خادم الحرمين وولي العهد يعزيان ملك إسبانيا إثر الفيضانات التي اجتاحت جنوب شرق بلاده    موعد مباراة الأهلي القادمة بعد الخسارة أمام الاتحاد    إسعاف القصيم يرفع جاهزيته تزامنا مع الحالة المطرية    ريال مدريد يتبرع بمليون يورو لمساعدة ضحايا الفيضانات    النويصر: «طيران الرياض» يُوقِّع طلبية لشراء 60 طائرة.. والتشغيل منتصف 2025    60 مشروعًا علميًا بمعرض إبداع جازان 2025 تتنوع بين المجالات العلمية    تعليم الطائف ينهي الاختبارات العملية .. و1400مدرسة تستعد لاستقبال 200 ألف طالب وطالبة    علامة HONOR تفتح باب الحجز المسبق للحاسوب المحمول الرائع HONOR MagicBook Art 14    الجامعة العربية: دور الأونروا لا يمكن الاستغناء عنه أو استبداله إلى حين حل قضية اللاجئين وإقامة الدولة الفلسطينية    صندوق الاستثمارات العامة يوقّع مذكرات تفاهم مع خمس مؤسسات مالية يابانية رائدة    وزير الإعلام يعلن إقامة ملتقى صناع التأثير «ImpaQ» ديسمبر القادم    جمعية اتزان بجازان تختتم برنامجها التوعوي في روضة العبادلة بييش    السعودية تدين الهجوم الإرهابي الذي استهدف قاعدة عسكرية في إقليم بحيرة تشاد    البنك السعودي الأول يحقق صافي دخل 5.9 مليار ريال سعودي بعد الزكاة وضريبة الدخل للربع الثالث بنسبة زيادة قدرها 16%    فيصل بن فرحان: نسعى لتنويع الشراكات الدولية.. ومستعدون للتعامل مع أي رئيس أمريكي    وزير الداخلية السعودي ونظيره البحريني يقومان بزيارة تفقدية لجسر الملك فهد    وزير الدولة للشؤون الخارجية يلتقي رئيس وزراء كندا السابق    إطلاق حملة ( تأمينك أمانك ) للتعريف بأهمية التأمين ونشر ثقافته    أمير حائل يستقبل وزير البلديات والإسكان ويطلع على تصاميم المنطقة المركزية    أمانة القصيم تنظم حملة التبرع بالدم بالتعاون مع جمعية دمي    أمانة القصيم تكثف جهودها الميدانية في إطار استعداداتها لموسم الأمطار    شارك في الصراع 50 دولة .. منتخب التايكوندو يخطف الذهب العالمي المدرسي بالبحريني    المرشدي يقوم بزيارات تفقدية لعدد من المراكز بالسليل    أمير منطقة تبوك ونائبه يزوران الشيخ أحمد الخريصي    مدير هيئة الأمر بالمعروف في منطقة نجران يزور مدير الشرطة    رئيس الإتحاد: مباراة الأهلي مهمة في الصراع على لقب الدوري    بنزيما يُهدد بالغياب عن مواجهة الأهلي    الدكتور عبدالله الربيعة يلتقي نائب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين    أمير المدينة يكرم الفائزين بجوائز التميز السنوية بجامعة الأمير مقرن    وزير العدل يقر اللائحة التنفيذية الجديدة لنظام المحاماة    أدبي تبوك ينظم أمسية حوارية حول روًي الاختلاف مابين العقل والإبداع    رئيس وزراء باكستان يلتقى وزير الاستثمار    "سعود الطبية" تنفذ 134 ألف زيارة رعاية منزلية عبر فرق متخصصة لخدمة المرضى    وزير الاقتصاد: السعودية تقود المستقبل باستثمارات قياسية في الطاقة المتجددة والتكامل الاقتصادي    الأنمي السعودي 'أساطير في قادم الزمان 2' يُحلق في سماء طوكيو وسط احتفاء من الإعلام الياباني    رئيس جمهورية السنغال يغادر المدينة المنورة    نمو الاقتصاد السعودي بنسبة 2.8٪ خلال الربع الثالث من 2024    الأرصاد: استمرار الحالة المطرية على مناطق المملكة    هاريس تخفف آثار زلة بايدن بالدعوة لوحدة الصف    خدمات صحية وثقافية ومساعدون شخصيون للمسنين    الحركات الدقيقة للعين مفتاح تحسين الرؤية    كيف تفرّق بين الصداع النصفي والسكتة الدماغية ؟    