ذكر مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية ان الرئيس اميل لحود الموجود في نيويورك أشرف خلال اجتماع عقد بعد ظهر أمس مع الوفد اللبناني المرافق على الأفكار والمقترحات التي سيقدمها الوفد خلال اجتماعات القمة العالمية التي تعقد اليوم في الأممالمتحدة، اضافة الى المواضيع التي سيصار الى بحثها مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان الذي سيلتقيه في التاسعة والنصف صباح الجمعة المقبل في مكتبه. وذكرت مصادر الوفد اللبناني ان لحود سيبحث مع أنان في مواضيع تتعلق بالوضع في لبنان خصوصاً والوضع العام في منطقة الشرق الأوسط والتطورات الاخيرة على الساحتين الاقليمية والعالمية، وسيتركز البحث على الموقف اللبناني من القرار 1559 والتحرك الذي تنوي الحكومة اللبنانية القيام به لتفعيل الحوار بين اللبنانيين حول تطبيق هذا القرار نظراً الى الاوضاع الخاصة التي يتميز بها لبنان والنظرة اللبنانية الداخلية حول تطبيقه. وأضافت المصادر ان البحث سيتناول ايضاً المراحل التي قطعها التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري في ضوء المعطيات التي توافرت لدى رئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي ديتليف ميليس وفي ضوء التزام الحكومة اللبنانية معرفة هوية مرتكبي هذه الجريمة ومنفذيها والمخططين لها. وقالت المصادر:"ان لحود سيؤكد لأنان ان الدولة اللبنانية ستنزل اشد العقوبات بحق من يقرر القضاء ادانتهم". وأشارت الى ان لحود سيثير مع أنان عمل القوات الدولية في جنوبلبنان بعد قرار مجلس الأمن التمديد لها ستة أشهر اضافية والرغبة التي أبدتها الاممالمتحدة في تفعيل التعاون بين القوى الأمنية اللبنانية والقوات الدولية وهو التحرك الذي بدأه ممثل أنان في جنوبلبنان غير بيدرسون الذي قام بجولة شملت عدداً من المسؤولين اللبنانيين لهذه الغاية. كما سيبحث لحود مع أنان العلاقات بين لبنان والمنظمات الدولية التي تعمل على الساحة اللبنانية، لا سيما تلك التي تعنى بالشؤون الاقتصادية والانمائية وسيتمنى استمرار هذا الدعم وفق آلية جديدة من التعاون بين الجانبين. ولم يحل سفر لحود إلى نيويورك دون استمرار مسلسل السجالات والانتقادات الموجهة اليه. ورد النائب وليد عيدو في تصريح أمس، على رد رئيس الجمهورية عليه من نيويورك سائلاً الصحافيين المرافقين له:"هل تصدقون أن عيدو عندما كان قاضياً كان يتقاضى رشى وقدم استقالته كي لا يتم طرده من القضاء؟". وقال عيدو في تصريح أمس:"لم استغرب أن يتحدث رئيس الجمهورية عني بمثل ما تحدث وان يحاضر بالفضيلة من هو غارق في بحور كوبونات النفط والشركات والأموال العامة"، مضيفاً انه ليس في حاجة إلى الدفاع عن نفسه في"مواجهة من أسقطه الشعب اللبناني وصنفه في عداد من يجب أن يرحل مع نظام الوصاية والفساد". وذكر عيدو بملف مهيب عيتاني، معتبراً انه"أحد ملفات عدالة ونظافة كف اميل لحود من الذين أرسلهم إلى السجون لكي تظهر براءتهم جميعاً لاحقاً من كل ما اسند إليهم". وأضاف:"كان شرفاً لي ألا انصاع لأوامر القصر وان اتخذ قراراً بإخلاء سبيل مهيب عيتاني الذي قبع في سجن اميل لحود ستة اشهر كاملة وهو بريء كما أثبتت محاكمته لاحقاً، وكان قرار إخلاء السبيل بمثابة الصاعقة عند رئيس الجمهورية الذي سهر الليل يهدد ويتوعد وكانت استقالتي تحدياً له ولنظامه القضائي الأمني المشترك". واختتم عيدو:"فخامة الرئيس لقد طالبتك بالسفر إلى نيويورك حتى لا تحرمنا صندوق الفرجة، وأقول لك اليوم لا ترحل حتى لا تحرمنا ما هو اكثر". وكان لحود أوضح في دردشة مع الصحافيين على متن الطائرة أول من أمس انه ليس"راغباً في مواجهة كل دول العالم، ولكنني آت إلى نيويورك ورأسي مرفوع، وأتحدى الجميع في أن يمسكوا علي قضية، أنا افتخر بأن لا نقطة دم على يدي ولا قرش حرام". وعلق على زيارة النائب سعد الحريري إلى نيويورك، بالقول:"قيل لي أن ثمة من يريد أن يذهب أيضاً إلى الأممالمتحدة وهو يحتاج إلى إذن للدخول إلى المنظمة الدولية، فقلت على الفور أهلاً وسهلاً بكل من يأتي من لبنان. أنا لا اعرف إذا كانت الزيارة موجهة ضدي أم لا، ما يهمني أن يكون الهدف من هذه الزيارة مصلحة لبنان وليس نشر غسيلنا في الخارج". وانتقد لحود ما أثير ضده على اثر توقيف القادة الأمنيين الأربعة، موضحا انه"عندما تنتهي لجنة التحقيق من عملها وتصدر الأحكام في المحكمة بقرار ظني، نقول كلمتنا ولتعلق المشانق عندئذ". وتطرق لحود إلى بعض ما قيل عن أولاده، وخصوصاً نجله اميل من مسألة الهاتف في قطر، إلى كوبونات النفط إلى"بنك المدينة"، موضحاً انه "تبين بعد التدقيق أنها روايات عارية من الصحة وهدفها الإساءة إلى سمعة رئيس الجمهورية الذي رفض تقاضي أي هبة أو مساعدة مالية من أي كان". وأكد لحود انه على اتصال دائم مع الرئيس السوري بشار الأسد الذي"لم أتطرق معه أبداً إلى موضوع التحقيق الجاري في جريمة اغتيال الرئيس الحريري". صلوخ: متمسكون بالمنظمة الدولية أكد وزير الخارجية فوزي صلوخ من نيويورك،"ان لبنان متمسك بمنظمة الأممالمتحدة، وبالمقاصد النبيلة التي يتضمنها ميثاقها، الذي شارك لبنان في صياغته كونه عضواً مؤسساً". وقال:"ان لبنان يشارك في الدورة الستين للجمعية العامة للامم المتحدة، وفي القمة العالمية التي تسبقها ليؤكد الاهمية التي يوليها للمجهود الدولي في معالجة القضايا التي تهم امن الشعوب واستقرارها ورفاهيتها". وأوضح ان لبنان سيؤكد في القمة العالمية دعمه للأهداف التي تطرحها ولا سيما مكافحة الفقر والجوع والاوبئة، وأنه حقق تقدماً في برامج قمة الألفية". ومثل صلوخ امس، رئيس الجمهورية اميل لحود في الاجتماع الذي دعت اليه وزيرة الخارجية الأميركية السابقة مادلين اولبرايت للمنظمة غير الحكومية التي ترأسها، والتي تعنى بمكافحة الفقر والجوع والمرض. كما مثله في العشاء الذي دعا اليه رئيس جمهورية الغابون عمر بانغو لرؤساء الوفود المشاركة.