يرى هايكي تارفاينن، نائب رئيس نوكيا المسؤول عن تسويق هواتفها في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، أن سر نجاح الشركة الفنلندية يتلخص بالپ"العمل الجاد". أما الخطوط العريضة لسياستها فهي برأيه:"تحقيق النمو المستمر في المبيعات، الاطلاع الدائم على الرغبات المتغيرة للمستهلكين، ولا سيما الشبان منهم، وتضمين جميع الهواتف خدمات أساسية، مثل البريد الإلكتروني والرسائل، إضافة إلى خدمات متخصصة في بعض الهواتف". كان تارفاينن يتحدث إلى"الحياة"على هامش"مؤتمر نوكيا للتحركية 2005"، الذي عُقد في الأسبوع الأول من تشرين الثاني نوفمبر في مدينة برشلونة الأسبانية، وهو المؤتمر السنوي العاشر من نوعه. والقصد من وراء التحركية جعل أكبر قدر من الخدمات قابلاً للتحرك مع المستخدم من خلال هاتفه الشخصي، وذلك سواء أكان الشخص مستخدماً عادياً أم رجل أعمال، أو حتى سيدة يهمها أن يتماشى هاتفها مع ثيابها. وقد حمل المؤتمر اسم"طرق الربح". فالمناسبة، بحسب مسؤولي الشركة، تمثل مرحلة جديدة في تاريخها، تفتح مجالات جديدة في المنافسة وتحقيق المكاسب، ربما ماثلت المرحلة التي انطلقت في بداية التسعينات مع قرار الشركة التخلي عن جميع المنتجات والتركيز على الهواتف النقالة وشبكاتها. وإلى جانب التحركية، حمل المؤتمر عنواناً آخر: التقارب. والمقصود هنا جمع أكبر قدر من الخدمات في الهاتف الشخصي، بحيث يصبح هاتفك مكتبك النقال، أو جهاز الستيريو الخاص بك، أو حتى تلفزيونك، مع تضمنه الخدمات التقليدية، كالاتصال والرسائل النصية، والخدمات الجديدة، كالبريد الإلكتروني والتصوير الفوتوغرافي والفيديوي. إستراتيجية التقارب وسلّطت نوكيا خلال المؤتمر الضوء على استراتيجية للتقارب من خلال توسيع مجموعة نوكيا الجديدة المعروفة باسم Nseries لتشمل ثلاثة أجهزة جديدة هي N92، وN71، وN80. وباستطاعة مستخدمي هذه الأجهزة أن يشاهدوا التلفزيون النقال، ويستمعوا إلى الموسيقى الحية، ويتشاركوا الصور، ويرسلوا البريد الإلكتروني مع المرفقات، مستخدمين تقنيات مثل الجيل الثالث جي 3، وWLAN، وUniversal Plug، وPlay UPnP. يذكر أن تقنية UPnP معيار للشبكات المتوافقة في المنزل الرقمي تسمح بالاستكشاف الفوري والتحكّم من بعد بالأجهزة والخدمات المشبوكة كالكومبيوترات، وآلات الطباعة، وبوابات الإنترنت، والأجهزة الإلكترونية المنزلية. وهذه التقنية مستقلة عن أي نظام تشغيل محدّد، أو لغة برمجة معينة، أو واسطة مادّية بذاتها، ما يعني أن تطبيقها ممكن على أي هاتف حامل لبروتوكول من بروتوكولات الإنترنت، مثل WLAN، وEthernet cable. وأطلقت نوكيا أيضاً محطة القواعد المعيارية ذات السعة المرتفعة، Nokia Flexi WCDMA Base Station، المبنية على منصة جديدة بالكامل. وتمكّن هذه المحطة المشغّلين من بذل جهدٍ أكبر لاستعمال مواقع محطات المنصات التابعة لهم في شكلٍ أكثر