جوّي وجوّك!    السلطة الرابعة.. كفى عبثاً    الجبلين يقصي الاتفاق من كأس الملك بثلاثية    لا تكذب ولا تتجمّل!    «الاحتراق الوظيفي».. تحديات جديدة وحلول متخصصة..!    برعاية الملك.. تكريم الفائزين بجائزة سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه    برازيلي يعض ثعبان أناكوندا لإنقاذ نفسه    جددت دعمها وتضامنها مع الوكالة.. المملكة تدين بشدة حظر الكنيست الإسرائيلي لأنشطة (الأونروا)    الأمير سلمان بن سلطان يطلع على جهود وبرامج مرور منطقة المدينة المنورة    لا إزالة لأحياء الفيصلية والربوة والرويس.. أمانة جدة تكشف ل«عكاظ» حقيقة إزالة العقارات    إعلاميون يطمئنون على كلكتاوي    آل باعبدالله وآل باجعفر يحتفلون بعقد قران أنس    أحمد الغامدي يشكر محمد جلال    مهرجان البحر الأحمر يكشف عن قائمة أفلام الدورة الرابعة    عندما تبتسم الجروح    السفير حفظي: المملكة تعزز التسامح والاعتدال عالميًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"لن نسمح بحرب أهلية فلسطينية ... ونلتزم نتائج التحقيق في اغتيال الحريري بعد الاقتناع بها" . أبو الغيط ل"الحياة" : لن نساهم في مساعي عزل أي دولة عربية ... وندافع عن عروبة العراق
نشر في الحياة يوم 21 - 09 - 2005

رفض وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط اتهام مصر بأنها حلت مكان اسرائيل"في خنق الفلسطينيين", مؤكداً ان القاهرة لم توافق على اغلاق معبر رفح وانها اتفقت مع الجانب الاسرائيلي على وجود مصري أكثر تأثيراً على خط الحدود من أجل"تشجيع اسرائيل على الخروج الكامل"من قطاع غزة. وشدد في حديث الى"الحياة"على عدم السماح بوقوع حرب أهلية فلسطينية, وعلى انه يجب ان تكون هناك سلطة واحدة على الارض الفلسطينية.
ونفى أبو الغيط من جهة أخرى ان يكون الوضع في العراق بات تحت سيطرة ايران مؤكداً ان العراق"دولة عربية وسيكون دولة عربية في اطار الجامعة العربية وسندافع عن عروبته". وحول تركيز واشنطن على ما يسمى بعزل سورية شدد على ان"مصر لا يمكن ان تساهم في أي مساع لعزل أي دولة عربية". وقال ان بلاده ستعترف بنتائج التحقيق الدولي في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري"اذا ثبتت صدقيته وبعد قراءته بإمعان ودرسه بدقة والاقتناع بأنه يعكس الحقائق". وفي ما يأتي نص الحديث:
هناك غضب من قبل بعض الفلسطينيين على ما يسمى"الصفقة"بين مصر وإسرائيل بإغلاق معبر رفح. بعضهم يعتقد بأنكم اخذتم مكان اسرائيل في خنق الفلسطينيين. لماذا وافقتم على إغلاق معبر رفح؟
- لم نوافق على إغلاق معبر رفح. أردنا أن نشجع اسرائيل على الخروج الكامل من القطاع وإخلاء منطقة ممر صلاح الدين وعدم إتاحة الفرصة لأي وجود عسكري اسرائيلي داخل ارض القطاع على الحدود المصرية - الفلسطينية. اتفقنا مع الجانب الإسرائيلي على وجود مصري اكثر تأثيراً وقوة على خط الحدود داخل الأرض المصرية، وفي الوقت نفسه، هناك مشاورات ومفاوضات وتفاهمات اسرائيلية - فلسطينية تتعلق بنقطتين اساسيتين: مرور الأفراد، ومرور البضائع. في ما يتعلق بمرور الأفراد، فإن مصر تمسكت وتتمسك بالإبقاء على معبر رفح كنقطة مرور للأفراد في الاتجاهين المصري - الفلسطيني. ولكن، حقيقة الأمر، ان اسرائيل دمرت نقطة الجمارك ونقطة التفتيش على الجانب الفلسطيني وداخل الأرض الفلسطينية في شكل ادى الى عدم وجود نقطة في مقابل النقطة المصرية. مصر تتحدث مع الفلسطينيين لإعادة بناء هذه النقطة وبمشاركة مصرية مباشرة...
