بينما كان وزير التربية والتعليم الدكتور ناصر الدين الشاعر يحذر امس من"كارثة قومية"جراء اضراب معلمي المدارس المتواصل منذ حوالي 40 يوما، كانت نقابة العاملين في السلطة تنذر بما هو اكثر من الاضراب، تنذر ب"ثورة جياع"و"عصيان مدني واسع"في الاراضي الفلسطينية. وبخلاف ما هو متوقع من وزير في حكومة"حماس"من انحياز مطلق لصالح موقف حكومته التي تواجه ضغوطا خارجية وداخلية واسعة، وجه الدكتور الشاعر سهام نقده الى رأسي السلطة، الحكومة والرئاسة معا، مطالبا اياهما بفتح المجال امام وزارته لمعالجة امر الاضراب"عن طريق طلب مساعدات من الدول العربية والاسلامية لهذا القطاع". اما نقابة العاملين التي تضم اتحاد المعلمين فقالت انها ستلجأ في الفترة المقبلة الى تصعيد الاضراب وضم الهئيات غير المضربة اليه مثل هيئة البترول وقسم الجوازات في وزارة الداخلية، واعلان عصيان مدني يشل كل انواع الخدمات والحركة في البلد بما فيها المواصلات العامة والخاصة. ورد الامين العام لاتحاد المعلمين جميل شحادة على اقتراح الشاعر بالقول ان:"الاضراب سيتواصل وسيشهد تصعيداً في الايام المقبلة من خلال مسيرات ضخمة، وستنضم قطاعات اخرى للاضراب مثل هيئة البترول". وعلى الجبهة السياسية صعّد الطرفان من مواقفهما في الساعات القليلة التي سبقت وصول وزير خارجية قطر الى غزة آتياً من دمشق حيث يجري مفاوضات غير مباشرة بين الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة"حماس"خالد مشعل. واستغل رئيس الحكومة اسماعيل هنية حفلة افطار اقامتها رابطة علماء فلسطين في غزة للاعلان ان موقف حركته من ما يسمى"محددات البرنامج السياسي"المقترح لحكومة الوحدة الوطنية لم يتغير. وجدد هنية في هذا اللقاء رفضه للمبادرة العربية، ومطالبته بادخال ما اسماه"استدراكات"الحركة في البرنامج السياسي المقترح للحكومة بحيث تضاف كلمة مقاومة الى برنامج الحكومة، وتستبدل بعبارة"المبادرة العربية"عبارة"الشرعية العربية". وافقدت تصريحات هنية هذه التي جاءت قبل ساعات من وصول وزير خارجية قطر المتفاءلين بنتائج هذه الزيارة تفاؤلهم. وفي"فتح"اعلن غير متحدث باسم الرئيس ان عباس سيوجه انذارا لرئيس حكومته مفاده انه سيقدم على اقالته والدعوة الى انتخابات مبكرة في حال عدم التوصل الى اتفاق لتشكيل حكومة وحدة وطنية قبل نهاية شهر رمضان. وقال احد المقربين من عباس انه سيكلف شخصية مستقلة تشكيل الحكومة الجديدة، وفي حال رفض كتلة"حماس"في المجلس التشريعي منحه الثقة سيكلف شخصية أخرى، واذا تكرر الامر سيدعو الى انتخابات مبكرة. وقال عزام الاحمد رئيس كتلة"فتح"في المجلس التشريعي ل"الحياة":"سنذهب الى انتخابات مبكرة، فهي المخرج الوحيد من الازمة في ظل رفض حماس تبني برنامج منظمة التحرير الذي نرى انه البرنامج الوحيد القادر على فك الحصار". ورداً على سؤال هل لدى قادة"فتح"قلق من تعرض الحركة لهزيمة اخرى في الانتخابات المقبلة تفقد فيها آخر ما تبقى لها في السلطة الفلسطينية قال الاحمد:"الشعب سيقرر اذا ما كانت حقبتنا قد انتهت ام لا". ويراهن قادة"فتح"على تغيير اتجاهات الناخبين لصالحهم بسبب الازمة الاقتصادية الاجتماعية السياسية المتفاقمة منذ وصول"حماس"الى الحكم في كانون الثاني يناير مطلع العام لكن استطلاعات الرأي لا تؤشر حتى اليوم الى ذلك. فغالبية الاستطلاعات تشير الى تقلص شعبية حركة"حماس"لكنها لا تشير الى ارتفاع شعبية"فتح". فقد قال اكثر من نصف الجمهور في استطلاع أخير انهم يعارضون كل من"فتح"و"حماس"وسيدلون بأصواتهم لصالح المستقلين.