فاعلية، ما يخفّض التكاليف بنسبة 70 في المئة. وقد صمّمت محطة القواعد لتعمل بالشكل المطلوب في المستقبل ومع البرامج المستقبلية. وإضافة إلى دعمها لتقنيتي الپWCDMA والپHSPA الوصول السريع للرّزم، ستمنح هذه المنصة، التي يتماشى تصميمها مع مبادرة تصميم المحطات المفتوحة،OBSAI، المشغلين في وقت لاحق فرصةً لتطبيق تقنيات جديدة كالپWiMAX. هواتف جديدة ويتبع هذا الإطلاق الأخير إعلان الشركة في تشرين الأول أكتوبر الماضي إطلاق مجموعة Eseries، وهي مجموعة جديدة من هواتف نوكيا الذكية موجهة إلى عالم الأعمال. وتعتبر المجموعتان تجسيداً لرؤية نوكيا في ما يتعلّق بالتقارب والقطاع الرقمي النامي. فهي تجمع تقنية المعلومات، والتطبيقات المؤسسية، والبث، والموسيقى، والتصوير. وخلال تشرين الأول أيضاً، طرحت نوكيا مجموعة جديدة من ثلاثة هواتف نقالة مستوحاة من اتجاهات الموضة، هي نوكيا 7360، و7370، و7380. ويُقدّم كلّ هاتف في هذه المجموعة، التي أُطلق عليها اسم"لامور"الحب بالفرنسية، مزيجاً جميلاً من التناقضات. فقد دُمجت التأثيرات الحضارية والفلكلورية لثلاث مدن، هي هونغ كونغ وفلورنسا ونيويورك، وقُورنت بلمسات مترفة تتعمق في التفاصيل. واتحدت إشارات خافتة توحي بالأناقة الكلاسيكية القديمة والصناعة الحرفية مع موادٍ وألوان وأشكال مستمدّة من الطبيعة، ومصنوعة جميعها بدقة فائقة، ومُركّبة بشغف العناية بالتفاصيل. التقارب الرقمي وخلال مداخلة له في"مؤتمر نوكيا للتحركية 2005"، رأى رئيس نوكيا التنفيذي يورما أوليلا، صانع نهضة نوكيا في التسعينات، أن هذه الأجهزة تشكّل قلب التقارب الرقمي. وقال:"نتوقّع أن تتضاعف سوق أجهزة التقارب لتصل إلى 100 مليون وحدة بحلول عام 2006. ويقوم الآن المطورون ووسائل الإعلام والمؤسسات بتحويل التركيز إلى منصة الهواتف الذكية S60، وذلك بفضل إدراك أهمية استخدامها لتوفير المحتوى والتأكد من الوصول إلى التطبيقات المؤسسية عن بعد". وأضاف:"يفتح التقارب لعملائنا وشركائنا عالماً من الفرص، وتلتزم نوكيا بتطوير الأدوات والحلول، والمنتجات، لتحويل وعد القطاع الرقمي إلى واقعٍ ملموس". أما مارك سيلبي، نائب الرئيس للمبيعات والوسائط الغنية والموسيقى، فأكد"أن التقارب لا يعني وضع تقنيات مختلفة إلى جانب بعضها البعض، بل يعني إعطاء المستهلكين أفضل الطرق الممكنة لاستخدام هذه التقنيات". وقدّر سيلبي عدد المشاركين في المؤتمر بنحو 1820 شخصاً من مختلف أنحاء العالم، توزعوا بين خبراء في تكنولوجيا المعلومات وبائعي هواتف بالتجزئة، ومطوري برمجيات، وصحافيين. إنه من دون شك عالم جديد تنفتح أبوابه أمامنا. فقد بات شعار نوكيا نربط الناس حقيقة واقعة أكثر من أي وقت مضى. وربما يصبح بمقدورنا يوماً أن نجمع هاتفنا الخاص عند البائع بما يتناسب مع حاجاتنا. وقد ختم سيلبي قائلاً:"في مجال الهاتف الخلوي، أصبح المستهلك هو من يصنع المحتوى".