للعب دور الوسيط بالإضافة إلى أن الرئيس الأميركي جورج بوش لا يستطيع أن يكون حكماً نزيهاً في هذه القضية". ونفى الاسد ان تكون سورية ساعدت"حزب الله"بالسلاح، لكنه أشار إلى"ان سورية ساعدت حزب الله سياسياً"، مؤكدا"إن المقاومة عندما تحظى بدعم شعبي فإنها تكون قادرة على الحصول على السلاح من أي مكان"وأكد استعداد بلاده للعمل مع المجتمع الدولي في منع الأسلحة الجديدة من الوصول إلى"حزب الله"في لبنان وفقا للقرار 1701، داعيا إلى تطبيق القرار على إسرائيل ولبنان ومنع الانتهاكات الإسرائيلية للأراضي اللبنانية.- وردا على سؤال حول التغييرات التي أحدثها العدوان الاسرائيلي الاخير على لبنان اكد الأسد"إنه لا تغيير في وضع سورية وإنما التغيير في رؤية بعض البلدان في الغرب، وخصوصاً في اميركا وبعض حلفائها في الغرب كانوا يعتقدون أن القوة العسكرية هي القوة القادرة على كل شيء وأنها يمكن أن تفعل أي شيء، وقد ثبت أن ذلك خطأ وقد أثبتت شيئاً آخر أيضاً: ما لم تعالج القضايا سياسياً، فإن الجيوش لا يمكن أن تفعل شيئاً مهما بلغت قوتها".- وجدد موقف سورية من علاقتها باغتيال الحريري وقال :"على حد علمنا ليس لأي سوري علاقة بموضوع اغتيال الحريري سواء كان موظفاً في الدولة أو في المخابرات". وكتب سمبسون بعد المقابلة التي أجراها مع الرئيس السوري وبثها التلفزيون مساء أول من أمس تقريراً إخبارياً يقول فيه:"بالنسبة الى رجل تجاهلته وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس، يبدو الرئيس السوري بشار الأسد مسترخياً لدرجة ملفتة". ويقول سمبسون في التقرير المنشور على موقع"بي بي سي"على الانترنت:"من وجهة نظره الأسد تبدو المخاطر أقل بكثير هذه الأيام. ولأن اسرائيل فشلت في محاولتها تدمير حزب الله خلال هجماتها على لبنان صيف هذا العام، فإن سورية الداعمة ل"حزب الله"لم تعد تخشى هجوماً اسرائيلياً. ولا تبدو هناك فرصة لقيام الولاياتالمتحدة، التي تضعفها اخفاقاتها في العراق وتخطف اهتمامها المواجهات مع ايران وكوريا الشمالية، بأي عمل ضد سورية. ولدى الرئيس الأسد ميزة كبرى: انه يستطيع ان يلعب لعبة طويلة الأجل ...". ويضيف سمبسون:"لذا، عندما ذهبت الى المجمع الرئاسي الضخم عند حافة دمشق لأجري معه مقابلة، وجدته مسترخياً ممعناً في التفكير ومستعداً للانتظار فترة طويلة الى أن تحين اللحظة المناسبة للتوصل الى سلام مع إسرائيل. ومن الواضح أنه يشعر أن الحكومة الإسرائيلية صارت أضعف من أن تتمكن من التوصل الى اتفاق سلام دائم. لكنه يعلم على أي حال أن لا شيء يمكن أن يحدث من دون واشنطن، وهو شديد الانتقاد لما يعتبره عدم قدرة الرئيس جورج بوش على اقامة سلام في الشرق الأوسط". ويقول سمبسون ان الاسد اتهم بمساعدة المتمردين في العراق وعندما"سألته هل هو مستعد لمساعدة أناس يقتلون جنوداً بريطانيين وأميركيين؟ أجاب بأن للناس حق مقاومة أي قوات أجنبية وان سورية تدعم ذلك الحق، لكنه أصر على أنه لم يساعد المتمردين العراقيين، قائلاً:"ان سورية منعت في الواقع أناساً أرادوا الانضمام الى المتمردين من اجتياز الحدود".