ثانياً، سيستخدم المعبر الإسرائيلي في منطقة شالوم كرم شالوم شهوراً عدة لحين اعادة بناء المعبر المصري - الفلسطيني، وفور اتمام هذا المعبر، أثق في ان الفلسطينيين والمصريين سيستخدمون العبور للأفراد. البضائع ستبقى في اطار اكبر طبقاً لما سيتفق عليه الفلسطينيون والإسرائيليون. المسألة هي فلسطينية- اسرائيلية وكيف نُطمئن اسرائيل لكي تتخلى عن كامل سيطرتها على الأرض؟ لا يجب ان يفوتنا ان هناك حديثاً يتطلب فتح المعابر الى الضفة الغربية وغزة. لا يجب ان ننسى ان هناك حاجة لفتح المطار وهذا يتم ايضاً بمشاركة او برضا اسرائيلي.
لماذا لم تتأكدوا من هذه الأمور قبل مد يد العون لإسرائيل؟
- لم نقدم يد العون، نحن خلصنا القطاع من اسرائيل.
يصفكم بعضهم بأنكم"شاهد زور"على انسحاب اسرائيلي من غزة، اذ ان غزة ما زالت تحت الحصار.
- هذا البعض ظالم. مصر، بمشاركة نشطة، ساعدت الشعب الفلسطيني على الخلاص من احتلال ومن سجن كبير, وهناك تطورات مقبلة ستقود نهائياً الى التوصل الى تسويات حول النقاط الأربع او الخمس المعلّقة: المطار، الميناء، المعابر ونقاط النفاذ بين مصر وفلسطين... هؤلاء الذين يقولون لماذا قمتم بذلك، ارد عليهم بالقول: لقد ساعدنا على تخليص ارض فلسطينية من عبء احتلال اسرائيلي، وهناك مراحل اخرى تقوم اساساً في العلاقة الفلسطينية - الإسرائيلية ولا دخل لمصر فيها.
هذه النقاط التي ذكرتها، كم ستستغرق من الوقت؟
- آمل ألا تتجاوز اسابيع قليلة وبحد اقصى شهور قليلة.
تعني ان قطاع غزة سيكون فعلاً خرج من الحصار في تلك الفترة الزمنية؟
- اذا ما تمكن الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي من تنظيم هذه العلاقة بينهما في ما يتعلق بالبضائع، وبالنسبة الى المعابر الى الضفة الغربية، كما بالنسبة الى اعادة بناء الميناء والمطار، فالمؤكد ان هذا سيتم. لكن الكثير ايضاً لا يتوقف فقط على النيات الطيبة، اذا كانت موجودة من قِبَل اسرائيل. الكثير سيتوقف على كيف يتعامل الفلسطينيون مع مشاكل القطاع، ومع سيطرتهم على القطاع، ومع تأمين كل اوضاع القطاع في شكل يؤدي الى عدم حدوث فوضى.
تقصد انك توافق مع الطرف الإسرائيلي عندما يقول ان الكرة الآن في الساحة الفلسطينية وأن الأمر يعتمد على نجاح السلطة الفلسطينية في الامتحان؟
- هذا احد عناصر الموقف وليس كله. اسرائيل عليها التزامات والمجتمع الدولي سيدفع في اتجاه تسوية هذه المسائل المعلقة. لكن لا يجب ان يفوتنا اطلاقاً ان هناك متطلبات مطروحة والمجتمع الدولي مصمم عليها في ما يتعلق بالفلسطينيين.
