ينتظر العديد من السعوديين كغيرهم من المشاهدين العرب، مساء كل يوم أحد، عرض برنامج المواهب الأسبوعي"سوبر ستار"على شاشة"المستقبل"خصوصاً أن المشترك السعودي إبراهيم الحكمي لا يزال ضمن لائحة المرشحين للفوز. يجتمع أولئك المنتظرون أمام الشاشة في تمام التاسعة والنصف بتوقيت الرياض، ليسمعوا ويروا التغيرات والتحسينات - كما يفترض - التي حصلت للمتسابقين. يمضون في العاشرة والنصف من مساء يوم الاثنين، نصف ساعة من الترقب والقلق، خوفاً من مغادرة فنانهم المفضل. النسخة العربية من البرنامج العالمي لا تعتمد على الديكور أو الاستعراضات. أصوات المشتركين هي المحرك الرئيس للبرنامج، والتصويت هو الحكم. ولا شك في أن بعض المستمعين في الجزأين الأول والثاني، اعتمد على تصويت الآخرين، كونه يرفض فكرة التصويت، تحديداً التصويت بمقابل، لتكون النتيجة خروج مشتركين يشجعونهم قبل الأوان. راهنت اللجنة على نجاح بعض المشتركين، وحذرت من ضعف حكم التصويت لكن الآوان كان فات. وعلى رغم ذلك نجح بعض الخاسرين في حياتهم الفنية، ربما أكثر من حاملي اللقب. الموسيقار إلياس الرحباني يطالب الجمهور العربي جهاراً، بأن يصوت للأفضل. يحلم الموسيقار العربي الذي يعترف الجميع بأنه لم يأخذ حقه لا الأدبي ولا الاجتماعي أو المادي، بأن يختار الجمهور العربي الأفضل، متأملا أن يُسمع نداؤه. لم لا؟ لاقت"لعبة"التصويت بحد ذاتها، رواجاً بين الناس، حتى في السعودية. تباهى بعض الشباب في مواقع الإنترنت بأنه أمضى اليوم بالتصويت عبر الرسائل الالكترونية، والفتيات كذلك. يشعر أولئك بالنصر عندما يبقى نجمهم. ربما صوتت بعض الفتيات لمقدم البرنامج أيمن قيسوني وليس للمواهب. إذ أن الاخير يحظى بشعبية كبيرة بين مرتادات الإنترنت من الفتيات واللاتي لا يشعرن بالملل من التغزل فيه. بعض مشتركي هذا العام محترف، وقفته وطريقة تعامله مع الجمهور والمسرح تدلان على ذلك. يتابع المشاهدون أسبوعياً تطور النجوم. يستمعون للجميع. يتحيزون لنجومهم وأهل بلادهم. من يلومهم؟ اللبنانيون يشجعون مواطنتهم. السوريون والتونسيون كذلك. المصريون والمغاربة والليبيون انسحبوا من اللعبة، ربما سيصوتون لمشتركين آخرين أو اكتفوا بهذا القدر من التصويت. لكنهم جميعاً ربما لا يمنعون أنفسهم من الاستمتاع بالمواهب وتناسي أعلام بلادهم للحظة، ليعلقوا على سبيل الدعابة"اسم الله على صوتها مع انها...". هذا العام انضم للجنة الحكم إلياس الرحباني، فاديه طنب الحاج، عبدالله القعود الملحن زياد بطرس. ربما يذكر الأخير بحكم النسخة الأميركية سايمون بلسانه السليط. اعتمدت اللجنة كعادتها كل عام، الاعتدال في معظم الحلقات، فهم يمدحون مرة وينتقدون أخرى، وفي النهاية الجمهور هو الحكم! لا جديد. يستضيف البرنامج في كل حلقة فناناً عربياً. في الحلقة الماضية والمخصصة للأغنية الحديثة، حل الفنان اللبناني مروان خوري ضيفاً. شدا المشتركون السبعة أغاني حديثة، نالت رضا المشاهدين وربما اللجنة أيضاً، كما بدا. ولعل السورية شهد برمدا أتقنت الأداء، ما دفع الموسيقار الرحباني للنزول إلى المسرح لتهنئتها وتقبيلها على أدائها المميز. فيما تعرض بعض المشتركين للنقد ومن بينهم اللبنانية نانسي، والتونسيان أسماء وأيمن، وانتقد الملحن زياد بطرس أداء الفلسطيني هيثم. المفاجأة التي حملتها حلقة الاثنين، كانت وقوف السعودي إبراهيم الحكمي والسورية التي حظيت بكثير من المديح شهد برمدا، والفلسطيني هيثم الشوملي الأصغر سناً بين الشبان، على منصة التصويت. مرت الدقائق طويلة للمشاركين، وأطول للمشاهدين الذين"يتفنن"مذيع البرنامج أيمن القيسوني بحرق أعصابهم كل أسبوع. عاد إبراهيم إلى مكانه وانحصرت المنافسة بين هيثم وشهد التي أنقذها التصويت، ليخرج هيثم الذي استبعد الكثيرون خروجه. خرج الشوملي تحديداً في المرة التي التزم بها إلى حد كبير بنصائح لجنة الحكم ونال استحسانها، لتنحصر المنافسة بين المتسابقين الستة المتبقين. في كل حلقة تزداد المنافسة ويقل المشتركون واحداً. قريباً ستنحصر المنافسة بين اثنين، شخصين أو بلدين، مع توقعات بأن تتحول المنافسة إلى صراع قومي، كما حدث في أجزاء سابقة من البرنامج وغيره من البرامج. ويبقى السؤال الأهم بالنسبة إلى"المصوتين"السعوديين: هل يفعلها الحكمي ويمشي على خطى المشترك السعودي في"ستار أكاديمي2"هشام عبدالرحمن، ليكون أول سعودي يفوز بلقب"سوبر ستار"العرب؟ مع التأكيد أن مشجعيه لن يهتموا في ما إذا كان صوته يؤهله، بقدر ما يهتمون بعدد المصوتين الذين سيمنحونه اللقب!