عرضت أكثر من 20 دولة ابتداء من حلفاء مثل ألمانيا واليابان، إلى دول مشاكسة مثل فنزويلا وفقيرة مثل هندوراس، مساعدة الولاياتالمتحدة على مواجهة آثار الإعصار المدمر كاترينا. وبدت الولاياتالمتحدة التي اعتادت أن تكون دولة غنية مانحة بدلاً من أن تتلقى الهبات، متحفظة في بادئ الأمر إزاء قبول مساعدات أجنبية، ولكنها قالت فيما بعد إنها ستقبل أي عروض. وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية شون ماكورماك إن"أي شيء يمكن أن يساعد في تخفيف الوضع المأسوي في المنطقة التي تأثرت بالإعصار كاترينا سيقبل". وعدد روسيا واليابان وكندا وفرنسا والهندوراس وألمانياوفنزويلا ومنظمة الولايات الأميركية وجامايكا وحلف شمال الأطلسي واستراليا وبريطانيا وهولندا وسويسرا واليابان وهنغاريا وكولومبيا وجمهورية الدومينيكان والسلفادور والمكسيك والصين وكوريا الجنوبية وإسرائيل والإمارات. وقال وزير الخارجية البريطاني جاك سترو الذي تتولى بلاده حالياً الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي:"نعلن بوضوح أن الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه عرضوا مساعدتهم على الولاياتالمتحدة وسكان المناطق التي تضررت بأي شكل كان". قوة عظمى... ذليلة! وعبرت الصحف البريطانية عن مفاجأتها إزاء الذل الذي تتعرض له قوة عظمى كالولاياتالمتحدة في سعيها لمواجهة تداعيات مرور الإعصار المدمر كاترينا. وقال الرئيس جورج بوش في وقت سابق في مقابلة تلفزيونية إن في إمكان الولاياتالمتحدة تدبير أمرها. وصرح رئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دو فيلبان بان فرنسا مستعدة"لتقديم دعمها"إلى الولاياتالمتحدة. من جهته، قال المستشار الألماني غيرهارد شرودر"نريد أن نقف بقوة إلى جانب أصدقائنا الأميركيين". وعرض رئيس الوزراء الأسترالي جون هاورد إرسال فرق إنقاذ لمساعدة السلطات الأميركية. كما عرض الرئيس المكسيكي فنسنت فوكس على بوش تقديم مساعدة من بلاده إلى الولاياتالمتحدة لمواجهة الأضرار. وتضرر نتيجة هذا الإعصار نحو مئة ألف مكسيكي يعيشون في المنطقة، بحسب مصادر رسمية مكسيكية. من جهة أخرى، عرض رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون مساعدة بلاده للسلطات الأميركية في مواجهة الكارثة. وعرضت الأممالمتحدة المساعدة في تنسيق جهود الإغاثة الدولية للولايات المتحدة. وقال الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان في بيان"مجرد حجم هذه الحال الطارئة يجعل من الممكن لنا إكمال الرد الأميركي بإمدادات من الدول الأخرى أو بالخبرة المتوافرة لدينا في عمليات الإغاثة الأخرى". وشجع منسق أعمال الإنقاذ الطارئة في الأممالمتحدة يان ايغلاند المانحين على تقديم هبات للمنظمات غير الحكومية العاملة على إنقاذ ضحايا الإعصار. وأعلنت الحكومة اليابانية أنها سترسل معونات مالية وإمدادات إغاثة إلى الولاياتالمتحدة، وستتبرع الحكومة بمبلغ 200 ألف دولار إلى لجنة الصليب الأحمر الأميركية لمساعدات الطوارئ التي تقدمها اللجنة وسترسل الإمدادات مثل خيام وأغطية ومولدات طاقة وصهاريج مياه متنقلة تقدر قيمتها بثلاثمئة ألف دولار. وقال وزير خارجية تايوان مارك شين"نتقدم نيابة عن الحكومة بتعازينا لضحايا الكارثة"، مضيفاً أن الحكومة التايوانية ستسهم بمليوني دولار أميركي لمواجهة آثار الكارثة. وأعلنت القوات المسلحة في سنغافورة أنها أرسلت ثلاث مروحيات من طراز تشينوك من مفرزتها الموجودة في منطقة غراند بريري في ولاية تكساس الأميركية للمساعدة في جهود الإنقاذ. طلب وقود من الخارج في موازاة ذلك، أفاد مصدر في الإدارة الأميركية أن بلاده طلبت من وكالة الطاقة الدولية الإفراج عن كميات من احتياطات البنزين المخصصة للطوارئ للمساعدة في تعويض النقص في إمدادات الوقود الناتج عن الإعصار. ويأتي ذلك في وقت أعلنت ناطقة باسم وزارة الصناعة البريطانية أن قرار استخدام الاحتياط النفطي الاستراتيجي من قبل الدول الأعضاء في وكالة الطاقة الدولية، سيكون قراراً جماعياً ولكنه لم يتخذ بعد. غير أن المستشار الألماني غيرهارد شرودر أعلن أن بلاده على استعداد للجوء إلى احتياطها النفطي الاستراتيجي لمساعدة الولاياتالمتحدة، في اطار عمل تتفق عليه الدول الاعضاء في الوكالة. وتوقعت مؤسسة"ريسك مانجمنت سوليوشنز"الأميركية المتخصصة في إدارة الكوارث أن تتجاوز قيمة الأضرار التي ألحقها الإعصار كاترينا مئة بليون دولار. وأوضحت الشركة أن نصف هذه الكلفة على الأقل ناجم عن الأضرار التي سببتها الفيضانات التي اجتاحت نيو اورلينز.