هناك استعجال وهرولة هذه الأيام نحو"مكافأة"أرييل شارون على الانسحاب من غزة حتى من دون الالتزام الواضح بأن يكون هناك انسحاب حقيقي من الضفة الغربية وبناء الدولة الفلسطينية القابلة للحياة.
- هذه نقطة لم تفت وزراء الخارجية العرب عندما اجتمعوا في القاهرة في اطار اجتماعات جامعة الدول العربية، وتحدث الكثير من الوزراء عن هذه النقطة تحديداً، وقالوا ان الدول العربية عليها مسؤولية ان تشرح للمجتمع الدولي وللقوى الدولية وللدول الإسلامية ايضاً ان هناك حاجة للتعبير ربما عن التشجيع لإسرائيل وعن الرضا لهذه الخطوة. لكن ايضاً مع التأكيد على ان هذه الخطوات ما زالت ناقصة وأن الأمر يحتاج للمزيد من الإجراءات الإسرائيلية لكي تستكمل الانسحاب من غزة، وأن نتحرك في اطار الضفة الغربية وخريطة الطريق. ما نشرحه دائماً في اتصالاتنا لكافة المسؤولين الدوليين ان توقف التسوية عند غزة لن يكون لمصلحة هذه التسوية ومستقبلها.
لكنكم فاوضتم وشاركتم وكنتم طرفاً رئيساً في تسهيل الانسحاب الإسرائيلي من غزة. لماذا لم تطالبوا حقاً بما يؤكد للفلسطينيين ان هذه ليست نهاية المسيرة وأن الانسحابات الإسرائيلية لن تتوقف عند غزة؟
- مصر لم تتفاوض بهذا الشكل، هناك مفهوم خاطئ لأن مصر كانت معنية بالعمل في اتجاه تحرير غزة.
تقصد ان دوركم امني فقط؟
- لا. العملية لها اكثر من بُعد. هناك بعدٌ أمني، وفي هذا مصر ساعدت الفلسطينيين والجانب الاسرائيلي على الوصول الى اخلاء ممر صلاح الدين. أي نقاط الحدود المصرية - الفلسطينية، وتساعد الفلسطينيين على رفع قدراتهم شأنها في ذلك شأن بقية الاطراف الدولية سواء الولايات المتحدة أو الاتحاد الاوروبي أو روسيا أو غيرها من قوى مؤثرة لرفع القدرات الفلسطينية أمنياً. كما نتعامل مع الملف في اطاره الاقتصادي عن طريق، أولاً، تشجيع بول ولفنسون على المضي في إعادة تأهيل الاقتصاد الفلسطيني وتحقيق استرخاء للفلسطينيين بما يؤدي الى حالة من الرواج والتنشيط الاقتصادي. وعلى المستوى الثنائي نعمل على إعداد حركة مصرية -فلسطينية تجارية اقتصادية تنموية كبيرة ستشهدها الفترة المقبلة في اتصالات مصرية فلسطينية عالية المستوى. يبقى في النهاية الشق السياسي وهذا نتعامل فيه نحن، كما يتعامل فيه الرباعي الدولي، واطراف كثيرة دولية اخرى, ونؤكد ان الامر لا يتوقف عند غزة.
لدى اسرائيل رؤية واضحة وهي أنها تريد من الفلسطينيين تدمير البنية التحتية للفصائل الفلسطينية، تحت ذريعة تدمير الارهاب، ولكن ليس هناك وضوح رؤية لقيام دولة فلسطينية فاعلة وقادرة وقابلة للحياة.
