توقعت مصادر دولية ومحلية في منطقة البلقان ان يسلم زعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كاراجيتش نفسه طوعاً الى محكمة لاهاي قريباً، بعد النداء المؤثر الذي وجهته اليه زوجته ليليانا زيلين عبر التلفزيون"لانقاذ عائلته من محنتها". وأعرب وزير حقوق الاقليات في"اتحاد صربيا والجبل الاسود"رئيس اللجنة الحكومية للتعاون مع محكمة لاهاي راسم لياييتش عن اعتقاده بأن كاراجيتش سينهي قريباً فراره، بتسليم نفسه"لانهاء حملة الاعتقالات والضغوط الشديدة التي تتواصل على اسرته". وتوقع في تصريحه الى تلفزيون بلغراد، ان يكون النداء"قد أعلن بعد اتفاق بين كاراجيتش وزوجته لكي تكون له ذريعة لتسليم نفسه طوعاً". ورج لياييتش، ان يؤدي تسليم كاراجيتش نفسه"الى اقتداء المتهمين الآخرين الفارين به، خصوصاً القائد العسكري السابق لصرب البوسنة راتكو ملاديتش، الذي اصبحت فرص مواصلته الهروب ضئيلة". والى ذلك، علمت صحيفة"دنيفني آفاز"الصادرة في ساراييفو امس، من مصادر مطلعة في القوات الاوروبية يوفور العاملة في البوسنة، ان نداء زوجة كاراجيتش"جاء اثر اتصالات اجراها مسؤولون دوليون معها، بعد اعتقال ابنها ألكسندر ساشا"ولهذا فهو ليس خطوة عابرة، وانما نتيجة قناعة لدى عائلة كاراجيتش بان تسليم نفسه صار أمراً لا مفرّ منه". ونقلت الصحيفة عن قائد قوات يوفور الجنرال ديفيد ليكي، ان ليليانا"انطلقت من اختيار الافضل، لأن من الصعب على أي عائلة ان تتحمل مثل هذه المعاناة التي تواجهها عائلته بسبب هروبه". وقالت ليليانا في ندائها"هذه رسالتي الى زوجي رادوفان كاراجيتش، بأن عائلتنا تتعرض لضغوط متواصلة من كل الجهات، نحن نتعرض للتهديد بكل الوسائل في ارواحنا وفي ممتلكاتنا، نحن نعيش في جو مستمر من القلق والالم والمعاناة". واضافت:"اتوسل اليك بكل قلبي وروحي ان تسلم نفسك، ستكون هذه تضحية منك، من أجلنا ومن اجل عائلتنا". وافاد لوكا كاراجيتش شقيق رادوفان، في تصريح الى صحيفة"غلاس يافنوستي"الصادرة في بلغراد امس، انه"ليس منزعجاً من نداء ليليانا، وانه قد اتصل بها هاتفياً معرباً عن تفهمه لمعاناتها، والضغوط الخارجة عن المألوف التي تنصب على اسرتها". ونقلت الصحيفة عن مصادر قريبة من اسرة كاراجيتش، ان ليليانا، اصبحت في الفترة الاخيرة انعزالية على عكس ما كانت عليه، وتبدو متألمة بصورة دائمة. واضافت الصحيفة، أن الكسندر ساشا ابن كاراجيتش، تغيّر كثيراً بعد اعتقاله من قبل قوات حلف شمال الاطلسي في البوسنة، اذ صار أقل وزناً، ويتجنب مخالطة الآخرين ولا يرغب في الاسترسال في الكلام حتى مع عائلته". ويسود الاعتقاد بأن ذلك بتأثير مخدر استخدمته معه الجهات التي اعتقلته للحصول على معلومات منه في شأن والده، ما جعل سلوكه يتبدل بشكل كبير.