أثارت الكويت أمس"اختراق"مزارع عراقية حدودها عند منطقة"أم قصر"، بعد ايام قليلة على التوتر الحدودي بين البلدين بسبب"حاجز"كويتي. وفيما راوحت الخلافات على مسودة الدستور العراقي مكانها، أصرّ زعماء عشائر سنّية على رفض الفيديرالية لأنها"تقسم البلد". وعكس أحدهم مخاوف السنّة قائلاً:"في حال أقرت الفيديرالية سيحصل الأكراد والذين في البصرة على النفط، فيما ستكون لنا صحراء الأنبار". راجع ص2 و3 وأطلقت بغداد وواشنطن أمس، الخطوة الأولى في اتجاه خفض القوات المتعددة الجنسية عبر انسحابها من مدن"آمنة"، وسط تحذير من"حرب أهلية"اذا لم يحترم الدستور العراقي الجديد تحفظات العرب السنّة ومطالبهم. وقال مستشار الأمن القومي موفق الربيعي إن الحكومة العراقية والقوات المتعددة الجنسية شكلت لجنة مشتركة للنظر في إمكان تسليم القوات الأجنبية القوات العراقية الأقاليم"الآمنة"، خصوصاً محافظات الاقليم الجنوبي"مثل النجف وكربلاء والسماوة والديوانية"بالإضافة الى السليمانية وأربيل وربما الناصرية. وأضاف إثر لقائه محافظ النجف أن اللجنة تضم وزيري الداخلية والدفاع ومستشار الأمن القومي، ومسؤولين أميركيين رفيعي المستوى. وتزامن هذا الإعلان مع محاولة اغتيال فاشلة للأمين العام ل"مجلس الحوار الوطني"سنّي الشيخ خلف العليان، نفذها مسلحون يرتدون زي القوات العراقية، وأدت الى جرح حارسه، في وقت ازدادت الاتهامات الموجهة الى القوى الأمنية ب"التواطؤ مع فرق اغتيال شيعية". وفي دمشق، حذر النائب العراقي، رئيس"حزب الوطن الموحد"مشعان الجبوري من احتمال نشوب"حرب أهلية"في العراق، مشيراً الى أن إقرار دستور دائم بعيداً من"التحفظات السنّية"يعني ذهاب العرب السنّة الى"مقاومة الحكم والاحتلال". وقال ل"الحياة"إن"لدى العرب السنّة تحفظات عن الدستور، بينها تمسكهم بعدم الاشارة الى القومية الفارسية باعتبارها إحدى القوميات العراقية، وضرورة إبعاد الدين عن الحكم، وألا يتحول العراق الى اتحاد فيديرالي بين كل الأقاليم، بل ان يكون فيديرالية بين العرب والأكراد". واعتبر أن هدف توزيع عائدات النفط على الأقاليم هو"تجويع العرب السنّة لأسباب طائفية". وفي الفلوجة، أعرب خمسون من زعماء العشائر السنّية، خلال اجتماع مع مسؤولين أميركيين، عن تأييدهم استفتاء على الدستور، ورفضهم صيغة الفيديرالية لأنها"تقسم البلاد". وقال الشيخ فرحان عبدالله المهندي إن"الأكراد سيحصلون في حال اقرار الفيديرالية على النفط مع الذين في البصرة، وستكون لنا صحراء الأنبار". الى ذلك، احتجت"هيئة علماء المسلمين"على تعيين الحكومة الشيخ أحمد عبدالغفور السامرائي رئيساً لديوان الوقف السنّي، بدلاً من الدكتور عدنان الدليمي، مؤكدة أن هذا الاجراء اتخذ من دون استشارة الجهات الدينية السنّية. واعتبرت أن إشادة السامرائي بدور الأجهزة الأمنية العراقية، لا تمثل سوى رأيه الشخصي، لأن الوسط السنّي مستاء من وزارتي الدفاع والداخلية، بسبب تردي الأوضاع الأمنية، وحملة الاعتقالات التي طاولت أبناء العرب السنّة. وقال عضو مجلس شورى الهيئة، عضو المؤتمر العام لأهل السنّة الدكتور حارث العبيدي إن"تغيير رئيس الوقف كان قراراً سياسياً وليس إدارياً"، مشيراً إلى احتمال صدور بيان احتجاج أو تنظيم اعتصام أو تظاهرة في جامع أبي حنيفة النعمان اليوم، بسبب إقالة الدليمي. في غضون ذلك، أكدت الكويت أن عدداً من المنازل والمزارع العراقية يخترق حدودها عند منطقة"أم قصر"في جنوبالعراق، لكنها أصرت على أن هذا الموضوع الذي أثار احتجاجات عراقية قبل أيام، سيُحل عبر الحوار. وأوضح مسؤول كويتي، طلب عدم ذكر اسمه بسبب"حساسية"الموضوع، أن أراضي خمس مزارع وستة منازل امتدت أخيراً لأمتار داخل الأراضي الكويتية. وقال لوكالة"أسوشييتد برس":"ستعقد اجتماعات على مستوى أمن الحدود"لمناقشة طرق وقف الاختراقات الحدودية، لافتاً الى أن بناء الحاجز الحدودي الكويتي سيبقى معلقاً حتى ذلك الحين.