ذكرت وسائل إعلام ايرانية تنتهج خطاً متشدداً أمس ان الاقتراح الروسي بإقامة مشروع مشترك مع ايران لتخصيب اليورانيوم على أرض روسية غير مقبول ويحرم طهران من حقوقها الخاصة بالطاقة النووية. وقال ديبلوماسيون ومحللون ان الصحافة المحافظة المتشددة تعكس غالباً الموقف الرسمي المتصلب في شأن البرنامج النووي، وعادة ما تستغل لطرح الموقف التفاوضي للبلاد الخاص بهذه القضية. ونشرت صحيفة الجمهورية الاسلامية المتشددة عنواناً في صدر صفحاتها"مفاوضات نووية بلا جدوى... هذه المرة مع روسيا". وفي مقال حمل عنوان"الحلوى الروسية"حثت صحيفة الجمهورية الاسلامية المسؤولين الايرانيين على رفض خطة موسكو، لأن"التخصيب المشترك خارج حدود ايران لا يعني سوى حرمانها من تكنولوجيا نووية مستقلة ودورة الوقود، وأن قبول مثل هذا الاقتراح يرقى الى التخلي عن استقلال ايران لأجانب، ولن يقبل مسؤولو الجمهورية الاسلامية أبداً مثل هذا الامر المهين". وكتبت صحيفة كيهان المحافظة المتشددة:"خبراء... خطة روسيا لا تصلح أساساً للتفاوض". ونقل عن رئيس تحرير الصحيفة حسين شريعت مداري قوله:"اقتراح موسكو لا يترك مجالاً للتفاوض لأنه تخطى الخطوط الحمر للأنشطة النووية الايرانية". كما نقلت الصحيفة عن محمد كيارشي السفير الايراني السابق لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية قوله:"وجهة نظر ايران ان هذا اقتراح ميت وغير مقبول". ويساند الاتحاد الاوروبي وواشنطن الخطة الروسية التي تهدف الى تهدئة المخاوف الدولية من امتلاك طهران القدرة على انتاج يورانيوم مخصّب لتصنيع أسلحة نووية. وتقول ايران انها تريد فقط تخصيب اليورانيوم لدرجة تناسب استخدامها في مفاعلات الطاقة النووية. وأكدت ان هدفها انتاج وقود نووي لمفاعلاتها النووية على اراضيها، غير ان مسؤوليها حرصوا على عدم رفض الاقتراح الروسي في شكل صريح. وقال محللون ان طهران تدرك ان رفض خطة موسكو سيكثف الدعوات التي تقودها واشنطن لإحالة ملفها الى مجلس الامن لاحتمال فرض عقوبات سياسية واقتصادية على ايران. على صعيد آخر، يزور رئيس وكالة الطاقة الذرية الروسية سيرجي كيرينكو ايران في شباط فبراير المقبل. وقال الناطق باسم وكالة الطاقة الذرية الروسية سيرجي نوفيكوف ان الجانبين اتفقا على الزيارة لدى لقاء كيرينكو بالسفير الايراني في موسكو غلام رضا انصاري في مطلع الشهر الماضي، وستكون الاولى لكيرينكو الى ايران منذ تعيينه في منصبه في تشرين الثاني نوفمبر الماضي. وتبني روسيا حالياً لإيران مفاعلاً نووياً في بوشهر قوته ألف ميغاواط. الى ذلك، صادقت الحكومة الايرانية على اعتبار منطقة يزدان التابعة لمدينة قاين الواقعة في خراسان، شمال شرقي البلاد حدوداً دولية مع افغانستان لتبادل السلع بين البلدين.