وصف العاهل المغربي الملك محمد السادس نزاع الصحراء بأنه"قضية وجود لا مسألة حدود". وقال في خطاب الى الشعب المغربي، لمناسبة الذكرى السادسة لاعتلائه العرش والمتزامنة مع الذكرى الخمسين للاستقلال، إن المغرب"لن يفرط في أي واحد من مواطنيه، ولن يكف عن مطالبة المجموعة الدولية بتحمل مسؤولياتها كاملة"، في اطلاق سراح الأسرى المغاربة المعتقلين لدى جبهة"بوليساريو"في مخيمات تندوف جنوب غربي الجزائر. وأضاف ان هذا الملف"لن يطوى بكيفية حقيقية ومنصفة إلا بكشف مصير كل المفقودين وجبر اضرار المسرحين ورفع الحصار عن المرحلين الذين يشكلون حالة شاذة في العالم". ووجه العاهل المغربي نداء الى"المتشبثين بمغربيتهم للعودة الى بلادهم"، قائلاً إن"الوطن الغفور الرحيم الذي يفتح ذراعيه لجميع ابنائه التائبين العائدين الى حضنه الحليم يوفر لهم كل شروط المواطنة الكامل والعيش الحر الكريم". وكرر استعداد بلاده الدائم ل"التفاوض الجاد لايجاد الحل السياسي الوفاقي النهائي للنزاع المفتعل حول مغربية الصحراء"، الذي قال إنه يحظى بدعم المجتمع الدولي"ما يخول أقاليمنا الجنوبية حكماً ذاتياً في ظل سيادة المملكة ووحدتها الوطنية والترابية". ووصف موقف بلاده في هذا السياق بأنه"واقعي ومنصف"يقوم على استراتيجية التوجه الديموقراطي ويأخذ في الاعتبار"حرصنا على تحقيق الاندماج المغاربي على أسس سليمة ومتينة كما يراعي أسس واستقرار ورفاه شعوب حوض المتوسط وبلدان الساحل الافريقي وتحصين المنطقة الحساسة من الوقوع في متاهة الإرهاب والبلقنة التي لن يستطيع أحد أن يكون في نأي عن مخاطرها الوخيمة وفتنتها الكامنة والمتربصة". وكان الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة بعث برسالة تهنئة الى العاهل المغربي دعا فيها الى"تحقيق الاحترام المتبادل"بين البلدين، مؤكداً ارادته في العمل مع الملك محمد السادس"من أجل تكريس سنة التشاور وتعزيز العلاقات الاخوية والعمل المشترك". ووصف العلاقات بين الجارين بأنها"تتسم بالصفاء وتخلو من أي خلاف"، مشدداً على أهمية بناء الاتحاد المغاربي. وعبر الرئيس الأميركي جورج بوش، في برقية مماثلة، عن تطلعه الى"أن يتواصل تعاوننا الوثيق من أجل التصدي للتطرف وتطوير قيم الحرية والديموقراطية ودولة القانون في المغرب والشرق الأوسط الكبير". الى ذلك، أعلن العاهل المغربي عن اشراك كل فاعليات المحافظاتالجنوبية في إدارة شؤونها، وأقر معاودة هيكلة"المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية"، لجعل تمثيله متوازناً. كما أعلن الملك محمد السادس في خطاب عيد الجلوس، منح الأطفال من أم مغربية حق الحصول على الجنسية المغربية. وأعلن التزامه دعم الأحزاب السياسية للقيام بدورها الديموقراطي، وقال:"هدفنا الأسمى تمكين بلادنا من مؤسسات تمثيلية ذات صدقية، منبثقة عن انتخابات حرة، من شأنها ابراز مشهد سياسي معقلن، قائم على غالبية منسجمة متوافقة على برنامج حكومي مشترك، ومعارضة بناءة، كقطبين متنافسين ومتكاملين في خدمة المصالح العليا". ودعا الحكومة الى اخراج المنظومة الجديدة لاصلاح الصحافة وتأهيلها. وعرض خطة اصلاحات تطاول التعليم والتشغيل ومشاكل البطالة والشباب.