قررت الحكومة اليمنية أمس خفض أسعار الوقود، بعد مرور أقل من أسبوع على مقتل العشرات، في حوادث شغب فجرتها زيادات رسمية لأسعار البنزين والديزل والكيروسين. ونقل عن مسؤول يمني ان الأسعار الجديدة يبدأ العمل بها اليوم الاربعاء. وقال المسؤول إن قرار مجلس الوزراء سيخفض أسعار البنزين من 65 ريالاً الى 60 ريالاً 31 سنتاً أميركياً لليتر، وسينخفض سعر الديزل أو الكيروسين من 45 ريالاً الى نحو 35. وسيتم تسعير اسطوانات الغاز على أساس 350 ريالاً بدلاً من 400 ريال. وكانت احتجاجات شعبية اندلعت، قبل حوالي أسبوع مع إعلان رفع أسعار المشتقات النفطية، في العاصمة صنعاء ومعظم المدن، مما ادى الى سقوط المئات بين قتلى وجرحى وخسائر بمئات الملايين من الريالات في المنشآت والممتلكات العامة التي طاولتها أعمال الشغب يومي الاربعاء والخميس الماضيين. واتخذت الحكومة اجراءات أمنية وعسكرية ونشرت المدرعات والدبابات في شوارع وأحياء المدن جرى سحبها في وقت لاحق. فيما تعتقل أجهزة الأمن المئات من المشتبه في ضلوعهم بأعمال التخريب والشغب والاعتداء على رجال الأمن والجيش. وجاء تراجع الحكومة عن قراراتها السابقة برفع أسعار الوقود بناء على توجيهات رئاسية أصدرها الرئيس علي عبدالله صالح إثر اجتماع عقده أول من أمس مع وجهاء ومشايخ وأعيان محافظاتمأرب والجوف وصعدة، عززها لقاء موسع مع ممثلي المحافظات اليمنية عقده الرئيس صالح أمس. وبناءً عليه، قرر مجلس الوزراء اليمني أمس برئاسة عبدالقادر باجمال تعديل الأسعار الجديدة للمشتقات النفطية بنسبة تتراوح بين 18 في المئة لمادة البنزين ونسبة 29 في المئة لمادتي الديزل والكيروسين، بحيث يصبح سعر ليتر البترول 60 ريالاً بدلاً من 65 ريالاً وسعر ليتر الديزل والكيروسين 35 ريالاً بدلاً من 45 ريالاً. وكانت الحكومة اليمنية أكدت الاسبوع الماضي انها لن تتراجع عن قراراتها الخاصة بالاصلاحات السعرية للوقود باعتبارها ضمن مصفوفة متكاملة من الاصلاحات الاقتصادية والمالية والادارية التي يرى مراقبون أنها كانت الأكثر تكاملاً منذ عام 1995. وقال مصدر حكومي إن الحكومة لم تتراجع تحت ضغط الرفض الشعبي، وإنما أعادت مراجعة الاصلاحات السعرية للوقود، بحيث تأخذ اتجاهاً تدريجياً ينتهي في مرحلته الأخيرة برفع الدعم الحكومي كاملاً لأسعار الوقود وتحرير هذه الأسعار. وكان الأمين العام ل"الحزب الاشتراكي اليمني"علي صالح عياد مقبل حمل بقوة على الحكومة اليمنية في كلمته لمناسبة افتتاح أعمال المؤتمر العام الخامس لحزبه أمس، ووصف جرعة الأسعار الجديدة للوقود بأنها النفق المسدود للبلاد والعباد. وطالب التجمع اليمني للاصلاح الاسلامي المعارض، في بيان لهيئته العليا بالتحقيق مع المتسببين في قتل الأبرياء واستخدام الذخيرة الحية أثناء تظاهرات الاحتجاج. وجدد ادانته سياسة الحزب الحاكم الاقتصادية.