تحدث رجلان في أحد السجون اليمنية إلى منظمة العفو الدولية عن كيفية احتجازهما في معتقل سري في زنزانة انفرادية لفترة تزيد على سنة ونصف السنة, لم يشاهدا خلالها ضوء النهار, وكيف كانا معظم الوقت مكبلين بالأصفاد والأغلال, من دون أن يُسمح لهما بالاتصال بعائلتيهما أو محامييهما أو بالمنظمات الإنسانية. بل إنهما لم يكن لديهما أدنى فكرة عن البلد الذي كانا محتجزين فيه. وأبلغ المعتقلان صلاح ناصر سالم علي ومحمد فرج أحمد بشميله, وهما صديقان يمنيان كانا يعيشان في إندونيسيا, منظمة العفو أنهما كانا محتجزين في مكانين منفصلين. وجاء في تقرير للمنظمة نشر امس, أن الرجلين قالا إنهما تعرضا للتعذيب وسجنا تحت الأرض في ظل حراسة أميركية من دون توجيه تهمة إليهما. وفي أيار مايو 2005, نُقلا إلى اليمن. وقالت شارون كريتوف, الباحثة في قسم أميركا الشمالية في منظمة العفو والتي أجرت مقابلة مع الرجلين في أحد سجون اليمن:"نخشى أن يكون ما سمعناه من هذين الرجلين ليس إلا جزءاً صغيراً من الصورة الأوسع لمراكز الاعتقال الاميركية السرية حول العالم", معتبرة انه"يتعين على السلطات الأميركية أن تكشف عن هوية كل الأشخاص المحتجزين سراً وعن أماكن احتجازهم, وأن تفتح هذه الأماكن أمام التدقيق الدولي". ودعت كريتوف السلطات اليمنية الى اطلاق الرجلين فوراً, ما لم توجه إليهما تهمة ارتكاب جريمة جنائية معترف بها.