حسمت قوات الأمن السعودية ظهر أمس، المواجهة مع مجموعة من المطلوبين أمنياً، بعد محاصرتهم في منزل في حي المباركية في الدمام شرق السعودية، والاشتباك معهم طوال ثلاثة أيام استخدمت خلالها كل أنواع الأسلحة. لكن قوات الأمن السعودية استخدمت فجر أمس المدفعية الثقيلة، فدكت المنزل بعشرات القذائف التي كان يسمع دويها في معظم أرجاء المدينة، بعدما تجنبت في اليومين السابقين اللجوء الى هذا الإجراء، واكتفت بمناوشات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، حفاظاً على أرواح سكان المنازل المجاورة، خصوصاً أن أكثر من عائلة احتجزت في منازلها، وسعياً الى اعتقال بعض المطلوبين أحياء. لكن استمرار المطلوبين في اطلاق النار وعدم الاستسلام، اضطر قوات الأمن السعودية الى قصف المنزل وتدمير معظم جدرانه، ما أدى الى مقتل كل الذين كانوا يتحصنون فيه. وقدرت مصادر أمنية العدد الإجمالي للمطلوبين بسبعة أشخاص، قضوا جميعاً، خمسة منهم في المنزل، والآخران قتلا في اليوم الأول في مركز تسوق بوسط الدمام، أحدهما زيد السماري المطلوب رقم 3 في قائمة ال36. وكانت وتيرة الأحداث التي استمرت 48 ساعة تتطور في شكل لافت، اذ اضطرت قوات الأمن الى استدعاء تعزيزات، بينما كان المطلوبون يواصلون المقاومة، حتى عمدوا فجر أمس الى تنفيذ انفجار وهمي والانتقال الى منزل آخر، في محاولة لاستدراج قوات الأمن بالإيحاء بأنهم فجروا أنفسهم، بيد أن قوات الأمن طبقت خطة معدة مسبقاً قضت بعدم اقتحام المنزل والاكتفاء بإنهاك المطلوبين بتوجيه ضربات متتالية اليهم، وتمكنت من قتل المطلوبين الاثنين اللذين فرا الى المنزل المجاور، بينما لقي الثلاثة الآخرون مصرعهم في القصف. لكن البيان الأول لوزارة الداخلية السعودية لم يتحدث عن عدد القتلى من المطلوبين، مكتفياً بالإعلان عن"استشهاد اربعة من رجال الأمن وجرح عشرة آخرين خلال العملية". واكد البيان ان"قوات الامن أنهت عملياتها التي باشرتها في حي المباركية في مدينة الدمام اعتباراً من يوم الاحد". وأضاف:"تتولى الاجهزة المختصة تأمين وتطهير الموقع الذي تظهر فيه أشلاء متفحمة". ومن الإجراءات التي قامت بها القوى الأمنية، إخلاء حيي"الزهور"و"الشاطئ"فجر أمس، بعد انتشار إشاعات عن وجود"سيارات مفخخة"، وقامت بتفتيش المنازل والسيارات، الا أنها لم تعثر على شيء. وبدأت الاشتباكات الاحد في شارع الامير محمد بن فهد، وهي جادة تجارية تضم العديد من مقار المؤسسات الاجنبية، ولاحقت قوات الامن اثر ذلك مشبوهين آخرين في حي الحمراء على كورنيش الدمام قبل ان تحاصر الفيلا التي تحصن فيها المشبوهون. وفي الوقت نفسه، رجحت مصادر في القنصلية الأميركية في الظهران أن تعيد القنصلية فتح أبوابها اليوم، بعدما أقفلتها خلال الأحداث. وقالت المصادر:"نحن في انتظار الإذن من واشنطن لإعادة فتح القنصلية". وكانت ضراوة الاشتباكات دفعت السفارة الاميركية في الرياض الى اعلان اغلاق موقت لقنصليتها في الظهران القريبة من الدمام، ولفترة غير محددة.