أنهى خادم الحرمين الشريفين امس زيارة تاريخية للهند باتفاق شراكة استراتيجية في مجال الطاقة. وانتقل من نيودلهي الى هونغ كونغ، ومنها سيتابع جولته الاسيوية التي تشمل ماليزياوباكستان، بعد الهند والصين. وصدر في ختام زيارة الملك عبدالله لنيودلهي التي بدأها الثلثاء، واجرى خلالها محادثات واسعة مع المسؤولين الهنود على كل المستويات واستقبل زعماء الاحزاب، بيان ختامي جاء فيه ان الجانبين اتفقا على الآتي: "تكثيف تبادل الزيارات الثنائية على المستوى الرفيع والتشاور من أجل تطوير وتوسيع نطاق التعاون والتفاهم الثنائيين. والتأكيد على أن الإرهاب يعتبر آفة تهدد البشرية جمعاء واتفقا حول الحاجة إلى تكثيف وتنسيق التعاون الثنائي والإقليمي والدولي لمكافحة واجتثاث الإرهاب. والعمل بين الدولتين على تعزيز التعاون بشكل فعال لمكافحة خطر الإرهاب والجرائم الأخرى عبر الحدود الدولية مثل غسيل الأموال وتهريب المخدرات والأسلحة بطريقة شاملة ومستمرة، ويشكل التوقيع على مذكرة التفاهم بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الهند حول محاربة الجرائم دعماً لمكافحة الإرهاب والتطرف والعناصر المجرمة، وسيقوم البلدان ببذل جهودهما البالغة لتحقيق الاقتراحات الخاصة بإبرام الاتفاقية الشاملة حول الإرهاب الدولي المطروحة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب الذي أوصى به المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الذي عقد في مدينة الرياض في شهر شباط فبراير 2005 استجابة لاقتراح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز". كما اتفق الجانبان"على توسيع وتنويع التجارة والاستثمارات المشتركة. وعبرا عن الارتياح لتوقيع الاتفاقيات بشأن تشجيع وحماية الاستثمارات وتفادي الازدواج الضريبي والدعوة إلى توسيع فرص الاستثمار في القطاعات كافة ومن بينها البنية التحتية في الدولتين". وأكدا"أهمية استقرار سوق النفط للاقتصاد العالمي وأعرب الجانب الهندي عن تفهمه وتقديره لسياسة البترول المتوازنة للمملكة العربية السعودية التي تعتبر مصدراً يعتمد عليه في توفير إمدادات النفط للأسواق الدولية بصفة عامة والسوق الهندية بصفة خاصة وفي هذا الصدد عبر الجانب السعودي عن تقديره لمبادرة جمهورية الهند بتأسيس منتدى للحوار بين الدول الآسيوية المنتجة والمستهلكة للنفط والغاز". وأوضح البيان ان الجانبين اتفقا ايضا على"تأسيس شراكة استراتيجية نفطية تستند إلى التكامل والاعتماد المتبادل وستتضمن عناصر هذه العلاقة ما يأتي: زيادة حجم إمدادات البترول المستقرة والمستمرة عن طريق إبرام عقود طويلة الأمد. القيام بمشاريع مشتركة وتعاونية في القطاعين العام والخاص في مجال الغاز والنفط في كل من الهند والمملكة العربية السعودية ودولة ثالثة. الاستثمار السعودي في مجالات التكرير والتسويق والتخزين للنفط في الهند وفقاً للمعايير التجارية. تأسيس مشاريع سعودية - هندية مشتركة لمعامل الأسمدة التي تعتمد على الغاز في المملكة العربية السعودية. قيام الحكومتين بتشجيع ودعم رجال الأعمال في كلا البلدين للاستفادة من مقدرة بعضهما البعض وتعزيز التعاون الاقتصادي بشكل فعال. العمل بين البلدين على تعزيز التعاون في مجال التكنولوجيا خصوصاً في مجال تقنية المعلومات والاتصالات والزراعة والتكنولوجيا الحيوية وتكنولوجيات الطاقة غير التقليدية. وستقوم الهند بالمساعدة في إنشاء مركز للمعلومات وتكنولوجيا الاتصالات، إضافة إلى معاهد التعليم العالي للدراسات والبحوث في مجال التكنولوجيا في المملكة العربية السعودية". وغادر الملك عبدالله نيودلهي مساء أمس. وتعبيراً عن الأهمية والحفاوة اللافتة التي رافقت الزيارة، كسر رئيس الوزراء الهندي"برتوكول"بلاده، وتقدم مودعي خادم الحرمين الشريفين في مطار القاعدة الجوية، وهي الخطوة نفسها التي كسر بها"البرتوكول"وتقدم مستقبليه لدى وصوله قبل أربعة أيام. وكان الملك عبدالله استقبل على هامش زيارته لنيودلهي، زعماء سياسيين في الحزب الحاكم والمعارضة، وحكام ولايات ووزراء وشخصيات هندية بارزة. وتسلم الملك عبدالله شهادة الدكتوراه الفخرية التي منحتها له جامعة"الملية الإسلامية"، خلال زيارته لمقر الجامعة المصنفة إحدى أكبر الجامعات الهندية. وأعلن رئيس الجامعة الدكتور مشير الحسن أن جامعته منحت خادم الحرمين الشريفين هذه الشهادة العالية، تقديراً لجهوده في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم. ويستأنف الملك عبدالله جولته الآسيوية في محطتيها الأخيرتين خلال أيام، متوجهاً من هونغ كونغ إلى العاصمة الماليزية كوالالمبور، ثم يختتم الجولة في باكستان.