تواصل مسلسل خطف الديبلوماسيين في بغداد. واستهدف أمس القائم بالأعمال الجزائري وديبلوماسي آخر يعمل معه في حي المنصور الراقي حيث خُطف السفير المصري ايهاب الشريف الذي أعلنت جماعة"أبي مصعب الزرقاوي""اعدامه"مطلع الشهر الجاري. جاء ذلك فيما قُتل 12 شخصاً بينهم خمسة جنود وضابط في الشرطة في هجمات متفرقة ببغداد، واعتقل أحد أعضاء"هيئة علماء المسلمين". وأعلنت الخارجية الجزائرية أنها أقامت"خلية طوارئ"وأن جميع موظفيها"في حال استنفار"في أعقاب خطف القائم بالأعمال علي بلعروسي وعز الدين بلقاضي. وأوضح مدير مكتب الاتصالات في الوزارة عبد الحميد شبشوب:"ما دام ليس هناك مطالب حتى الآن فلا يمكننا اطلاق تكهنات"حول أسباب الخطف، لافتاً الى أن السلطات الجزائرية تحاول جمع أكبر قدر من المعلومات. ودعا رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري الديبلوماسيين العاملين في بغداد الى التزام التعليمات الأمنية الخاصة لأنهم"هدف". وتتمثل الجزائر في بغداد بثلاثة ديبلوماسيين، علماً أن بلعروسي تسلم منصبه قبل عامين، في حين وصل بلقاضي الى العاصمة العراقية"قبل أقل من شهر". وخُطف الديبلوماسيان اللذان كانا يستقلان سيارة من طراز"لاند كروزر"في حي المنصور وسط بغداد بأيدي مسلحين يستقلون سيارتين. وأكد مصدر عراقي أن الخاطفين وضعوا الديبلوماسيين اللذين خطفا قرب مطعم الساعة في حي المنصور، في صندوقي السيارتين اللتين تحملان لوحتين من محافظة الأنبار. وأضاف:"كان الخاطفون يستقلون سيارتين"غولف"و"دايو"ووضعوا الرهينتين في صندوقي السيارتين وفروا الى جهة مجهولة". وروى عبدالوهاب فلاح الموظف في السفارة الجزائرية:"كنت على الجانب الآخر من الطريق عندما شاهدت أناساً في سيارتين يخرجون الرجلين من سيارتهما ويقتادوهما، لم يحصل اطلاق نار ولم أستطع القيام بشيء وحاولت الاتصال بالشرطة". ومنذ مطلع تموز يوليو، يستهدف المسلحون الديبلوماسيين في بغداد في محاولة لعزل الحكومة على الصعيد الدولي. وكان رئيس البعثة الديبلوماسية المصرية في بغداد ايهاب الشريف 51 عاماً خُطف في الثاني من الشهر الجاري في بغداد. وفي الثالث من الشهر ذاته، تعرضت السيارة المصفحة للسفير الروسي في بغداد لاطلاق نار على طريق المطار فجُرح شخصان كانا داخلها، علماً أن السفير لم يكن فيها. وفي الخامس من تموز يوليو، جُرح القائم بأعمال سفارة البحرين حسن الأنصاري في محاولة خطف تعرض لها في حي المنصور. وفي اليوم ذاته، نجا سفير باكستان من هجوم على موكبه في بغداد. وبحسب الخارجية العراقية، تعمل نحو 45 سفارة وقنصلية حالياً في العراق. وفي منطقة المحمودية، قُتل خمسة جنود عراقيين وجُرح تسعة آخرون بينهم طفلة في انفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري لدى مرور دورية للجيش. وفي جنوببغداد، قُتل ضابط في الشرطة وجُرح ثمانية آخرون من عناصر مغاوير وزارة الداخلية في انفجار سيارة مفخخة في نقطة تفتيش. وفي العامرية غرب بغداد، قُتل شخصان وجُرح ثالث حين أطلق مسلحون النار من سيارة. وفي غرب سامراء، قُتل مدني عراقي في انفجار عبوة يدوية، في حين قُتل مدني آخر اثر سقوط قذائف هاون على قاعدة للجيش العراقي في شرق مدينة الضلوعية. وفي جنوب الحلة، قُتلت امرأة وجرحت ابنتها بانفجار عبوة لدى مرور سيارتهما. وفي بلد شمال، انفجرت قنبلة يدوية لدى عبور شاحنة فقتلت سائقها العراقي. وقُتل متمرد في المدينة ذاتها في تبادل رمايات بين الجنود العراقيين والأميركيين من جهة ومسلحين من جهة أخرى. وفي منطقة الاسحاقي شمال، جُرح سائق صهريج برصاص مجهولين حاولوا سرقة حمولته. كما خطف مسلحون ثلاثة مهندسين عراقيين يعملون في محطة بيجي لتوليد الكهرباء شمال بغداد. في غضون ذلك، أعلنت"هيئة علماء المسلمين"التي يترأسها الشيخ حارث الضاري وتُعد أحد أكبر المراجع السنية أن قوات المغاوير التابعة لوزارة الداخلية العراقية اعتقلت أحد أعضائها. وأفاد مصدر في المكتب الاعلامي للهيئة أن"قوة من مغاوير وزارة الداخلية العراقية اعتقلت الشيخ أحمد قاسم النجار عضو هيئة علماء المسلمين وامام وخطيب مسجد"الحق"الواقع في حي الشعب شرق بغداد". وأوضح أن"عملية الاعتقال تمت في منزله الواقع قرب المسجد". وأضاف المصدر أن"القوة عبثت بمقتنياته الخاصة وكتبه وأوراقه بحجة البحث عن السلاح ثم صادرت اثنين من الأسلحة الرشاشة التابعة لحراسه الشخصيين". وغالباً ما تعلن الهيئة التي تتخذ مواقف متشددة حيال المشاركة في العملية السياسية في العراق، عن اعتقال أعضائها. وتشترط وضع جدول زمني لانسحاب القوات المتعددة الجنسية من العراق للاشتراك في العملية السياسية. وفي عمان، أعرب العاهل الأردني الملك عبدالثاني خلال اتصال هاتفي مع الرئيس العراقي جلال طالباني عن"استنكار الأردن للعمليات الاجرامية"في العراق. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية بترا أن الملك أعرب عن"تضامنه مع الشعب العراقي الشقيق في ضوء تصاعد أعمال العنف التي طالت المدنيين الأبرياء"، مؤكداً"استنكار الأردن للعمليات الاجرامية التي تهدف الى اشعال الفتنة واحداث الانقسام بين أبناء الشعب الواحد وتقويض أمن العراق واستقراره". وتابعت أن الملك أشاد"بوقفة أبناء الشعب العراقي التي فوتت الفرصة على الذين يحاولون باستمرار اشعال فتيل الصراعات الداخلية والطائفية البغيضة"، في اشارة الى العمليات الانتحارية التي أدت الى سقوط عشرات الأطفال والمدنيين.