بعد ثلاثة أيام من الهدوء الملحوظ خلال عيد الأضحى في العراق عادت التفجيرات لتحصد عدداً من العراقيين، فيما عثر على جثث في أنحاء متفرقة في العراق، وأعلن الجيش الاميركي مقتل 6 مسلحين في هجمات متوقعاً المزيد من عمليات العنف. ففي مدينة كركوك 255 كلم شمال بغداد قال النقيب في الشرطة العراقية محمود ولي خضر ان"الشرطة عثرت على جثة زياد حمدي الذي خطف على يد مسلحين مجهولين قبل 15 يوماً في منطقة الرياض 35 كلم غرب كركوك مقتولاً رمياً بالرصاص في الرأس والصدر". واضاف ان"عائلة المترجم الذي يعمل مع القوات الاميركية دفعت عشرة آلاف دولار فدية للخاطفين لقاء اطلاق سراحه الا ان الشرطة العراقية عثرت على جثته في بلدة تازة 10 كلم جنوبكركوك". وفي شمال كركوك قتل احد افراد حماية المنشآت النفطية على يد مسلحين مجهولين. واعلنت الشرطة انها اكتشفت في اليوم نفسه"جثثاً لسبعة اشخاص مقتولين بالرصاص ويحملون آثار تعذيب"في محطة تصفية المياه في الرستمية عند المدخل الجنوبي لمدينة بغداد. وفي الناصرية 375 كلم جنوببغداد عثرت الشرطة ليل الاربعاء - الخميس على جثتين لمدنيين مجهولي الهوية تحملان آثار التعذيب تم قتلهما بالرصاص وفق مصدر الشرطة. وقال النقيب حسين شرهان، في مديرية شرطة ذي قار 380 كم جنوببغداد الخميس، أن مسلحين مجهولين اغتالوا عضواً سابقاً في حزب البعث المنحل في منطقة الاسكان المحلي في مركز المدينة ليل أول من أمس. وذكر ان"عملية الاغتيال تمت على مرأى من ذويه بعددما قامت مجموعة مسلحة بالسطو على البيت وتقييد أفراد عائلة المجني عليه ومن ثم طعنه بالسكاكين فضلا عن إطلاق النار على رأسه". وتشهد محافظة صلاح الدين توتراً امنياً ملحوظاً، ونفذت قوة مشتركة من الجيشين العراقي والاميركي عملية دهم واسعة شملت عدداً من احياء قضاء الدور في المحافظة بينها منزل رئيس المجلس البلدي في القضاء واعتقلت عدداً من ابناء القضاء بعد قطع جميع الطرق المؤدية الى مركز المدينة وفرض حظر التجول. وفي قضاء بيجي 250 كم شمال بغداد اعتقلت القوات الأميركية والعراقية 16 عراقياً في القضاء. وفي ناحية الضلوعية 100 كم شمال بغداد أحرقت القوات الأميركية سيارتين مدنيتين. وقال مصدر في الشرطة العراقية"إن مروحيتين أميركيتين قصفتا مساء الأربعاء سيارتين على ضفة نهر العظيم قرب قرية بيشكان وأحرقتاهما، بعد ان حامتا فوقهما لحين مغادرة راكبيهما"ولم يشر المصدر إلى أسباب ذلك. وفي سامراء قتل شرطيان عراقيان وجرح آخران اثر انفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم شمال المدينة. وفي تكريت شمال بغداد حرر الجنود العراقيون مخطوفين الاربعاء، وعثر على المخطوفين مقيدين ومكممين في صندوق سيارة اثناء دورية للجيش العراقي. وفي بغداد اعتقلت دورية أميركية عراقية مشتركة مسلحاً بعد معركة بالاسلحة النارية مع مسلحين، واكتشفوا مخبأ للاسلحة يضم بنادق وعشر منصات لاطلاق صواريخ و200 قنبلة. من جهته، اعلن الجيش الاميركي انه قتل 6 مسلحين في عمليات جرت الاربعاء لم يحدد مواقعها، مشيراً في بيان الى ان"اثنين منهم كانوا يرتدون أحزمة ناسفة". كما عثرت القوات الاميركية الاربعاء على"مخبأ كبير للاسلحة في محافظة الانبار". واعلن بيان ثان للجيش الأميركي ان قواته اعتقلت 4 من المشتبه بهم استنادا الى معلومات تلقتها من المواطنين وبحوزتهم مجموعة من الاسلحة جنوب شرقي مدينة الحويجة قرب كركوك. الى ذلك، أبدلت عناصر الشرطة العراقية في الرمادي بقوة من الجيش