حط المكوك"ديسكفري"أمس في قاعدة ادواردز الجوية في كاليفورنيا غرب، في ختام رحلة اجتاز فيها تسعة ملايين كلم في الفضاء، وهي أول مهمة من نوعها منذ تفكك المكوك كولومبيا خلال رحلة عودته الى الأرض عام 2003. ورافق هبوط"ديسكفري"اجواء من الفرح العارم في وكالة الفضاء الأميركية ناسا. وقال مركز مراقبة المهمة:"لقد عاد ديسكفري الى دياره"، وردت عليه قائدة الطاقم ايلين كولينز"لقد عدنا"، في حين علا التصفيق في كل مراكز ال"ناسا"التي تتابع عودة المكوك. وقبل دقائق من الهبوط استطاعت الوكالة رؤية المكوك وابلغت طاقمه بذلك قائلة"ديسكفري، اننا نراكم". واكدت القائدة كولينز بلوغها الرسالة، فبدت علامات الارتياح على وجوه مسؤولي"ناسا". واجتاز رواد الفضاء السبعة الذين يشكلون طاقم"ديسكفري"، ادق عملية اثناء الرحلة وهي دخول المكوك الغلاف الجوي في حين كان مصير زملائهم السابقين الذين قتلوا قبل 16 دقيقة من هبوط"كولومبيا"ماثلاً أمامهم. وحط"ديسكفري"على مدرج قاعدة ادواردز عند الساعة 5.12 بالتوقيت المحلي 12.12 تغ، بعد ساعة على بدء مناورة الهبوط، بينما بلغت سرعة المكوك 29 الف كلم بالساعة عندما كان في المدار. وكانت"ناسا"عدلت عن اجراء الهبوط في مركز كينيدي قرب كاب كانافيرال فلوريدا كما تجري العادة، بسبب الاحوال الجوية الرديئة. وتم تأجيل الهبوط الذي كان مقرراً الاثنين في فلوريدا للاسباب عينها. وقالت القائدة كولينز للمسؤولين عن الرحلة"لقد كانت رحلة مجنونة ونحن سعداء لأننا ختمناها بنجاح". وحلق"ديسكفري"خلال الدقائق الاخيرة للرحلة فوق شمال لوس انجليس. وتخلل هذه المهمة التي تكللت بالنجاح مشاكل فنية عدة، اخطرها فقدان القطعة العازلة للخزان الخارجي، مما حمل وكالة الفضاء على اتخاذ قرار تعليق رحلاتها حتى يتم ايجاد حل لهذه المسألة. وكان جزء من هذا الغلاف العازل تسبب بتفكك كولومبيا لدى اصطدامه بجناح المكوك الأيسر عند الاقلاع. وقد عاد ليبث الخوف في قلوب مسؤولي الوكالة الفضائية عندما انفصلت قطع لدى اقلاع"ديسكفري"في 26 تموز يوليو. لكنها لحسن الحظ لم تصطدم بالمكوك. والى جانب تفقد المكوك، خرج رواد الفضاء ثلاث مرات الى الفضاء لاصلاح المعدات المعطلة في المختبر الفضائي واختبار طرق اصلاح المكوك في الفضاء. وتم تحديد المهمة المقبلة في 22 ايلول سبتمبر مع اطلاق المكوك"اتلانتيس"، في حال وجدت"ناسا"حلاً يضمن عدم انفصال القطعة العازلة التي تحمي الخزان الخارجي اثناء الاقلاع.