شرعت أربع محطات تجارية يابانية، منذ الخريف الماضي، في بث باقة برامج تلفزيونية غايتها تأهيل مشاهديها اليابانيين على استخدام لغتهم الأم استخداماً سوياً. فما الداعي إلى هذا الدفق المفاجئ لبرامج"كوكوغو"أي اللغة الوطنية في اليابان؟ أثبتت البرامج تلك أن الخوف على"كوكوغو"له مبررات حقيقية. ففي حلقة من برنامج"امتحان! باليابانية"استطاع 17 مشاركاً فقط من 30 وهم من المشاهير في بلادهم كتابة رمز الأنف، وهو رمز يتعلّمه تلامذة الصف الثالث الابتدائي. وأربعة منهم استطاعوا، بالكاد، كتابة الرمز الثاني لرياضتهم الوطنية الثانية، وهي"سومو". ويردّ بعض المراقبين التردي في استخدام اللغة اليابانية إلى الإصلاحات التربوية الأخيرة التي أجرتها الحكومة. ففي 2002، عمدت الحكومة اليابانية إلى تعديل المناهج الدراسية، وسمت المشروع"التربية المريحة". ومذذاك، أصيب أولياء الطلبة بالصدمة لأن فلذات أكبادهم يعانون صعوبات في كتابة رموز أو صور اللغة، في المرحلة الابتدائية. ويقرّ عدد كبير من الأهل، الذين يعوّلون أكثر فأكثر على برامج الكومبيوتر لكتابة اليابانية، بأنهم يلقون صعوبة في كتابة اللغة نفسها التي يتوقّعون أن يتقنها أولادهم. ويصيب القلق نفسه اللغة المحكية. ففي شباط فبراير الماضي، تناول تقرير حول"كوكوغو"، عن هيئة الشؤون الثقافية، زعم أن شريحة كبيرة من اليابانيين تسيء استخدام لغة"كايغو"وهي لغة منمّقة ومهذّبة. وأدّت المخاوف إلى ازدهار كتب قواعد نحو اللغة اليابانية، قبل أن تلحق المحطات التلفزيونية بركب التأهيل. عن ماري سيسك نوغوشي، "ذي جابان تايمز" اليابانية، 22/11/2005