نطلقت أمس الحملات الانتخابية للقوائم والمرشحين المشاركين في الانتخابات الفلسطينية، لكن هذه الانطلاقة لم تنجح في تبديد شكوك في احتمال تأجيل الانتخابات بقرار من الرئيس محمود عباس وتوصية من اللجنة المركزية لحركة"فتح"في حال قررت الحكومة الاسرائيلية منع اهالي القدسالمحتلة من المشاركة في الانتخابات. وفيما بدا ان"حماس"ستقاوم اية محاولات لارجاء الانتخابات، حاولت"فتح"تخويف الناخبين من احتمال فوز"حماس". راجع ص 4 و5. واختارت القوائم مواقع تحظى بأهمية رمزية كبيرة لاطلاق حملاتها. فحركة"فتح"التي تواجه للمرة الأولى منذ تأسيس النظام السياسي الفلسطيني مزاحمة جدية على قيادة هذا النظام، اختارت ضريح الرئيس ياسر عرفات الذي يحظى باحترام كل الفلسطينيين لإطلاق حملتها. واختار بعض الكتل مدينة القدس لاطلاق الحملات ما تسبب بحدوث مواجهات مع السلطات الإسرائيلية التي تحظر الدعاية الانتخابية في المدينة. واختارت قائمة"الجبهة الشعبية"التي يعتقل أمينها العام أحمد سعدات في سجن فلسطيني في أريحا مكان اعتقاله لإطلاق حملتها. اما"حماس"التي يواجه قادتها حملات اعتقال إسرائيلية في الضفة الغربية فركزت حملتها في قطاع غزة الخالي من الوجود الاسرائيلي. ورغم اعلان"فتح"عن اطلاق حملتها الانتخابية الا ان الشكوك تساور الكثيرين بامكانية اجراء الانتخابات بسبب تواصل ورود اشارات ومعلومات من اللجنة المركزية للحركة بشأن امكانات التأجيل. وتقول مصادر عليمة في"فتح"ان أعضاء في اللجنة المركزية، في مقدمهم رئيس الوزراء أحمد قريع يعملون بقوة من أجل إرجاء الانتخابات. وصدرت أقوى التصريحات ضد هؤلاء من جبريل الرجوب المرشح عن دائرة الخليل الذي وصف الداعين لتأجيلها ب"أصحاب المواقف المتساوقة مع اهداف الاحتلال". ولم يفلح رئيس حملة"فتح"الانتخابية الدكتور نبيل شعث في تبديد الشكوك حول وجود نيات لتأجيل الانتخابات. فبعد تأكيده ان الحركة ستواصل العمل على أساس أن الانتخابات ستجري في موعدها عاد وقال:"لا شيء يعيق اجراء هذه الانتخابات سوى القدس". وحاول شعث إثارة مخاوف الجمهور الفلسطيني من اختيار"حماس"في هذه الانتخابات قائلا:"شعبنا يريد بعد الانتخابات حكومة قادرة على جلب الدعم الأجنبي وتوفير الرواتب للموظفين. شعبنا يريد حكومة قادرة على بناء الديموقراطية والمؤسسات". واضاف:"نحن نريد مشاركة"حماس"، ونريد منها ان تعلن مواقفها وبرامجها، برامجها تجاه المرأة، برامجها للمفاوضات، وكيف ستدفع رواتب الموظفين في آخر الشهر". حملة"حماس" واطلقت"حماس"حملتها في مؤتمر صحافي عقده رئيس قائمة مرشحيها اسماعيل هنية في غزة امس. وقال هنية ان مشاركة"حماس"في الانتخابات تأتي"لحماية برنامج المقاومة"و"الوقوف في وجه من يحاول العبث بحقوق شعب فلسطين ومكتسباته"". واضاف ان مشاركة الحركة في المجلس التشريعي"خطوة في اتجاه اعادة ترتيب البيت الفلسطيني على قواعد سليمة ... وسيسهم في متابعة الرعاية الاجتماعية والاقتصادية والخدماتية للناس"فضلا عن"محاربة الفساد الذي استشرى". واكدت مصادر مطلعة ل"الحياة"ان"حماس"ستلتزم التهدئة حتى موعد تنظيم الانتخابات على رغم اعلانها انتهاء هذه التهدئة في نهاية العام المنصرم، فيما هي تتهم حركة"فتح"بالقيام باعمال خطف اجانب وفوضى عمداً لتبرير تأجيل تنظيم الانتخابات. ولم تستبعد المصادر ان تندلع اشتباكات بين السلطة و"حماس"اذا اجلت الانتخابات التي ترى"حماس"فيها نهاية لتفرد"فتح"واستئثارها بالسلطة، وصعودها الى مركز صنع القرار التشريعي والتنفيذي.