أثار الرئيس الكازاخستاني نور سلطان نزاربايف جدلاً واسعاً عندما اعلن امام مؤتمر علمي عقد في العاصمة الكازاخية استانة امس، ان الحريات الديموقراطية والسياسية غير ممكنة في الدول الفقيرة. وفاجأ نزاربايف مستمعيه عندما قال ان التجربة العالمية اثبتت من دون شك"انه لا يمكن بناء ديموقراطية أو حريات سياسية في الدول الفقيرة". وعقد نازاربايف الذي يستعد لخوض انتخابات رئاسية لولاية ثالثة، مقارنة بين اوضاع كازاخستان الحالية ووضعها عند انهيار الاتحاد السوفياتي، مشيراً الى ان الاصلاحات الجارية وضعت البلاد على لائحة الدول ذات الاقتصاد الاكثر ديناميكية في العالم. وتشكو المعارضة الكازاخية من"تحكم سلطة الفرد"وتتهم نازاربايف بالتضييق على الحريات. وكان مراقبون توقعوا ان تتحول الانتخابات الرئاسية التي تجرى نهاية هذا العام، الى نقطة انطلاق"ثورة ملونة"جديدة في آسيا الوسطى، لكن نازاربايف كان حذر من تطور مماثل ووصف التحركات الشعبية التي اطاحت النظام في قيرغيزستان المجاورة بأنها"هدامة"وتتجاهل ارادة الناخبين. على صعيد آخر، سارت مينسك خطوة اضافية نحو تعزيز تكاملها العسكري مع روسيا. وأعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانوف ان بلاده ستقوم بتزويد جارتها بيلاروسيا انظمة صاروخية متطورة من طراز"اس - 300"تدخل في اطار منظومة الدفاع الجوي المشترك التي يقيمها البلدان على حدودهما الغربية. وقال ايفانوف في مؤتمر صحافي عقده امس، ان موسكو ومينسك توصلتا الى اتفاق نهائي في شأن الصفقة الجديدة التي يبدأ تنفيذها خلال الفترة القريبة المقبلة. وتوقع مراقبون روس ان يؤدي الاعلان الروسي الى تكثيف الانتقادات الغربية وخصوصاً من جانب الولاياتالمتحدة التي دعت الى محاصرة القيادة البيلاروسية وتحدثت عن ضرورة تغيير النظام الحاكم في هذا البلد. وذكر مصدر عسكري روسي امس ان الاتفاق بين موسكو ومينسك يشكل خطوة اضافية لتعزيز"النهج المستقل الذي سارت عليه موسكو"في بناء تحالفاتها خلال الفترة الاخيرة، مشيراً الى قيام موسكو بإعادة النظر في علاقاتها مع جاراتها في آسيا الوسطى وكذلك المناورات المشتركة مع الصين التي اثارت مخاوف غربية واسعة النطاق.