هل لديكم رؤية واضحة مع برامج زمنية لما ما بعد الانسحاب من غزة؟ وهل توافق على ضرورة تدمير البنية التحتية كشرط مسبق للمضي الى ما بعد الانسحاب من غزة؟
- لا يجب السماح بوقوع حرب أهلية فلسطينية. هذا أمر نرفضه ويرفضه المجتمع الدولي ويرفضه الفلسطينيون. هذه أولوية. النقطة الاخرى، هي انه يجب ان تكون هناك سلطة واحدة على الارض الفلسطينية المحررة، بمعنى أن لا يكون هناك حمل سلاح بأسلوب شارد. حمل السلاح في المناطق الفلسطينية المحررة هو فقط للسلطة الفلسطينية، بمن فيها من رجالات وسياسيين. هذه نقطة ثانية، لكن بيت القصيد هو التسوية السياسية. أتصور ان عام 2005 يجب ان يشهد الخلاص الكامل لغزة من كافة تأثيرات اسرائيل. يجب ان يتاح للفلسطينيين الخروج من هذا السجن الكبير عن طريق استخدام الميناء والمطار والمعابر وصولاً للضفة الغربية والتجارة الفلسطينية واتاحة فرصة الانتقال للمواطن الفلسطيني عبر الحدود المصرية أو الى المجتمع الدولي والخارجي عبر المطار أو الميناء. هذه عناصر آمل ان نستطيع استكمالها خلال شهور قليلة. آمل ايضاً ان نتحرك بالتوازي مع هذه المسائل في اتجاه تحقيق استرخاء في الضفة الغربية والبدء بمجموعة من الاجراءات تقودنا على سبيل المثال الى انسحابات اسرائيلية الى خطوط 28 أيلول سبتمبر عام 2000. هذا كله يمكن تحقيقه في النصف الاول من عام 2006. ويبقى الطرح المصري القاضي بالدعوة الى التحرك بما نسميه المسار الموازي، أو المسار الثاني عبر مشاورات دولية - فلسطينية - اسرائيلية بطريقة غير علنية وغير رسمية من خلال مسؤولين يعملون على تصور الشكل النهائي للتسوية والشكل النهائي لبزوغ الدولة الفلسطينية. وهذا ربما تدعمه الانتخابات الفلسطينية في 17 كانون الثاني يناير. ونأمل ألا يؤدي الوضع الداخلي في اسرائيل الى شلل في القرار الاسرائيلي في هذا الصدد.
هل ما زالت هناك محاولات مصرية للعمل مع الفصائل الفلسطينية وما بين هذه الفصائل والسلطة الفلسطينية؟
- الجهد المصري يستمر في هذا الاتجاه وفي هذا الشأن لأن المطلوب تحقيق تواؤم داخلي فلسطيني ووقف أي نزاعات تؤدي الى اضعاف الفلسطينيين. هذا جهد مصري مستمر ودائم, وهناك فريق مصري يعمل على مدى أربع وعشرين ساعة في غزة.
هل الفصائل، الصغير منها والكبير ك"حماس"أو غيرها، مستعدة أن تعطي سلاحها للسلطة الفلسطينية؟
- ربما ليس في المرحلة الاولى. قد يكون المطروح في هذه المرحلة ان يوضع هذا السلاح في اماكن امينة ومعروفة.
من يشرف عليها؟
- هذا أمر يحدده الفلسطينيون في ما بينهم.
ماذا تعني أمينة ومعروفة؟
- بمعنى ان لا يبقى افراد في الشوارع وفي المدن الفلسطينية يحملون السلاح وينازعون السلطة كما شاهدنا في فترة قريبة ماضية. يجب ان تقرر الفصائل نفسها كما حدث في ايرلندا الشمالية عندما قرر الجيش الجمهوري الايرلندي ان يضع السلاح جانباً وفلسفته هي ان هذا السلاح لن يستخدم لكنه تحت سيطرتنا. مع بزوغ التسوية النهائية والتوافق الفلسطيني او على الاقل مع نتائج الانتخابات الفلسطينية المقبلة ستتجه هذه المسألة الى الحسم.
اسرائيل تتدخل عملياً في هذه الانتخابات.
- يجب عدم السماح بذلك. طرحنا الموضوع مع وزراء الخارجية الاوروبيين خلال الايام القليلة الماضية وعبروا عن عميق القلق من هذه الاطروحات الاسرائيلية.
أية أطروحات تعني؟
- انه لن يسمح لرجالات"حماس"بالتنافس في الانتخابات.
ماذا ستفعلون ازاء ذلك؟
- تقديري ان على المجتمع الدولي والدول العربية ان تبحثه بجدية وتتصدى له آخذاً في الاعتبار ان الضفة الغربية ما زالت تحت الاحتلال الاسرائيلي.