العراقي كما أجرت القوات الأميركية تبديلات في قطعاتها العسكرية في مدينة ديالى شمال شرقي بغداد. ونقل عن مصدر في الشرطة العراقية ان القوات الاميركية استبدلت صباح الاربعاء قوات الشرطة في شرق الفلوجة غرب بغدادوجنوبها بقوات من الجيش العراقي، مشيراً الى ان القوات الاميركية اتخذت هذه الاجراءات بعد التوتر الامني الذي شهدته الفلوجة خلال الايام الماضية. وتعرضت القاعدة الاميركية الموجودة في منطقة عامرية الفلوجة الى هجوم بقذائف الهاون فجر الخميس. وأكد شهود"سماع ورؤية دوي ثلاث قذائف هاون تسقط على القاعدة الاميركية في عامرية الفلوجة، ما ادى الى تصاعد السنة الدخان من داخل القاعدة". واشار الشهود الى ان القوات الاميركية أطلقت بعد الهجوم النار بصورة عشوائية ما ادى الى احراق سيارة مدنية واصابة سائقها بجروح، نقل على اثرها الى مستشفى المدينة. واوضح الشهود ان القوات الاميركية أغلقت ايضا الشارع الرئيسي المؤدي الى المدينة ولم تسمح لأي شخص بالدخول الى المدينة او الخروج منها. وأعلنت القوات الأميركية في محافظة ديالى اجراء تبديلات في القوات العسكرية المتمركزة في المحافظة الاربعاء. وقال الجيش الأميركي في بيان"سلم الفوج القتالي الثالث الثقيل التسلح اللواء الحديدي والعامل ضمن الفرقة الرابعة للجيش الاميركي بشكل رسمي المسؤولية الأمنية والعسكرية لمنطقة مهام الفوج القتالي الثالث العامل ضمن الفرقة الاميركية الثالثة وذلك في مراسم عسكرية خاصة جرت في قاعدة"وورهاوس"للعمليات الامامية في بعقوبة بتاريخ 11 كانون الثاني يناير الجاري." الجدير بالذكر ان اللواء الحديدي يشارك في عملية"حرية العراق"العسكرية كجزء من قوة مهمات"رباط الاخوة"التي تعمل تحت قيادة قائد الفرقة 101 المجوقلة الجنرال توماس تيرنر. وتشتمل مهمات"اللواء الحديدي"على تدريب قوات الامن العراقية والمساهمة في اعادة بناء البنى التحتية لمحافظة ديالى وكذلك الاستمرار في محاربة الجماعات المسلحة التي تنتشر في قاطع عملياته. توقع المزيد من العنف الى ذلك توقع الجنرال الاميركي دونالد ألستون، الناطق باسم القوات المتعددة الجنسية في العراق، ارتفاع حدة اعمال العنف في العراق بانتظار ان تتشكل حكومة جديدة قد يستغرق اعلانها بضعة اسابيع. وقال:"تعتبر القوى المعادية ان الفترة الانتقالية التي تفصل عن تشكيل حكومة جديدة منبثقة عن الانتخابات التي جرت في كانون الاول ديسمبر فرصة مؤاتية لشن هجمات قاتلة وعرقلة التقدم السياسي الحاصل". واكد في مؤتمر صحافي"ان ارتفاع عدد الاعتداءات التي جرت الاسبوع الماضي في مختلف انحاء العراق يدل بوضوح على ان القاعدة والتنظيمات الارهابية الاخرى ما زالت تملك القدرة على الحاق الاذى". واضاف"فيما تحقق الديموقراطية تقدما باجراء الانتخابات وتشكيل الحكومة الجديدة نتوقع مزيداً من اعمال العنف في العراق". من ناحية اخرى، رحب الجنرال ألستون بازدياد عدد القوات الامنية العراقية الذي بلغ 223 ألف رجل في مطلع كانون الثاني يناير 2006 منها 118 ألفاً من الشرطة و105 آلاف من الجنود. وفي ما يتعلق بالمقاتلين الاجانب الذين القي القبض عليهم في العراق خلال العام 2005، اكد الناطق باسم القوات المتعددة الجنسية ان عددهم بلغ 469 مقاتلا بينهم 116 مصرياً و92 سورياً و62 سعودياً و56 سودانياً. واوضح"ان الذين يقودون السيارات المفخخة التي تستخدم في العمليات الانتحارية هم من المقاتلين الاجانب بنسبة تسعة من عشرة"من دون ان يوضح كيف يتم التعرف عليهم.