بعد غد الأحد يبدأ مهرجان دبي السينمائي الدولي فعاليات دورته الثانية وسط حشد من الضيوف والنجوم والمتفرجين بالتأكيد. وفي الوقت الذي يعتبر بعضهم أن هذا المهرجان ليس اكثر من مهرجان نجوم، تأتي هذه الدورة الثانية منه لتؤكد حرص القيمين عليه لتغيير هذه النظرة. فالمهرجان الذي تميز السنة الماضية بموازنته الضخمة وجميع أنواع البهرجة، يبدو اليوم اكثر اتجاهاً لترسيخ نفسه واحداً من المهرجانات الدولية السينمائية التي يحسب لها ألف حساب. السينما العربية موجودة هذه المرة بقوة. وكذلك إنتاجات السينما الاجنبية، وايضاً النجوم حاضرون. ومن هؤلاء، خصوصاً، الممثل الاميركي مورغان فريمان والممثل المصري عادل إمام والمخرج الهندي يان تشوبرا. ثلاثة نجوم"في دائرة الضوء"، يكرّمهم المهرجان على"ما قدموه من أعمال وإسهامات في قطاع السينما". وتعرض لهم في سياق الدورة أفلام حملت توقيعهم او شاركوا فيها. إذاً للمرة الثانية على التوالي يشارك أحد أبرز ممثلي"مليون دولار بايبي"في هذا المهرجان الذي سيفسح المجال أمام الجمهور لمشاهدة اثنين من اجمل افلامه، هما الفيلم الكوميدي"سائق الآنسة دايزي"، والفيلم الدرامي"التوبة داخل سجن شوشانك"، عن رواية ستيفن كينغ المشهورة. أما عادل إمام ملك الكوميديا المصرية وأكثر النجوم العرب شعبية، فيعرض له فيلمان أيضاً هما"السفارة في العمارة"و"الإرهاب والكباب". وبدوره يقدم ياش تشوبرا الملقب بپ"عراب السينما الهندية"اثنين من أبرز أعماله في هذا المهرجان، الاول هو"لحظات"وكان حقق نجاحاً كبيراً في شباك التذاكر، والثاني فيلم درامي أطلق اخيراً بعنوان"فير وزاره". وكما يبدو من حركة شراء التذاكر، تحظى الدورة الثانية من المهرجان بإقبال الجمهور، إذ شهدت الأيام القليلة التي تلت فتح شبابيك التذاكر دخول اكثر من 10 أفلام في مرحلة"مفتوح موقتاً"، كما يفيد مدير شبابيك التذاكر دان باتكوفيتش، مؤكداً أن جميع التذاكر المسبقة للعروض الرئيسية الستة في المهرجان قد بيعت، وتشمل العرض الافتتاحي لفيلم"الجنة الآن""وفيلم"الطفل"الحائز جائزة مهرجان"كان""والفيلم الدرامي"ماء"، وهو إنتاج مشترك هندي- كندي"وفيلم التشويق المعاصر"إديسون""والفيلم الجنوب أفريقي"كارمن في إيخايلتشا"، الحائز جوائز عدة منها جائزة الدب الذهبي لمهرجان برلين في العام الفائت"وفيلم"عيد ميلاد سعيد"، الذي يختتم الدورة الثانية من المهرجان. تذاكر وتظاهرات وبالنسبة لشراء التذاكر تقدم الفيلم الدرامي المثير للجدل"ماء"، الذي أخرجته ديبا ميهتا ويتناول معاناة النساء الأرامل في الهند، قائمة العروض السينمائية المفتوحة موقتاً، حيث تم بيع جميع تذاكره المسبقة خلال 6 ساعات فقط من افتتاح شبابيك التذاكر. ويبدو أن هذا يعود الى ازدحام دولة الإمارات بالعمال الهنود والآسيويين من الذين يشكل ارتياد السينما زادهم اليومي، في حين انضم الفيلم التالي إلى القائمة خلال 36 ساعة من بدء بيع تذاكره. ومن الواضح حتى الآن أن المهرجان يتوزع على مجموعة كبيرة من التظاهرات التي قد تلفت الأنظار منها بشكل جدي،"الليالي العربية"و"سينما شبه القارة الهندية"و"السينما العالمية المعاصرة"و"الأفلام الوثائقية"و"عملية جسور التواصل الثقافي"، والأفلام العربية القصيرة... وقد استحدث المهرجان في دورته الحالية برنامجين جديدين هما:"مواهب في دبي"وپ"مخرجون شبان من الإمارات"وذلك بهدف منح أصحاب المواهب الشابة التي لم تنل حظاً وافياً من التواصل مع الجماهير - سواء داخل دولة الإمارات، أو في مختلف أنحاء المنطقة - مساحة جديدة يمكنهم من خلالها إطلاع العالم على إبداعاتهم السينمائية. كما استحدث المهرجان هذا العام ثلاثة برامج عالمية جديدة هي:"المقهى الأوروبي"وپ"إطلالات على آسيا"وپ"على شرف أفريقيا"، وهي"برامج تعكس في جوهرها طبيعة المجتمع في دبي بتنوعه الثقافي الرائع والثري بروافده المختلفة، وتسهم في تقديم نوعية جديدة من الأفلام التي لم يعتد الجمهور مشاهدتها في دور العرض".