لكن"حماس"من وجهة النظر الاميركية، والاوروبية ربما، منظمة ارهابية. كيف يمكن التوقع من المجتمع الدولي ان يتصدى للطروحات في شأن"حماس"؟
- من هنا فإننا نقول لهم دعوا هذه المنظمة تتعامل مع الوضع السياسي على الأرض بما يؤدي الى تطورها للمشاركة في عملية سياسية كاملة وبما يعدل أو يغير من طبيعتها.
وبماذا يأتي الرد الاميركي أو الأوروبي؟
- الرد الأوروبي متفهم تماماً لهذه الاطروحة... ولديهم قلق.
ماذا ستقترحون لحل هذه المشكلة المترابطة الى حد كبير بين سلاح"حماس"ومشاركتها في الانتخابات واعتبارها منظمة ارهابية من قبل الأميركيين؟
- سيحتاج هذا الامر الى الكثير من التدبر والتدقيق وأعتقد ان لدينا وقتاً متاحاً...
ما هي رؤيتكم للأمر؟
- رؤيتنا انه لا يجب السماح لاسرائيل باختيار من يمثل الفلسطينيين...
كيف تفعلون ذلك؟
- هذه هي الضمانات التي سنسعى للحصول عليها في اطار توافق دولي ضاغط على اسرائيل.
دعوتم الى قمة استثنائية، متى ستعقد؟
- مسألة القمة الاستثنائية طرحت في المؤتمر الوزاري في القاهرة وتم المطالبة بها في تموز يوليو نظراً الى التطورات التي وقعت وفي مقدمها اتمام الانسحاب الاسرائيلي وتدهور الوضع العراقي... تدهور الوضع العراقي ادى الى اتفاق الوزراء العرب على تشكيل لجنة وزارية للبحث في علاقة استراتيجية بين العراق ودول الجوار ومصر للبحث في ما يمكن للدول العربية المساهمة به لتحقيق قدر من الاستقرار للعراق والسعي لوضع فلسفة وخطة طريق واضحة لتخليص العراق من هذا الوضع.
أي وضع؟ هل تقصد وقوعه في حضن ايران؟
- الوضع المحيط بالعراق، لن أزيد عن ذلك. الوضع المأسوي الذي يتعرض له الشعب العراقي. من هنا ارتؤي تأجيل النظر في موعد القمة الاستثنائية لحين انتهاء الدول العربية على المستوى الوزاري من اتمام هذه الدراسة وهذه الخطوات.
تتحدث بسلبية عن الوضع في العراق. أتقصد ان العراق في وضع أسوأ مما كان عليه قبل الغزو أو التحرير؟
- الوضع العراقي فيه عناصر تستثير الازعاج: عمليات قتل مستمرة للعراقيين وتهديد بحرب اهلية بين السُنة والشيعة وأي تهديد بتفجير الكيان العراقي يزعج أي عربي حقيقي. لا أقيم مقارنة بين الوضع الحالي والوضع السابق لأن المقارنة غير موجودة. كان هناك نظام مرفوض دولياً ومرفوض ربما داخلياً واليوم هناك وضع مأسوي يحتاج لتحقيق قدر من الاستقرار، وللم شمل العراقيين، ولتأمين العراق في اطار وحدة الوطن العراقي، وكلها عناصر ضاغطة على الوضع العربي. من هنا كان تشكيل هذه اللجنة.
مصر غائبة عن قضايا وملفات عدة في المنطقة العربية ومنطقة الشرق الاوسط, فيما ايران تحتل موقع القيادة سيما في العراق. هل ترى انه فات الأوان على استعادة مصر للدور المهم في العراق؟ وهل توافق على ان ايران هي الطرف الاقليمي الذي يدير الدفة داخل هذا البلد؟
- مصر لديها تأثيرها في كل الشؤون الاقليمية سواء في القضية الفلسطينية او في المسألة السودانية. مصر تلتقي بالاخوة في سورية ولبنان دورياً وشاركت أول من أمس في المؤتمر الدولي - العربي لدعم لبنان في نيويورك. وفي الملف العراقي، فان مصر أحد الاطراف المشاركة في جهد دول الجوار.
