مرّة أخرى تظهر ريادة الأفراد القادمين من العالم العربي، في أهم المؤسسات العالمية. فبعد كارلوس غصن اللبناني الذي يشغل حالياً منصب الرئيس التنفيذي لشركتي"نيسان"اليابانية و"رينو"الفرنسية للسيارات، وكارلوس سليم حلو المكسيكي اللبناني الأصل، الذي يصنّف"أغنى رجل في أميركا اللاتينية"، ها هو وليد شماع يصل الى احد أعلى المراكز في مؤسسة مالية أميركية كبرى. فقد أعلن مورغان ستانلي أمس في بيان عن تعيينات رئيسة في وحدة الأدوات المالية الخاصة بالمؤسسات، التي تشكل أكبر مصدر لأعماله، على رأسها تعيين وليد شماع رئيساً للصيرفة الاستثمارية وعضواً في لجنة الإدارة، حيث سيتولى"المسؤولية الدولية عن خدمات المشورة للشركات والإصدارات والنشاطات الأساسية الأخرى"، ويقدم تقاريره مباشرة إلى الرئيسة الحالية بالتصرف للمصرف، زوي كروز. وكانت كروز، المقربة من شماع كما وصفتها صحيفة"وول ستريت جورنال"علّقت قائلة في البيان ان"شماع هو المثال الحي لزملائه، وهو قادر ان يشكل فرق عمل تنسج علاقات متينة مع العملاء". يذكر ان مجلة"بلومبرغ ماركيتس"، المتخصصة في عالم المال، كانت أصدرت في آذار مارس الماضي تصنيفاتها لپ"أفضل 20 مصرف استثمار عالمياً"و"أفضل المصرفيين أداءً"في 2004 ، حيث أحتل مصرف مورغان ستانلي المرتبة الثالثة بعد سيتي غروب وغولدمان ساكس من حيث الأقساط الإجمالية المحصلة من خدمات المشورة الاستثمارية للشركات التي وصلت لديه إلى 3.3 بليون دولار في 2004. كما حل شماع ثالثاً بعد ديفيد سولومون من غولدمان ساكس وتايلر ديكسون من سيتي غروب في ترتيب المجلة المذكورة ل"أفضل خمسة مديري إصدارات أسهم في 2004"، إذ حصّل أقساطاً لمصرفه بلغت 1.39 بليون دولار. وفي تحقيق صدر عن مجلة"نيو يورك"الإلكترونية في أيار مايو 2002، بعنوان"اللون الجديد للمال"، تناول الكاتب"ظاهرة ملوك عالم المال الجدد الوافدين من الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا، الذين أصبحوا يديرون أكثر الأقسام أداءً في مصارف وول ستريت". وورد ضمن التحقيق ان"الرئيس التنفيذي لمصرف كريدي سويس فرست بوسطن، جون ماك، عين النيجيري أديبايو أوغونليزي في منصب رئيس وحدة الصيرفة الاستثمارية، وان ماك الذي أصبح في تموز الماضي يشغل منصب الرئيس التنفيذي في مورغان ستانلي كان يرغب في ضم اللبناني وليد شماع "ساحر السندات لدى مورغان ستانلي"، كما وصفه كاتب التحقيق إلى فريق أوغونليزي كي يتولى إدارة القسم". لكن بحسب المجلة"سارع الرئيس التنفيذي لمورغان ستانلي في حينه، فيل بورسيل، إلى التمسك بشماع الذي يصل مدخوله في المصرف إلى نحو 5 ملايين دولار سنوياً". في حين أوضحت صحيفة"وول ستريت جورنال"ان"مورغان ستانلي احتفظت بشماع، كما تمت ترقيته إلى رئيس لوحدة أسواق المال الدولية في حينه". يذكر ان مورغان ستانلي شهد تغييرات محورية في إدارته في الفترة الأخيرة، بعد"صراع على السلطة"، إذ أدى عدم رضى المساهمين على أداء سعر سهم المصرف إلى استقالة الرئيس التنفيذي بورسيل في حزيران يونيو الماضي وحصوله على تعويضات خيالية، وعودة جون ماك الذي غادر مورغان ستانلي بعد ضغط مورس عليه من بورسيل في 2001 رئيساً تنفيذياً مكانه. من هو وليد شماع؟ - انضم إلى مؤسسة مورغان ستانلي في 1993 رئيساً لوحدة أدوات الدين الأميركية. - في 1996 رقي إلى منصب رئيس لوحدة أدوات الدين عالمياً. - في 2001 وُسعت مهماته لتشمل المرابعة. - عمل سابقاً في مؤسسات مالية مرموقة مثل كريدي سويس فرست بوسطن وبلايث إيستمان باين ويبر. - تخرج من الجامعة الأميركية في بيروت علماً انه حالياً أحد أعضاء مجلس أمنائها. - حاصل على ماجيستير في الإدارة الدولية من"أميريكان غرادجويت سكول أوف إنترناشونال ماناجمنت". - مولود في بيروت عام 1954. المصادر :"مورغان ستانلي"وموقع"الجامعة الأميركية في بيروت"الإلكتروني.