وحقيقة الامر ان الوضع العراقي يتجاوز كثيراً كل الاطراف… يبقى الوضع الايراني الذي يتمثل في وجود ايران بإطلالتها على العراق، ووجود جماعات في العراق ترى ان ايران وشكل النظام فيها يتناسبان مع مفاهيمها الايديولوجية. ولكن لا نستطيع ان نقول ان ايران حققت سيطرة على العراق. العراق دولة عربية وسيكون دولة عربية في اطار الجامعة العربية وسندافع عن عروبة العراق وهذا مطلب رئيسي للدول العربية.
هل صحيح ان مصر تلعب دوراً للتوصل الى التفاهم بين سورية واسرائيل لاستئناف المفاوضات؟
- كانت لنا محاولة منذ شهور عدة على الطرح السوري بالاستعداد للمفاوضات من النقطة التي تم التوصل اليها عام 1999 او عام 2000. الجانب الاسرائيلي لم يتجاوب. وبالتالي توقفت هذه الجهود وتوقفت سورية حتى عن الحديث عن هذا الامر.
هل صحيح ان مصر أقنعت الرئيس بشار الاسد بعدم المجيء الى نيويورك؟
- لم نتطرق الى هذا الامر اطلاقاً، وقرار الرئيس بشار في هذا الصدد انطلق من رؤيته وتحليله الشخصي.
يوجد تركيز اميركي على ما يسمى بعزل سورية هل أنتم...
- مصر لا يمكن ان تساهم في أي مساع لعزل أي دولة عربية.
تردد في الوسائل الاعلامية ان سورية تريد"مرجعية"عربية وليس دولية في موضوع التحقيق في اغتيال الرئيس رفيق الحريري. ما رأيكم بذلك؟
- يجب أولاً ان نطلع على تقرير المحقق الدولي وبعد ذلك نتابع الامر وكيف سيتعامل المجتمع الدولي وكيف ايضاً ستتعامل سورية وكيف سيتعامل الاخوة في لبنان.
هل مصر على استعداد لدعم استنتاجات التحقيق الدولي المستقل او انك تلمح الآن الى انك تريد فتح الملف ما بعد الاستنتاجات... هل هذا ما تريد ان تقوله؟
- اطلاقاً، اقول ان علينا ان نرى كيف سيتجاوب الاخوة في لبنان والاخوة في سورية. وأيضاً مجلس الامن والمجتمع الدولي. هذه اصبحت قضية دولية يوم طُرح هذا الامر على مجلس الامن وشكل المجلس هذا الفريق.
هل مصر على استعداد لدعم استنتاجات تحقيق ديتليف ميليس، اذا توصل الى استنتاجات تثبت تورط اطراف او افراد او دول باغتيال الرئيس رفيق الحريري أياً كانت هذه الاطراف ومهما كانت هويتها؟
- ماذا تقصدين؟
اقصد هل ان مصر على استعداد لدعم استنتاجات تحقيق ديتليف ميليس بغض النظر عمن اكتشف تورطه في هذه العملية؟
- هذا تحقيق دولي، اذا ثبتت صدقيته فان الاطراف الدولية كافة يجب ان تعترف به.
ماذا تعني اذا ثبت صدقيته؟ هل تشكك في صدقية التحقيق؟
- إطلاقاً... إطلاقاً... ولكن كيف سيصلون الى نتائج؟ ماذا قاموا به؟ هذا سيكون تقريرا كبيرا وهناك عشرات من المحققين. طبيعة الامور ان أي تحقيق دولي سيقرأ بإمعان وسندرسه بدقة ثم نتوصل الى قناعتنا واذا ما توصلنا الى قناعة بأن هذا التقرير يعكس الحقائق فسنلتزم به لا شك.
كيف لك ان تتأكد من انه يعكس الحقائق او لا يعكس الحقائق طالما ان هذا التحقيق دولي؟ ماذا لديك كمصر بأن تتحدى او توافق؟
- لا اتحدى. انت التي تسألين: هل ستوافق او لا توافق. طبيعة الامور انني قبل ان اقول سأوافق او لا اوافق ان ادرس نتائج التحقيق. التحقيق سيكون في عشرات ان لم يكن مئات الصفحات. يجب ان تُدرس المسائل بدقة ولا يترك الامر لمجرد نعم او لا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.